شرع وزير الخارجية والتعاون للمملكة المغربية، السيد سعد الدين العثماني، أمس الإثنين، في زيارة للجزائر تستغرق يومين بدعوة من نظيره الجزائري السيد مراد مدلسي في إطار تعزيز علاقات الأخوة والتعاون بين الشعبين الشقيقين. وأجرى وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي، أمس، بالجزائر العاصمة، محادثات مع وزير الخارجية والتعاون للمملكة المغربية السيد سعد الدين العثماني. وكان السيد العثماني قد استقبل لدى وصوله، أمس، إلى مطار هواري بومدين الدولي من قبل السيد مراد مدلسي. وفي تصريح للصحافة عقب وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي أكد أهمية ''تفعيل هذا التعاون بين البلدين في برامج عملية ميدانية''. وقال على وجه الخصوص أن زيارته تأتي في إطار ''الإرادة المشتركة'' بين البلدين للاستفادة من الظروف الإقليمية والدولية الحالية ل''بعث ديناميكية قوية في العلاقات الثنائية وتثمينها وتعميقها أكثر''. وأضاف ''بالنسبة لنا كحكومة جديدة في المغرب وبالنسبة لي كوزير خارجية جديد تمثل هذه الزيارة بداية لإعطاء ديناميكية جديدة'' للعلاقات بين البلدين كما تعبر عن ''نية'' البلدين في المضي بهذه العلاقات إلى الأمام. وأوضح أنه لن يتم من خلال هذه الزيارة ''الحسم في كل شيئ ولا يمكننا التحدث عن جميع البرامج'' وإنما هي -كما ذكر- ''بداية لسلسلة من المشاورات''. وأكد السيد العثماني في نفس السياق على توسيع العلاقات الجزائرية-المغربية نحو ''قطاعات ومجالات جديدة'' متطرقا من جهة أخرى إلى أهمية التشاور في سبيل تفعيل الاتحاد المغاربي ومؤسساته. وقال في نفس السياق ''إننا نعرف أن اليوم وقعت تغيرات إقليمية في بعض دول الاتحاد المغاربي وهو ما يمكن أن يعطينا فرصة أفضل لتجاوز معوقات التكامل والاندماج المغاربي''. وبخصوص تطورات الأوضاع في سوريا، أشار السيد العثماني إلى وجود ''تنسيق'' بين بلدان الاتحاد المغاربي، مشيرا إلى لقاء تشاوري أولي كان قد انعقد بين هذه البلدان قبيل اجتماع وزراء الخارجية العرب أول أمس الأحد بالقاهرة. وقال في هذا الشأن: ''إننا الآن ندخل في سياق التوافق العام داخل الجامعة العربية''، مؤكدا على وجود ''إستراتيجية متقاربة بين الجزائر والمغرب لدعم المبادرة العربية وإنجاحها لأن إنجاح هذه المبادرة هو السبيل لمنع أي تدويل للقضية ولمنع أي تدخل عسكري خارجي'' في سوريا. وأكد أيضا أن البلدين سيعملان على إنجاح المبادرة العربية التي تعد السبيل ''لإنقاذ سوريا من الدخول في حالة حرب أهلية ولحماية الشعب السوري'' من تصاعد العنف. ومن جهته، أكد السيد مدلسي في تصريح للصحافة عقب استقباله للوزير المغربي للشؤون الخارجية والتعاون بمطار هواري بومدين الدولي أن ''القناعة موجودة'' لتعزيز العلاقات بين البلدين وأن هذه الزيارة من شأنها وضع ''ميكانيزمات وبرامج تعمل على تعزيز هذه العلاقات الثنائية وتجسد طموح البلدين ميدانيا...''. وأضاف السيد مدلسي أن ''كل العوامل تدفع إلى فتح العلاقات'' بين الجزائر والمغرب ''سنة بعد سنة'' وفي كل الميادين بما فيها الاقتصادية. وذكر رئيس الدبلوماسية الجزائرية بأن زيارة نظيره المغربي إلى الجزائر تأتي بعد الزيارة التي قام بها إلى المغرب يوم 16 نوفمبر الفارط بحيث - كما قال- ''كنا فتحنا الباب لحوار بناء على المستويين الثنائي والمغاربي وهو ما سنستمر فيه''. ويذكر ان زيارة السيد سعد الدين العثماني للجزائر تستغرق يومين بدعوة من نظيره الجزائري السيد مراد مدلسي في إطار تعزيز علاقات الأخوة والتعاون بين الشعبين الشقيقين. وتندرج هذه الزيارة في إطار ''الديناميكية البناءة التي التزم بها البلدان من خلال تبادل الزيارات الوزارية والتشاور من أجل تعزيز علاقات الأخوة والتعاون التي تربط الشعبين الشقيقين'' كما كان قد أكده الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية السيد عمار بلاني. وأضاف نفس المصدر أنه زيادة على بحث العلاقات الثنائية بين البلدين سيبحث الوزيران ''السبل والوسائل الكفيلة بإعادة دفع اتحاد المغرب العربي من خلال إعادة تنظيم بعض مؤسساته وآلياته من أجل تحقيق فعالية أكثر'' إلى جانب بحث ''القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك''. وكان البلدان قد أكدا منذ أشهر على أهمية تبادل الوفود الوزارية في تعزيز العلاقات الأخوية بينهما معتبرين أن التعاون الثنائي بين مختلف القطاعات قد بدأ يعطي ''نتائج ملموسة''. وفي هذا السياق كان السيد مدلسي قد أكد أن الجانبين بصدد تقييم حالة التعاون الثنائي عبر لقاءات بين مختلف الوزراء في البلدين. كما اتفقا على ضرورة عقد اجتماع مجلس وزراء اتحاد المغرب العربي لتقييم الوضع في المنطقة وتحديد آفاق التعاون والتكامل المغاربي. وأضاف أن تدعيم هذا التعاون ''سيمكننا من الالتقاء أكثر وأخذ وقت أكثر لتبادل المعلومات حول التحديات والانشغالات الخاصة بنا والتفاهم بشكل أحسن''. كما عبر الوزير عن قناعته بالتوصل بسرعة إلى السبل التي تقود التطلعات وبشكل خاص العلاقات الثنائية بين الجزائر والمغرب مؤكدا أن الجهود التي تبذل من قبل البلدين تدخل في إطار خلق ''جو جديد ايجابي'' يساهم في تفعيل وتنشيط العلاقات الثنائية. وكشف رئيس الدبلوماسية الجزائرية عن مبادرة لتنشيط العلاقات ستتولد عنها خطوة ''إيجابية'' لتعزيز وتفعيل علاقات التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين الجانبين. وتجدر الإشارة إلى أن زيارة السيد العثماني إلى الجزائر تعد أول زيارة رسمية له إلى الخارج منذ تنصيب الحكومة الجديدة في المملكة المغربية.