أكد الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أن زيارة رئيس الحكومة التونسية السيد حمادي الجبالي "لبنة إضافية ومحطة هامة في مسيرتنا الثنائية المتميزة من أجل مواصلة العمل لتدعيم التعاون بين البلدين والارتقاء به إلى أفق أرحب "وذلك تجسيدا للإرادة السياسية "التي تحدونا في توسيعه إلى جميع المجالات بما يستجيب لتطلعات الشعبين الشقيقين". وقال السيد سلال في كلمة القاها أمس خلال جلسة المحادثات الموسعة مع نظيره التونسي بقصر الحكومة أن اللقاء يأتي تجسيدا للإرادة المشتركة في إعطاء نقلة نوعية لعلاقات الأخوة والتضامن وحسن الجوار التي تجمع البلدين وإضفاء حركية جديدة على التعاون الثنائي واغتنام كافة الفرص المتاحة لتوثيق علاقاتنا السياسية والاقتصادية و التجارية والثقافية. كما أشار إلى أن هذه الزيارة تعد فرصة سانحة لتقييم التعاون المشترك وتدعيمه في شتى الميادين وإيجاد مجالات أخرى للتعاون تكون كفيلة بتكثيف المبادلات وتنويعها، بما يعكس الارادة المشتركة، في إثمار أوجه التوافق والتكامل بما يمكن من ترقية شراكة مثالية بين البلدين. وأضاف السيد سلال في هذا الصدد أنه على الصعيد السياسي "دأبنا على سنة حميدة قوامها الحوار والتشاور على أعلى المستويات بين البلدين ولا أدل على ذلك من مشاركة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الاحتفال بالذكرى الاولى للثورة التونسية وزيارة الرئيس محمد منصف المرزوقي إلى الجزائر في فيفري 2012"، إضافة إلى اللقاءات الدورية في إطار التشاور السياسي بين البلدين على مستوى وزيري الشؤون الخارجية. وأبدى تفاؤله بخصوص تعزيز التعاون الثنائي بمناسبة انعقاد الدورة المقبلة التاسعة عشرة للجنة المختلطة الكبرى مشيرا في هذا الصدد إلى تحديد الأولويات والمتمثلة في مجالات الطاقة والسياحة والتعليم العالي والتربية وتنمية المناطق الحدودية والاستثمارات ذات المنفعة المتبادلة. وإذ أكد الوزير الأول اهتمام الجزائر بالتطورات التي تشهدها تونس، فقد أوضح أن اللقاء يشكل فرصة لتنسيق المواقف بشأن القضايا والمسائل التي تهم البلدين، إلى جانب التطورات والمستجدات الاقليمية والدولية الراهنة التي تستوجب اليوم أكثر من أي وقت مضى تضافر الجهود لمواجهة المخاطر وانعكاساتها على البلدين والشعبين والسعي سويا إلى تأمين الحدود واستتباب السلم والامن في المنطقة من خلال محاربة كل أشكال الجريمة المنظمة وعمليات الاتجار غير الشرعي المضرة باقتصاد البلدين. وفي سياق حديثه عن البعد الاقليمي، جدد السيد سلال تمسك الجزائر العميق باتحاد المغرب العربي كخيار استراتيجي وإرادتها الراسخة في بناء تكتل منسجم يقوم على التكامل الحقيقي في إطار رؤية شاملة لاعلاء صرحه بين المنظمات الجهوية والاقليمية والقارية. كما أوضح أن الجزائر تتابع عن كثب تطورات الاوضاع في الاقطار العربية، وتؤكد وقوفها الدائم إلى جانب شعوبها ودعمها لكل الجهود الرامية إلى استعادة الامن والاستقرار في هذه البلدان بما يضمن وحدتها وسيادتها وبما يحقق طموحات شعوبها الى الرقي والازدهار. وقد أجرى السيد عبد المالك سلال، أمس الأحد، بالجزائر العاصمة، محادثات مع رئيس الحكومة التونسية لتتوسع بعدها إلى وفدي البلدين. وكان رئيس الحكومة التونسية قد شرع أمس في زيارة رسمية إلى الجزائر تدوم يومين، حيث أكد في تصريح للصحافة لدى وصوله إلى مطار هوراي بومدين الدولي رغبة بلاده في تطوير علاقات التعاون مع الجزائر في كل المجالات "دون استثناء"، مشيرا إلى أن تطوير التعاون في هذه المجالات من شأنه خدمة "أمن ورخاء" شعبي البلدين والمنطقة ككل. وأعرب السيد الجبالي عن تطلع بلاده إلى دعم العلاقات الثنائية الجزائرية-التونسية للارتقاء بها إلى مستوى الإرادة السياسية الموجودة بين البلدين. وأشار إلى وجود "العديد من مجالات التعاون والإنجازات" التي تجمع بين البلدين، مضيفا أن زيارته الى الجزائر "فاتحة خير ولبنة متجددة" مع "الشقيقة الكبرى". ويرافق رئيس الحكومة التونسية وفد يضم وزير الخارجية رفيق عبد السلام، وزير الاستثمار والتعاون الدولي رياض بن طيب، وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي ووزير الصناعة محمد الامين شخاري. وكان رئيس الحكومة التونسية قد أكد في حديث خاص ل(واج) أن زيارته إلى الجزائر تكتسي "أهمية خاصة" بالنظر إلى "توفر" الارادة السياسية المشتركة بين الجانبين التي "وجب تجسيدها على أرض الواقع". وأبرز السيد الجبالي أن الارادة "متوفرة" على المستوى الرسمي وعلى المستوى الشعبي لذا فإن المهمة تعتبر "مقدسة لانها تهم حاضر ومستقبل الشعبين الجزئري والتونسي ومستقبل منطقتنا". مضيفا بأنه ينتظر الكثير من هذه الزيارة حتى "تجسد" تلك الإرادة وتلك الطموحات على أرض الواقع.