استقبل السيد عبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني أول أمس، نائب رئيس البرلمان البرتغالي السيد مانويل اليغري· وأوضح بيان للمجلس أن الطرفين أكدا أن الديناميكية التي عرفتها العلاقات بين الجزائر والبرتغال قد وفرت مناخا مناسبا لإعطاء المزيد من الدفع للعلاقات البرلمانية التي عرفت كما أضاف "تطورا ملحوظا خصوصا بعد التوقيع على برتوكول إطار للتعاون البرلماني بين المؤسستين مطلع العام الماضي"· وبعد أن تطرق الطرفان إلى إنجازات التعاون الاقتصادي بين البلدين في المجالات العديدة التي تهمهما أكدا أن "المصالح المشتركة والإرادة السياسية كفيلة بترقية هذا التعاون إلى المستوى المطلوب"· كما تباحث الجانبان حول عدد من المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك· كما استقبل رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم أول أمس، نائب رئيس البرلمان البرتغالي، وحضر اللقاء رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والهجرة بالمجلس الشعبي الوطني السيد سي عفيف عبد الحميد، حسبما أوضح المصدر· وكان نائب رئيس البرلمان البرتغالي الشاعر والكاتب مانويل أليغري قد نشط أمس بالجامعة المركزية، محاضرة تعرض خلالها للثورة البرتغالية والدور الرئيسي الذي لعبته الجزائر في إنجاحها بتشكيلها الأرضية الصلبة والبلد المحتضن لكل الثوار· وقد وجه نائب رئيس البرلمان البرتغالي كلامه بالدرجة الأولى للشباب والطلبة الحاضرين بمدرج بن بعطوش للجامعة المركزية، أشاد كثيرا بدور الجزائر التي جاء إليها هاربا من دكتاتورية سالازار في 1964 ليجد الصدر الرحب والدعم الكامل وغير المشروط للمقاومين البرتغال الذين خططوا من الجزائر لتحرير البرتغال من الديكتاتورية، وعلى هذا يقول أليغري فإن البرتغال تدين للجزائر بالكثير، مشيرا في سياق متصل أن الجزائر لم تطلب شيئا مقابل دعمها بل ولم تتحدث يوما عن ما فعلته لفائدة الشعوب المضطهدة وما قدمته للحركات التحريرية عبر العالم· وفي معرض حديث أخ وصديق الجزائر على حد تعبير عميد جامعة الجزائر الطاهر حجار توقف السيد أليغري عند تجربته الإذاعية في الجزائر عبر إذاعة "فوز دا ليبرتاد" التي كانت تبث من الجزائر في اتجاه المقاومة ضد الجنيرال سالازار بين الفترة 1964 إلى 1974، وهو تاريخ عودته للبرتغال بعد الإطاحة بالنظام الدكتاتوري· كما قدم ضيف جامعة الجزائر الذي عبّر عن سعادته الكبيرة بوجوده في هذا الصرح الأكاديمي، نبذة عن تاريخ البرتغال المتمثل في الثورة التي وضعت حدا للديكتاتورية وسمحت لهذا البلد بفتح سبيل الحرية ومباشرة الانتقال إلى الديمقراطية، مشيرا في هذا الإطار أن المقاومة رغم أنها لم تحقق كل الوعود التي حملتها لكنها استطاعت إلى حد الآن تحقيق معادلة "الدالات الثلاث"(طرد الدكتاتورية، الديمقراطية والتطور) قائلا:"يكفي شرفا للثورة البرتغالية أنها استطاعت طرد الدكتاتورية دون تعويضها بديكتاتورية من نوع آخر"· وفي ختام محاضرته التي تندرج ضمن الاحتفالات بالذكرى ال34 للثورة منح نائب رئيس البرلمان البرتغالي مجموعة من الهدايا تمثله في "برنوس جزائري" ومجموعة من الكتب· في حين ألغيت الدكتوراه الفخرية التي كان من المنتظر أن تمنحها الجامعة المركزية لضيفها الذي حضر مصحوبا بسفير البرتغال في الجزائر وبرئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الشعبي الوطني وقد حضر اللقاء جمع من أساتذة وطلبة جامعة الجزائر· من جهة أخرى أشاد السيد مانويل أليغري أول أمس، بالإذاعة الجزائرية على مساهمتها في البث عبر أمواجها بين 1964 و1974 حصصا لإذاعة "فوز دا ليبرتاد" الموجهة لمقاومة الجنيرال سالازار· وقدم السيد أليغري الذي يعد رمزا للمقاومة ضد حكم الجنرال سالازار خلال ندوة متبوعة بنقاش تحت عنوان "شهادة حول المغزى السياسي للإقامة بالجزائر بين 1964 و1974 "، عرضا حول هذه الحقبة الهامة من تاريخ البرتغال المتمثلة في ثورة القرنفل "التي وضعت حدا للدكتاتورية وسمحت لهذا البلد بفتح سبيل الحرية ومباشرة الانتقال إلى الديمقراطية· وشكلت زيارة السيد أليغري إلى الجزائر التي تصادف الذكرى ال 34 لثورة القرنفل فرصة له للتطرق مطولا إلى هذا الحدث التاريخي الذي "كانت له نتائج إيجابية في العديد من دول العالم"· وأشار إلى أن "الجزائر التي رحبت بنا تنتمي إلى تاريخ هذه الثورة معربا عن "تأثره" بالعودة إلى هذا البلد الذي يحتفظ له بذكريات جميلة· ومن جهة أخرى تطرق السيد أليغري إلى مواضيع أخرى متعلقة بالعولمة والهجرة وحق الشعوب في تقرير المصير· وأشار في هذا الصدد إلى أن العولمة "تتسبب في الكثير من الفوارق وحالات من الظلم"، غير أن هذا "لا يمنع أي بلد من التكيف معها من خلال تطوير اقتصاده والحفاظ على الهوية الثقافية الخاصة به"· وفي رده عن سؤال حول الصحراء الغربية، جدد السيد أليغري موقف بلده "الذي ما فتئ يؤيد تسوية عادلة ونهائية طبقا للشرعية الدولية وفي إطار الأممالمتحدة"· وبخصوص الهجرة، قال أنه ينبغي تسوية هذه الظاهرة من خلال سياسة مساعدة حقيقية على التنمية من شأنها خلق ظروف مشجعة لاستقرار السكان في بلدانهم الأصلية"· وكان السيد أليغري الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر بدعوة من رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري قد زار الإذاعة الجزائرية· وتلقى السيد أليغري الذي كان مرفوقا برئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الشعبي الوطني السيد عبد الحميد سي عفيف والمدير العام للإذاعة الجزائرية السيد عز الدين ميهوبي شروحات بقاعات التحرير بالإذاعة حول سير مختلف المصالح· وتسلم السيد أليغري بهذه المناسبة قرصا مضغوطا يحمل الحصص التي كان ينشطها بإذاعة "فوز دا ليبرتاد"·