كشف وزير التجارة، السيد مصطفى بن بادة، أن الغلاف المالي الذي رصدته الحكومة في 2009 في إطار المخطط الخماسي الحالي والمقدر ب10 ملايير دينار قد أفرج عنه بعد أن حررته كليا وزارة المالية لصالح وزارة التجارة التي ستشرع في استغلاله لإنجاز فضاءات تجارية جوارية كبديل للأسواق الفوضوية.وأوضح المتحدث أن الاحتياجات الوطنية من المنشآت التجارية وإعادة تهيئة بعض الهياكل الموجودة من أجل امتصاص التجارة الموازية تقدر ب40 مليار دينار. فيما تسعى مؤسسة ماغرو إلى إنجاز 5 أسواق جملة ذات بعد وطني تحمل المواصفات المعمول بها دوليا. وأوضح بن بادة خلال إشرافه، يوم الخميس، على افتتاح الصالون ال21 للإنتاج الوطني أن عملية إزالة الأسواق الموازية ساهمت بتعجيل تحرير ال10 ملايير دينار بعد أن جمدت بسبب عدم الاتفاق بين القطاعات المعنية على كيفية استغلالها، مضيفا أن مصالحه تسعى إلى انجاز اكبر عدد ممكن من الأسواق المغطاة وكذا الجوارية، لاسيما بالأحياء الجديدة وذلك بهدف التكفل بالاحتياجات اليومية للمواطن من الخضر والفواكه والمواد الغذائية الصناعية. وبخصوص التجارة الموازية، أكد بن بادة أن الولاة عاكفون على توفير البديل لاستيعاب الباعة الفوضويين الذين أزيحوا من الساحات العمومية والأحياء والأرصفة، حيث تم التكفل بالعديد منهم، مشيرا إلى إعادة إدماج عدد آخر منهم قبل نهاية السنة على أن تتواصل العملية إلى غاية التكفل بهم بصفة نهائية. وأشار الوزير إلى أهمية الأسواق الجوارية المناسباتية الأسبوعية والشهرية وغيرها في حل مشكل التجارة الموازية التي لا تحتاج إلى تكاليف كبيرة، حيث تمت تهيئة العديد منها عبر ولايات الوطن. كما أعلن وزير التجارة بالمناسبة عن برنامج إنجاز 5 مشاريع كبرى تتعلق بإنشاء فضاءات تجارية للجملة على المستوى الوطني على مساحات شاسعة وبتجهيزات عصرية من أجل تدارك العجز المسجل في المنشآت التي تستجيب للمواصفات وتحسين عملية توزيع المنتجات الفلاحية والصناعات الغذائية على أن تكون هذه الأسواق بكل من عين الدفلى وتيبازة ومعسكر وسطيف وورقلة. واوضح الوزير أن مؤسسة ماغرو المكلفة بالانجاز قامت بمعاينة 34 ولاية وأهلت خمس ولايات لإنجاز المشاريع ويتمثل الأول في سوق جملة للخضر والفواكه بعين الدفلى فوق مساحة تفوق ال10 هكتارات ومشروع آخر بسطيف خصصت له رضية مساحتها 30 هكتارا تعمل وزارة التجارة مع وزارة الفلاحة لتحويله من الفلاحي إلى مجال الاستثمار. كما أشار الوزير إلى أن مصالحه تعمل مع والي بومرداس لتخصيص أرضية مساحتها 30 هكتارا لانجاز سوق بأولاد موسى ومشروع آخر بولاية ورقلة تم استلام أرضيته بالإضافة إلى ولاية معسكر. هذه المشاريع –يضيف بن بادة – تعتبر حصة أولى في هذا المجال ستنطلق اشغال انجازها في 2013، ستسمح بتدعيم القطاع خلال الثلاث سنوات المقبلة بفضاءات كبرى عصرية. وذكر بن بادة في ذات الإطار أن مؤسسة "ماغرو" التي ستتكفل بانجاز ثلاثة فروع جهوية خصص لها 100 مليون دينار بكل من الجزائر العاصمة (الوسط) وعنابة (الشرق) ووهران (الغرب). كما اسندت لهذه المؤسسة مهمة تجسيد 14 سوقا للجملة لا سيما الخضر والفواكه ذات طابع جهوي ووطني بالموازاة مع تأطير عمليات توزيع المنتجات الفلاحية. للإشارة، فإن المرسوم التنفيذي الجديد المحدد لأحكام وترتيبات إنشاء وتنظيم فضاءات تجارية وممارسة بعض النشاطات التجارية الصادر في مارس المنصرم سيدخل حيز التنفيذ ابتداء من جانفي 2013 من أجل تأطير قانوني شامل لمجموع أسواق الجملة دون تمييز، حيث أكد السيد بن بادة انه بداية من جانفي المقبل سينزل أعوان الرقابة إلى الميدان لمعاينة مدى تطبيق مضمون هذا المرسوم ملحا على المراقبة المستمرة وتسليط الإجراءات العقابية التي يتضمنها المرسوم التنفيذي على المخالفين.