يشكل الصالونان الدوليان للطاقات المتجددة والتنمية المستدامة المزمع تنظيمهما بمركز الاتفاقيات بوهران بين ال 15 و17 أكتوبر الجاري، فرصة للمؤسسات الوطنية لتبادل التجارب مع نظيراتها الأجنبية في إطار ترقية ما يسمى بالاقتصاد الأخضر. ويندرج تنظيم هذين الصالونين في إطار مرافقة البرنامج الوطني للطاقات المتجددة ويتجلى ذلك في المشاركة القوية للمؤسسات العمومية، على غرار سوناطراك وسونلغاز ووزارات كالفلاحة والموارد المائية، إضافة إلى فتح المجال للمقاولين الشباب من خلال تخصيص فضاء لهم من أجل تبادل التجارب وخلق مناصب شغل. وفي هذا الإطار، أشارت سارة روشكوسكي، رئيسة مصلحة المعارض وعضو في الغرفة الجزائرية الألمانية للتجارة والصناعة، أمس، خلال منتدى "المجاهد"، إلى أن المشاركة الألمانية ب 13 مؤسسة ستكون متميزة، وتعكس إرادة برلين في الذهاب بعيدا بمخطط الطاقات المتجددة، الذي تتوفر الجزائر على إمكانيات الارتقاء به. وأكدت في هذا الإطار أن الاقتصاد القوي للجزائر يشجع على الاستثمار في هذا المجال خلافا للدول المغاربية الأخرى، مثلما هو الشأن لتونس والمغرب، حيث تحتاجان إلى دعم مالي، مضيفة أن المساهمة الألمانية تكمن في تقديم المعرفة والتكنولوجيا اللازمة. وأشارت إلى أن هناك مشروعا مرجعيا بألف ميغاواط في إطار مشروع "ديزرتيك" بين سونلغاز والطرف الألماني المهتم بهذا المجال، ليضاف بذلك إلى مذكرة التفاهم الموقعة السنة الماضية بينهما، كما أوضحت المتدخلة أن الصالونين يشكلان فرصة لتوسيع المباحثات حول مذكرة التفاهم هذه. وفي إطار تعزيز التعاون الاقتصادي، تطرقت روشكوسكي إلى مصنع الألواح الشمسية الذي أنشئ بالشراكة بين البلدين بتكلفة إنجاز تقدر ب 280 مليون أورو، مشيرة إلى أن انتهاء أشغال إنجازه ستكون في غضون 2014. من جهتها، أكدت محافظة الصالون ليندة المهداوي أن هذين الصالونين يكتسيان أهمية بالغة باعتبارهما يركزان على بعث الاقتصاد البديل من خلال مشاركة فاعلين أساسيين في المجالات الاستراتيجية للقطاع، مشيرة إلى حضور 108 عارض، منهم 66 مؤسسة من القطاعين العام والخاص و42 مؤسسة أ جنبية، منها 13 شركة ألمانية و12 بولونية و9 فرنسية و4 إسبانية و3 إيطالية ولأول مرة شركة صينية واحدة. وأشارت إلى أن الصالونين يندرجان في إطار الاستجابة لترقية القطاع في الجزائر من خلال برنامج استثماري طموح يرتكز على ترقية المعرفة التكنولوجية وتطوير ثقافة الصناعة المستدامة، مضيفة أن هذه الطبعة الثالثة التي تنظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية ستجمع مختلف الفاعلين الذين بإمكانهم تقديم الحلول اللازمة لتطوير النسيج الصناعي الجزائري. كما أبرزت أن هذه الطبعة التي تنظم للمرة الثالثة على التوالي بولاية وهران تؤكد على أهمية اللقاءات التي تجمع مهنيي القطاع، مثلما أكدته التظاهرتان السابقتان، مذكرة -في هذا الصدد- بالطبعة الأولى المنظمة بولاية تمنراست بمشاركة 54 مؤسسة والتي كانت بمثابة فرصة للتعرف على هذا المجال ،في حين عرفت الطبعة الثانية مشاركة 75 مؤسسة، مما يعني أن مجال الاهتمام في تزايد مستمر. من جانبه، عبر المستشار التجاري بسفارة بولونيا، الذي حضر المنتدى عن اهتمامه بمشاركة بلاده في هذه الطبعة، مقترحا مشاركة بولونية في إطار المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لترقية القطاع في الجزائر، لا سيما في قطاع الموارد المائية وتسيير النفايات الصناعية. وحدد المستشار طبيعة هذا التعاون في تقديم الدعم التقني، لا سيما بخصوص تحلية مياه البحر.