عرفت العديد من ولايات الشمال والشرق ووسط الوطن خلال ال 24 ساعة الماضية اضطرابات جوية مصحوبة بأمطار رعدية غزيرة ساهمت في إحداث أضرار معتبرة بالمنازل والطرقات والحقول الفلاحية. وتسببت الأمطار الغزيرة المتساقطة على بعض مدن العاصمة في عرقلة حركة سير المركبات عبر الطرقات إلى جانب فيضان بعض المحاور الطرقية جراء انسداد البالوعات التي غمرتها مياه الأمطار المصحوبة بالأوحال، مما استدعى تدخل المصالح المختصة، كما أدت غزارة هذه الأمطار إلى تصدع بعض البيوت التي غمرتها المياه، لاسيما القديمة منها الأمر الذي دفع بعض العائلات إلى مغادرتها. وشهدت ولاية قسنطينة خلال الأربع والعشرين ساعة الفارطة اضطرابات جوية وأمطارا رعدية قدرتها مصالح الأحوال الجوية بحوالي 40 ملم، حيث أرجعت هذه الإضطرابات إلى تيارات هوائية باردة قادمة من أوروبا الشمالية مرفوقة بسلسلة من الإضطرابات الجوية، لتضيف أن هذه الحالة طبيعية في الجو باعتبارها تدخل في إطار الحركة العادية للمناخ خلال هذه الفترة من السنة. وقد خلفت الأمطار الرعدية أمس بعض الحوادث التي من حسن الحظ أنها لم تخلف خسائر كبيرة، حيث سجلت مصالح الحماية المدنية نشوب حريق بمنزل بمنطقة المالحة ببلدية ابن زياد تم إخماده في حدود الساعة الواحدة والربع صباحا ، بعد تعرضه لصاعقة رعدية أدت إلى احتراق بعض الأثاث بالمنزل على غرار تلفزة، خزانة خشبية، جهاز استقبال وعدد من الأغطية والأفرشة. كما سجلت نفس المصالح جراء الأمطار الرعدية المتساقطة، انزلاق شاحنتين وحافلة لنقل المسافرين في حدود الساعة الواحدة صباحا قرب محطة نقل المسافرين ببلدية الخروب، وقد أدى الحادث إلى إتلاف 170 كيسا من الإسمنت كانت على متن إحدى الشاحنات التي انقلبت، في حين أصيبت امرأة كانت على متن الحافلة المنحرفة بصدمة نفسية، وقد تدخلت مصالح الحماية المدنية لنقل سائقي الشاحنتين إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى محمد بوضياف بالخروب لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة. من جهة أخرى، عرفت ولاية بجاية -على غرار المناطق الأخرى من الوطن- تساقط كميات معتبرة من الأمطار وهو ما جعل المواطنين والفلاحين يستبشرون خيرا، خاصة وأن هذه الأمطار جاءت في وقتها بعد موجة الحر المرتفعة التي عرفتها الولاية طيلة شهر أوت المنصرم وميزها اندلاع النيران عبر العديد من المناطق التي خلفت خسائر معتبرة للفلاحين. وإذا كان سقوط هذه الأمطار الفصلية قد استحسنه المواطنون، فإنه -من جهة أخرى- كشف عيوب السلطات المحلية، حيث تسببت هذه الاضطرابات صبيحة أمس في غلق بعض الطرقات في عدة محاور، خاصة على مستوى مدينة بجاية على غرار إحدادن، حي الجمارك، أعمريو، حي الصغير التي شهدت أضرارا مختلفة بسبب تسرب المياه إلى المحلات التجارية والمنازل، مما أدى إلى تسجيل بعض الخسائر لدى الخواص، خاصة في أحياء الخميس وأعمريو مما جعل السكان يعبرون عن غضبهم، خاصة في ظل غياب المصالح المعنية لبلدية بجاية التي لم تتدخل من أجل فتح الطرقات، متحججة بغياب الوسائل.كما تبقى النقطة السوداء التي ميزت تساقط هذه الأمطار هو الغياب الكلي لمصالح البلدية التي لم تتحرك لنجدة المواطنين بعد أن غمرت بعض الأحياء واضطر السكان إلى الاعتماد على أنفسهم من أجل تنظيف محلاتهم ومنازلهم من الأوحال التي تراكمت حولها، كما أدى التساقط الغزيير للأمطار أمس بولاية الطارف إلى غلق الطريق الوطني رقم 84 الرابط بين منطقتي بن مهيدي والذرعان (الطارف)، حسبما علم من مصالح الحماية المدنية. وأوضح المصدر أن الأمطار المتساقطة التي بلغت 60 ملم غمرت الطريق مما جعل حركة المركبات مستحيلة، وأضافت مصالح الحماية المدنية أن مياه الأمطار تسربت أيضا عبر عديد السكنات الواقعة بأحياء كل من سيدي قاسي وبن مهيدي وزيغود يوسف والبسباس. وكان الديوان الوطني للأرصاد الجوية أعلن في بيانا له، أول أمس، عن عواصف رعدية بعديد ولايات وسط وشرق البلاد، أمس الجمعة 31 أوت على الساعة السادسة إلى غاية اليوم الفاتح سبتمبر في حدود السادسة مساء.