سُجل استقرار في انتشار مرض السل سنة 2012 بالجزائر؛ بفضل جهاز الوقاية والمكافحة الذي وضعته السلطات الصحية؛ حيث سمح بتقليص عدد حالات الإصابة بهذا الداء بنسبة 2,3 بالمائة مقارنة بسنة 2011، والخاصة بمرض السل داخل الصدر، إلا أن حالات الداء خارج الصدر لاتزال تشهد تزايدا، هذا ما أفاد به مؤخرا البروفسور إسماعيل مصباح المدير العام لمصلحة الوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وفي تدخله بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة مرض السل المصادف ل24 مارس، الذي احتضنت فعالياته جامعة “يحيى فارس” بالمدية، أكد البروفسور مصباح أنه تم تحقيق تطور كبير في الجزائر في مجال مكافحة هذا المرض مقارنة بعدد كبير من البلدان الإفريقية والآسيوية، حيث تبقى نسبة الإصابة بهذا الداء مرتفعة جدا. وأضاف المتحدث أن النتائج المحققة لحد الآن تستدعي مضاعفة الجهود من أجل تحسين ظروف مكافحة هذا المرض؛ من خلال اعتماد مقاربة متعددة الجوانب، لاسيما فيما يتعلق بالتكفل بحالات مرض السل « خارج الصدر”. وأشار البروفسور إلى أن هذا النوع من المرض في تطور مستمر رغم الجهاز المقام لمكافحته، مما يتطلب، حسبه، تكريس الجهود للحيلولة دون انتشاره وسط السكان. من جهته، كشف البروفسور سفيان علي هلاسة مسؤول بمديرية الوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة، أنه تم سنة 2012 إحصاء 21.641 حالة إصابة بمرض السل عبر الوطن، حيث تراجع هذا العدد بنسبة 2,3 بالمائة مقارنة بالسنة التي قبلها. وأضاف: “إذا كان عدد حالات الإصابة بالسل الصدري قد تراجع بنسبة 6,75 بالمائة سنة 2012 بمجموع 8.899 حالة، فإن عدد حالات الإصابة بالسل “خارج الصدر” المقدَّر ب 12.115 حالة، قد ارتفع بنسبة 1,05 بالمائة خلال نفس السنة.
جهودٌ لمكافحة السل غير الرئوي بتيسمسيلت وعنابة سجلت ولاية تيسمسيلت السنة الماضية 170 حالة إصابة بداء السل؛ بارتفاع ب 26 بالمائة مقارنة ب 2011، حسبما أفادت به مؤخرا مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، وأوضحت مصلحة الوقاية والسكان في هذه المناسبة تحت شعار “التكفل بحالات السل غير الرئوي”، أن سنة 2011 شهدت إصابة 134 شخصا بالولاية بداء السل، وقد سُجلت غالبية الحالات بالمناطق الريفية التابعة لبلديات عماري والمعاصم وأولاد بسام وخميستي، بأزيد من 90 حالة ما بين السل الرئوي والسل غير الرئوي، استنادا على ذات الهيئة، التي أشارت إلى أن كل المصابين تم التكفل بعلاجهم عبر المؤسسات العمومية للصحة الجوارية بتيسمسيلت وثنية الحد وبرج بونعامة. وأبرز مدير الصحة والسكان السيد علي إيتيم، أن المؤسسات العمومية للصحة الجوارية تتوفر على وحدة خاصة بمراقبة ومعالجة الأمراض التنفسية، والتي تضم أطباء متخصصين، يقومون بمتابعة يومية للحالات المرضية والعمل على التكفل بها بصورة سريعة؛ تفاديا للمضاعفات. وأضاف أن الدرن؛ “السل”، بات من الأمراض الخطيرة التي شهدت انتشارا خلال السنتين الأخيرتين بالمنطقة، مما استدعى تدخلا مستعجلا في إطار البرنامج الوطني لمكافحته، حيث يتضمن إجراء تشخيص طبي سريع للحالات المصابة وكذا تثبيت الإصابة وخضوع المريض بعدها لعلاج مكثف بالمرافق الصحية، في حين تم التأكيد بعنابة على ضرورة تكثيف جهود كل الفاعلين المعنيين بالصحة العمومية؛ قصد إنشاء شبكة متعددة التخصصات الطبية لمكافحة السل خارج الرئة؛ كونه بدأ يأخذ منحى تصاعديا في السنتين الأخيرتين، ليرتفع من 257 حالة بعنابة خلال سنة 2011 إلى 300 حالة سُجلت خلال سنة 2012، كما أوضحت رئيسة مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لعنابة الدكتورة نبيلة بومعيزة. وأمام هذه المعطيات يتوجب على المعنيين بالصحة؛ من أطباء في مختلف التخصصات وهيئات الصحة، التركيز على الكشف بالتحاليل المخبرية الضرورية؛ قصد تسهيل عمليات العلاج وتخفيف أعباء التكفل الاستشفائي عن الخزينة العمومية.