يستعد مسرح باتنة الجهوي لاحتضان الطبعة الرابعة للمهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي في الفترة الممتدة، من 10 إلى 18 ديسمبر المقبل، حسب ما علم من خلية الإعلام للمسرح الجهوي لباتنة. وأكدت المكلفة بالإعلام سميرة قيدوم أن هذه الطبعة ستعرف مشاركة العديد من التعاونيات والفرق المسرحية، التي ستقدم أعمالا ناطقة بالأمازيغية بالإضافة إلى المسارح الجهوية وعددها 04 مسارح على غرار مسرح باتنة، تيزي وزو، بجاية وأم البواقي، مضيفة أنّ الطبعة سيميزها عرض 26 عرضا مسرحيا منها 16 عرضا سيعرض بالمسرح الجهوي ودار الثقافة، فيما ستوزع بقية العروض عبر دوائر باتنة بكل من المعذر، تازولت، نقاوس، عين التوتة وسريانة. كما أن العديد من الفرق المسرحية أكدت مشاركتها مع الإعلان عن تاريخ هذه الفعاليات، التي يرتقب أن تستقطب إليها جمهورا قياسيا كما جرت العادة في الطبعات السابقة. وأوضحت المكلفة بالإعلام أن مسرح باتنة سيشارك في هذه التظاهرة التي ستنشط تحت شعار إتقان واستمرارية بمسرحية “إكنكر” ويعنى باللغة العربية “وحيد القرن” ويعد هذا العمل المسرحي، الذي أخرجه سمير أوجيت ومن اقتباس النوري الصغير عن عمل للكاتب العالمي” يوجين يونسكو “المتميز بتطرقه- في جل أعماله- لوحدة الإنسان وانعدام الغاية من الوجود وكذا السخرية من عبثية الحياة المعيشية، لذا فهو يعد من أبرز مسرحيي المسرح العبثي. وهو من الأعمال الجادة التي تمثل الانعكاس الآلي للمكبوتات الداخلية للأفراد من خلال التغلغل في أعماق الإنسان وإجراء عملية استنطاق مفبركة للجوارح والعواطف، كل حسب تجاربه وشخصيته، يتبلور ذلك في شكل تحول تدريجي لعدد من شخصيات العرض إلى حيوانات تتمثل في وحيد القرن لترجمة قابلية التخلي عن المبادئ والانسلاخ من الطبيعة الإنسانية، ومن جهة أخرى هناك من يرفض التخلي عن قيمه المتأصلة ويفضل الموت دونها. وينتظر أن تقام على هامش كل عرض مسرحي، ندوة فكرية بفندق شيليا لمناقشة العرض المقدم الذي يتناول المسرح الناطق بالأمازيغية، من أهم محاورها الاتجاهات والرؤى التي يتضمنها هذا النوع من المسرح والعراقيل التي تواجه ممارسته في الميدان، إلى جانب التدابير والإجراءات الواجب اتخاذها لإخراج المسرح الناطق بالأمازيغية من قوقعة المنطقة أو الجهوية إلى رحاب الإقليمية والعالمية. وتوقعت المتحدثة نجاحا لهذه الطبعة اعتمادا على الطبعات الماضية التي عرفت إقبالا كبيرا لجمهور الفن الرابع، الذي تمكن في المدة الأخيرة من خلق تقاليد جديدة بمواظبته على الأعمال المسرحية ومتابعتها عن كثب، فضلا عن النقاشات التي تعقب العروض في كل طبعة ويميزها النقاش الثري بحضور إعلاميين ونقاد مسرحيين ضمن الجهود القائمة لمناقشة مشاكل المسرح ككل. وكما جرت العادة يرتقب أن تتوج فعاليات الطبعة بتحفيز الفرق المشاركة على هامش المسابقات التي ستنظم بالمناسبة لاختيار أحسن الأعمال من حيث الأداء، التمثيل والديكور وأحسن نص وغيرها من المسابقات الخاصة بالتظاهرة ككل.