مرت على مسامعنا العديد من ''الديوهات'' التي سجلتها أصوات فنية في طبوع وألوان غنائية مختلفة، وربما كان الاختلاف جوهر جاذبيتها وسحرها وطول عمرها الفني أيضا مقارنة بأغاني فقاعات الصابون التي باتت تتفرقع في زماننا للأسف فور ولادتها، فمن بين الأغاني التي شاعت وذاعت تلك التي اختار أصحابها المزاوجة بين لونين غنائيين مختلفين على غرار الشعبي والراي مثلا كما فعل شاعو عبد القادر ومحمد لمين في أغنية'' قلبي أصبح عندها'' وكذا مزاوجة الأغنية الرايوية الجزائرية بالأغنية الشرقية والتي استطاعت ان تستقطب جمهورا غفيرا من الطرفين. وهنا الأمثلة مختلفة على غرار ديو الكينغ خالد وديانا حداد في أغنية ''ماس ولولي''، وديو كاظم الساهر والبرانس مامي في ديو ''اجلس في المقهى'' ونوع آخر زاوج بين الأغنية الجزائرية العاصمية والأغنية المغربية وأقصد هنا ديو سمير تومي ولطيفة رأفت، طبعا دون إغفال النجاح الكبير الذي حققه ديو محمد لمين ولطيفة رأفت في أغنية ''توحشتك بزاف باغية أنشوفك''، فكل هذه الأمثلة تعكس حقيقة وجود توأمة فنية بين الألوان والطبوع الغنائية مادامت مبنية على أسس موسيقية تحترم فيها الأوزان والهرمونيا وروح الطابع واللون، فالاختلاف هو نفسه الذي خلق التوأمة والتمييز في ظل البحث المجدي فما أحوجنا لتوأمة فنية تقتلع الرداءة التي طغت على الساحة الغنائية.