أشار السيد توفيق خلادي أمس، إلى أنّ التلفزيون الجزائري طلب رأي الهيئات الدينية الجزائرية قبل شراء مسلسل "عمر الفاروق" المزمع عرضه شهر رمضان الداخل على القناتين الأرضية والثالثة، على غرار لجنة الإفتاء بوزارة الشؤون الدينية، والمجلس الإسلامي الأعلى، وعدد من كبار الفقهاء وعلماء الدين منهم الدكتور عمر بوزيدي، محمد الشيخ، موسى اسماعيل، محمد إيدير مشنان وغيرهم، وصبّت جميع الآراء في جواز عرضه. المدير العام لمبنى "شارع الشهداء"، أكّد في الندوة الصحفية التي عقدها أمس بمقر التلفزيون بمعية مدير البرمجة، السيد الياس لعريبي، أنّ التلفزيون الجزائري لن يرضخ لأيّ نوع من الضغوطات والأصوات الداعية إلى منع عرض هذا الإنتاج المشترك السعودي القطري. مضيفا أنّ هذا العمل مثلما سيبثّ في كبريات الدول الإسلامية كالسعودية وإندونيسيا، وكذا تركيا، سيبثّ أيضا في الجزائر. السيد خلادي، أشار خلال هذه الندوة الصحفية المنظمة لعرض الخطوط العريضة للشبكتين البرامجيتين الخاصتين على التوالي بخمسينية استرجاع السيادة الوطنية وشهر رمضان الكريم، إلى أنّ التلفزيون الجزائري سيرفع خلال هذا الشهر الفضيل شعار "الاحتفاء بالإيمان والوطن"، ففضلا عن المميّزات الثابتة المعروفة لشبكة رمضان التي تمزج بين البرامج الدينية الروحية والبرامج المسلية، ستضاف إليها هذا العام لمسة خمسينية الاستقلال. وأعطى السيد خلادي فكرة عمّا ستحويه الشبكة الرمضانية على غرار سعي مسابقة رمضان اليومية لتخليد ثلاثين شهيدا وشهيدة من شهداء الثورة المظفّرة، برمجة نشرة الأخبار الرئيسية عند السابعة مساء، كما ستعرض أربعة مسلسلات اجتماعية على مختلف القنوات أنجزت بصيغة الإنتاج التنفيذي هي "السرعة الرابعة"، "شمس الحق"، "دموع القلب" و«أراو نتمورث"، وكذا أربع سلاسل من نوع "السيت كوم" هي "قهوة ميمون"، "أخام ندا مزيان"، "عمّي عاشور" و«بودحو"، علاوة على برامج "الكاميرا المخفية" التي سيكون أبطالها الأطفال فقط، كما تضمّ الشبكة الرمضانية برنامج "وحدك في البلاد" وهو واقعي مشهدي تمّ تصويره بإحدى جزر ماليزيا ويتمحور حول إخضاع عدد من المشاهير الجزائريين لاختبارات عضلية صعبة. وحسب السيد خلادي فإنّ هذه البرامج ستبثّ خلال أوقات الذروة.ويقترح التلفزيون الجزائري في الجزء الثاني من السهرة برامج للمسابقات والمنوّعات، وكذا التسلية، من خلال عدد من البرامج على شاكلة "تاج القرآن" التي تعود ببعد مغاربي، "سهرات المدينة"، "ليالي وهران" المخصّصة لنجوم الجهة الغربية للوطن، "نجوم خالدة" لاسترجاع اللحظات المحفورة في الذاكرة الجماعية لأعلام الفن الجزائري، ناهيك عن "بشاشة" التي ستعيد إحياء اللحظات الفكاهية والإنتاجات الهزلية في المسرح، السينما والتلفزيون، "كوميديا فان"، وعدد من حصص المنوّعات والموسيقى ك "أهاليل"، "بنة رمضان"، "القهوة واللتاي" و«إثران" وغيرها. «تقدر تربح" هي حصة الألعاب التي يقترحها التلفزيون الجزائري من تنشيط سيد أحمد قناوي تبثّ خمس مرات في الأسبوع وتمنح جوائز معتبرة في أربع حلقات، فيما توجّه جوائز الحلقة الخامسة من كلّ أسبوع للعمل الخيري والإنساني، إلى جانب عرض أفلام ومسلسلات أجنبية تركية وسورية، وكذا أمريكية تمّ اختيارها حسب السيد خلادي بعناية كبيرة. وتوقّف السيد خلادي أيضا عند الشبكة البرامجية الخاصة باحتفالية خمسينية استرجاع السيادة الوطنية، حيث أكّد أنّ التلفزيون الجزائري شرع في تنفيذ برنامج واسع خاص بالمناسبة ليلة الخامس جويلية الجاري وسيمتدّ إلى غاية جويلية 2013 بمعدل 400 ساعة بث، لتحقيق هدف صون الذاكرة والحفاظ عليها، إلى جانب تخليد المحن التي عاشها الشعب الجزائري والتضحيات التي قدّمها من أجل الحرية والكرامة، إضافة إلى تثمين الإنجازات التي تحقّقت في الجزائر في شتى الميادين طوال خمسة عقود.وأوضح المدير العام للتلفزيون، أنّ البرنامج الذي وضع بالتنسيق مع وزارتي الثقافة والمجاهدين والموجّه بالأساس إلى الشباب، سيغطّي شبكات برامج القنوات الخمس وتمّ تصوّره ونسجه بأساليب متنوّعة، حيث تمّ تكييف مضامين البرامج العادية مع الحدث، وستعالج البرامج المنتجة أو التي ستنتج تاريخ الاحتلال الفرنسي للجزائر في شكل أفلام خيالية وأخرى وثائقية من مختلف الأحجام، إلى جانب البرامج الحوارية والإنتاجات التنفيذية على غرار "طيور الفجر"، "فرسان الهقار"، "بساتين البرتقال"، "الشتاء الأخير"، "تاريخ المسرح الجزائري"، "ملحمة بن ناصر بن شهرة"، "الكاميرا والبندقية"، "التحقوا بالجبهة"، إضافة إلى "شهداء المقصلة"، "الأطفال الشهداء" و«حرب القمم". وفي هذا السياق، اوضح السيد الياس لعريبي مدير البرمجة، أنّ التلفزيون الجزائري تلقى 100 مشروع سينمائي وتلفزيوني، تم انتقاء مجموعة أولى تضمّ 20 مشروعا، مؤكّدا أنّه عند الانتقاء تمّ تفضيل الأعمال الدرامية (المسلسلات والسلاسل) وهي النوع المحبّب لدى المشاهد الجزائري، إضافة إلى انتقاء مجموعة من المشاريع الوثائقية حول مواضيع لم تعالج في السابق. وفي ردّه على أسئلة الصحفيين، أكّد السيد خلادي فيما يتعلّق بشبكة برامج الخمسينية أن الجزائر لا تبني تصوّرها على ما تنتجه القوة الاستعمارية لأنّ الأهداف تختلف، وتصوّر التلفزيون الجزائري يرمي إلى التذكير - دون حقد أو كره – بما اقترفته فرنسا الاستعمارية في الجزائر وما حقّقته الجزائر الديمقراطية والمتفتّحة طوال خمسة عقود من الاستقلال، وقال "نحن لا نردّ على أحد". وفي أسئلة ل«المساء" عن سبب التأخير في إطلاق البرامج الخاصة بخمسينية الاستقلال، أوضح السيد خلادي أنّ العملية لم تعرف أيّ تأخير وأنّ الجزائر المستقلة قرّرت أن تطلق الشبكة البرامجية الخاصة بالخمسينية يوم 5 جويلية 2012 وتستمر إلى غاية 2013. أمّا فيما يتعلّق بسؤال حول المعايير التي تم اعتمادها في اختيار الأعمال التي ستعرض بالمناسبة، فاكتفى السيد خلادي بالإشارة إلى وجود لجنة أوكلت لها المهمة دون إعطاء تفاصيل أخرى، وهو نفس المصير الذي لقيه سؤال آخر حول المبلغ المرصود لإنتاج هذه الأعمال، إذ اكتفى بالإشارة إلى انّه من الصعب تحديد غلاف معيّن لأنّ العملية متواصلة. وفي نفس السياق، شدّد السيد خلادي على أنّ التلفزيون الجزائري حرّ في شراء حقوق بث الأعمال التي يريد والتي تتماشى مع أهدافها وغاياتها، نافيا أن يكون هناك أيّ نوع من التضييق على المخرجين والمنتجين، وقال "لا يمكن للتلفزيون الجزائري أن يموّل كلّ الإنتاج السمعي البصري في الجزائر، بل ما يتماشى مع احتياجات قنواتها الخمس". وفي حديثه عن ارتفاع الحجم الساعي للإشهار خلال الشهر الفضيل، أوضح السيد خلادي أنّه يتزايد باستمرار، إذ لا يمكن للتلفزيون أن يرفض الإشهار لكن دون تخطي الحد المسموح به.