توجه أول فوج يتكون من 230 حاجا وحاجة، بعد ظهر أمس، إلى البقاع المقدسة انطلاقا من مطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة باتجاه المدينةالمنورة وذلك على متن طائرة للخطوط الجوية الجزائرية. وقد انتقل نفس العدد من الحجاج من كل من مطاري وهران وعنابة يرافقهم أعضاء من البعثة الوطنية للحج التي تتشكل من أطباء ومؤطرين من بينهم أئمة ومرشدات دينيات ومكلفون بوسائل الإيواء والنقل وعناصر من الحماية المدنية لتقديم الخدمات اللازمة لضيوف الرحمان أثناء السفر وطيلة مدة إقامتهم في البقاع المقدسة. وفي هذا الإطار، أكد السيد بوعبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية والأوقاف الذي كان في توديع الحجاج بمطار هواري بحضور وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد عبد العزيز زياري أنه تم اتخاذ إجراءات وتدابير “فعالة” لإنجاح موسم الحج 2012. وأوضح السيد غلام الله أن من بين الإجراءات تلك التي بادر بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة “شخصيا” والمتمثلة في التكفل بما قيمته 12000 دج من تكاليف الحج لصالح 36 ألف حاج جزائري. وأضاف أنه تم الاحتفاظ بنفس تكاليف الحج المدفوعة من قبل حجاج السنة الماضية والمقدرة ب221 ألف دج. وفي كلمته أمام الحجاج أعطى السيد غلام الله مجموعة من النصائح والتوجيهات، داعيا إلى “التحلي بالحيطة والحذر” خلال تنقلاتهم لتفادي ضياع أموالهم والالتزام بتوجيهات أعضاء البعثة الذين سيسهرون على راحتهم طيلة تواجدهم بالبقاع المقدسة لأداء مناسك الحج. وقال في هذا السياق إن هذه الشعيرة النبيلة التي ستدوم حوالي 34 يوما هي شاقة جدا بالنسبة للحجاج لا سيما كبار السن، داعيا إياهم إلى التضامن فيما بينهم وتفادي أيضا الازدحام والسير الفردي لاسيما في منى وعرفة. وفي هذا الإطار تم تزويد الحجاج بأساور تحمل أرقام جوازات سفرهم تسهل معرفة مقر إقامة الحاج في حالة تيهانه بالبقاع المقدسة. كما دعا وزير الشؤون الدينية أعضاء البعثة إلى تنسيق وتوحيد العمل والجهود في إطار جماعي خدمة لضيوف الرحمان لا سيما في مجال الإسكان والنقل وتوفير الرعاية الصحية لهم وفي الإرشاد الديني. وفيما يخص بعد إقامات الحجاج عن الحرم المكي خاصة بعد عملية التوسعة التي يشهدها أكد السيد غلام الله بأن إقامة الحجاج الجزائريين تعد قريبة مقارنة باقامات حجاج من جنسيات أخرى. وكان السيد غلام الله قد أوضح في تصريح سابق أن الإقامات التي تبعد ب500 متر عن الحرم المكي لم تعد متوفرة وتم استئجار إقامات للحجاج الجزائريين بمكة تتراوح بين 1000 متر وأكثر وتم توفير 400 حافلة لنقل الحجاج لأداء الصلوات الخمس في الحرم المكي. غير أن الاقامات المؤجرة في المدينةالمنورة لا تطرح هذا الإشكال وهي قريبة من الحرم النبوي. ومن جانبه قال وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أنه حرصا على ضمان تغطية صحية مناسبة للحجاج أرسلت الجزائر بالإضافة إلى الطاقم الطبي 10 أطنان من الأدوية لمواجهة أي طارئ صحي لدى الحجاج وهي الكمية التي تقارب ضعف الكمية التي تم إرسالها السنة الماضية. وعند انتهاء موسم الحج يتم استرجاع الأدوية التي قاربت مدة صلاحيتها على الانتهاء للاستفادة منها في المستشفيات بينما يتم الاحتفاظ بالأدوية التي لاتزال مدة انتهاء صلاحيتها بعيدة بمقر البعثة للاستفادة منها في مواسم الحج المقبلة. ويذكر أنه تم استبعاد ملفات 50 مترشحا لأداء مناسك الحج ويتعلق الأمر بأشخاص يعانون من أمراض قلبية وعقلية وبعض أمراض الرئة ومعاقين ذهنيا ومصابين بأورام سرطانية والتهابات كلوية وحالات حمل بعد الشهر الخامس. للإشارة فقد برمجت 133 رحلة على المستوى الوطني باتجاه البقاع المقدسة. (واج)