انطلقت أمس، رسميا، أشغال حفر الأساس لمشروع جامع الجزائر، المقرر تسليمه خلال شهر أوت ,2015 حيث تم بالمناسبة إجراء أول عملية حفر من قبل الشركة الصينية العمومية لهندسة البناء ''شاينا ستايت كونستراكشن. وشدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد بوعبد الله غلام الله، الذي أشرف على العملية في كلمته أمام مسؤولي وعمال الشركة الصينية بموقع المشروع بالمحمدية، خلال حفل نظمته الشركة الصينية بمناسبة التوقيع على عقد الإنجاز وتسليم الأمر بالخدمة، على ضرورة تسليم المشروع في الآجال المحددة التي تعهدت بها الشركة في دفتر الشروط والمتمثلة في 42 شهرا ابتداء من مارس الماضي. مضيفا أن فوز شركتهم بالمناقصة الدولية التي شاركت فيها كبرى الشركات العالمية لإنجاز هذا المشروع العظيم يرجع إلى سمعتها العالمية ودقتها في العمل وسرعتها في إنجاز مشاريعها. وخلال الحفل الذي حضره السفير الصيني لدى الجزائر السيد ليو يوهي والمدير العام للوكالة الوطنية لإنجاز جامع الجزائر السيد علوي محمد لخضر والمدير الفرعي للشركة الصينية المنجزة، أكد الوزير أن قطاعه سيكون حاضرا لمرافقة الشركة الصينية ومساعدتها لتذليل كل الصعوبات التي تواجهها لبناء هذا الصرح المعماري الذي سيكون معلما دينيا وحضاريا للجزائر. وقال السيد غلام الله في كلمته أمام العمال الصينيين أن هذا المشروع يعد بمثابة وضع لبنة جديدة لعلاقة الصداقة الجزائرية - الصينية التي تعود إلى ما قبل الاستقلال، مضيفا أن المشروع الذي تبلغ تكلفته الإجمالية 109 مليار دينار (1.3 مليار أورو) سيساهم في تعزيز ودفع العلاقات بين البلدين في العديد من المجالات. من جهته، أوضح الوزير على هامش الاحتفال أنه تم تكليف ثلاثة أجهزة رقابة لمتابعة أشغال المشروع للسهر على جودة وآجال إنجاز مشروع جامع الجزائر، حيث كشف في هذا الصدد أن الجهاز الأول مكلف بمراقبة عمل مكاتب الدراسات أما الثاني فهو عبارة عن هيئة رقابة مساعدة تتمثل في مكتب الدراسات الكندي الذي رافق وزارة الشؤون الدينية منذ بداية المشروع مهمته مراقبة الجهاز الأول، أما الجهاز الثالث المتمثل في مركب المراقبة التقنية للبناء ''السي تي سي'' فسيسهر على متابعة كل الأمور التقنية المتعلقة بالمشروع. وكشف السيد بوعبد الله غلام الله أن الشركة الصينية ستعمل في الأيام القادمة على الاستنجاد باليد العاملة الجزائرية في المشروع والتي سيصل عددها -حسبه- إلى 10 آلاف عامل بالإضافة إلى 7 آلاف عامل صيني جلبتهم شركة ''شاينا ستايت كونستراكشن'' من الصين. من جهته، شدد السفير الصيني بالجزائر السيد ليو يوهي في تدخله أمام عمال بلاده على أن يكونوا في مستوى الثقة التي وضعتها الحكومة الجزائرية في الشركة الصينية وأن يشيدوا المشروع بكل دقة واحترافية وبالنوعية الجيدة مع احترام المقاييس العالمية، كما دعا السفير العمال إلى مضاعفة عملهم لتسليم المشروع في آجاله المحددة المتفق عليها. من جهة أخرى، قدمت للوزير شروحات حول المشروع من قبل المدير الفرعي للشركة الصينية، حيت تم عرض المخطط العام للمشروع، بالإضافة إلى تقديم تفاصيل الإنجاز تتضمن تقارير وخطة عمل كل شهر من المهلة المحددة لاستلام المشروع. وحسب مسؤول الشركة الصينية فإن الرتوشات الأخيرة لهذا الصرح المعماري ستكون خلال شهر جوان 2015 . وحسب المسؤول الصيني، سيشرف على إنجاز مشروع جامع الجزائر أكثر 17 ألف عامل منهم 189 إطار من الشركة و56 مهندسا معماريا بالإضافة إلى 40 نجارا. يذكر أن المشروع الذي أشرف على وضع حجر أساسه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في مارس الماضي يضم 12 بناية مشيدة وفقا لنظام مضاد للزلازل وتتربع على مساحة 20 هكتارا مع مساحة إجمالية تفوق 400 ألف متر مربع. وسيتوفر هذا المعلم الديني على قاعة للصلاة تتسع ل120 ألف مصل استمد تصميمها من أشكال قاعات الصلاة المغاربية المرفوعة على أعمدة مع استعمال أحدث التقنيات. كما سيحتوي الجامع على دار للقرآن مخصصة لفائدة الطلبة في مرحلة ما بعد التدرج ومركز ثقافي إسلامي، بالإضافة إلى مكتبة تستوعب مليون كتاب وتضم نحو 2000 مقعد مجهزة بقاعة مطالعة مفتوحة على ثلاثة طوابق. فيما سيتم تشييد الجامع بمنارة تضم متحفا للتاريخ ومراكز بحث في الميادين التاريخية والعلمية مجهزة بمصعدين يمكنان الزوار من الاستمتاع بمناظر الجزائر العاصمة وضواحيها على مدار 360 درجة. كما سيتوفر الجامع أيضا على حظيرة للسيارات تتسع ل6000 مكان مؤلفة من طابقين يقعان تحت الفناء الخارجي والجزء الغربي من حديقة هذا المعلم.