الرئيس الصحراوي يطالب بتدخل الأممالمتحدة لوقف قمع المتظاهرين طالب الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، الأممالمتحدة، بالتدخل من أجل حماية السكان الصحراويين بالمدن المحتلة، والذين يتعرضون لأبشع الانتهاكات والممارسات على يد قوات الاحتلال المغربي. وجدد الرئيس الصحراوي دعوته في رسالة بعث بها إلى الأمين العام الأممي بان كي مون غداة قمع قوات الاحتلال المغربي لمظاهرات سلمية نظمها مواطنون صحراويون في كل من مدينتي بوجدور والعيون المحتلتين، قبل أن تتوسع لتشمل مدينة السمارة للمطالبة بحقهم المشروع في تقرير المصير. وألح الرئيس عبد العزيز في الرسالة، على ضرورة إيفاء المنظمة الأممية بمسؤولياتها في ضمان وحماية ومراقبة حقوق الإنسان في إقليم محتل، مازال خاضعا تحت مسؤوليتها إلى غاية تقرير مصيره. وهو ما جعله يحث الأمين العام الأممي بضرورة "الإسراع في اتخاذ التدابير اللازمة، لتمكين المواطنين الصحراويين من ممارسة حقوقهم الأساسية في الأمن والتعبير الحر والتجمع والتظاهر السلمي"، ملحا في نفس الوقت على أهمية "إنهاء الممارسات القمعية الوحشية في حقهم من طرف قوات الاحتلال المغربية". وقاده ذلك إلى التذكير، بأن بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير "مينورسو"، لا تزال البعثة الوحيدة في العالم التي لا تتمتع بصلاحيات حماية ومراقبة حقوق الإنسان. وهي بالتالي "تابعة للأمم المتحدة في انتظار الاستكمال العاجل لمسار تصفية الاستعمار، وتمكين الشعب الصحراوي صاحب السيادة الوحيدة من ممارسة حقه في تقرير المصير". وفي إطار ردود الفعل الصحراوية المطالبة بالاستقلال بعد إصدار اللائحة 2099، توسعت رقعة الاحتجاجات من مدينتي بوجدور والعاصمة العيون، لتشمل مدينة السمارة التي تعرض مواطنون صحراويون إلى أبشع الممارسات القمعية لأنهم طالبوا بالاستقلال والحرية. وجاء توالي هذه الانتهاكات لأدنى الحقوق وساعات، بعد إصدار مجلس الأمن للائحته حول الصحراء الغربية، ليفند مزاعم الرباط، في أنّ سكان من تصفهم بأقاليمها الجنوبية مقتنعون بأطروحاتها الكاذبة في "مغربية" الصحراء الغربية. ويتأكد كذب المزاعم المغربية مع حالة الهستيريا التي أصابت قوات الاحتلال المغربية، التي سارعت وكعادتها إلى محاصرة مئات الصحراويين المتظاهرين بشوارع المدينة وقمعهم بالقوة، مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا في صفوف المتظاهرين، يضافون إلى ضحايا بوجدور والعيون. لكن ذلك لم يمنع الشباب والنساء الصحراويات من رفع الأعلام الصحراوية، ورددوا شعارات مطالبة بالاستقلال، وأخرى تصرّ على مواصلة كفاحهم السلمي إلى غاية نيل حقوقهم المغتصبة منها "لا تراجع لا استسلام المعركة إلا الأمام". ووقعت الانتهاكات المغربية هذه المرة أمام أعين فريق من منظمة العفو الدولية المتواجد بالعاصمة العيون، والذي أكد إصابة ما لا يقل عن 30 متظاهرا. وهو ما يفسر إلحاح مؤسسة روبيرت كيندي الحقوقية الأمريكية على ضرورة تنظيم زيارات شهرية إلى المدن المحتلة، للوقوف على وضعية حقوق الإنسان هناك. ودعت المؤسسة التي سبق أن أعدّت تقارير حقوقية سوداوية حول وضعية حقوق الإنسان في المدن المحتلة، مجلس الأمن الدولي إلى تجنيد هيئات الأممالمتحدة المكلفة بحماية حقوق الإنسان، من أجل القيام شهريا بزيارات إلى الصحراء الغربيةالمحتلة، لمراقبة مدى التزام السلطات المغربية باحترام حقوق الإنسان وإعداد تقارير دورية. غير أن إصرار الشعب الصحراوي على مواجهة آلة القمع المغربي، جعلت إغور مينتوسوف الخبير الروسي المختص في العلاقات الدولية، يؤكد أنّ استقلال الصحراء الغربية "مسألة وقت فقط" ووصفه بالأمر"الأكيد". وأكد الخبير الروسي بعد لقاء جمعه بممثل جبهة البوليزاريو بروسيا علي سالم محمد فاضل، سعيه إلى بذل المزيد من الجهود لاطلاع الرأي العام الروسي بما يجري حول القضية الصحراوية، مشيرا إلى الزيارة التي قام بها في شهر ديسمبر الماضي إلى مخيمات اللاجئين. وقال مينتوسوف الذي يرأس كذلك العلاقات الاجتماعية والسياسية والتسيير في جامعة سانت بترسبورغ الحكومية، إنه اطلع على مؤسسات الجمهورية الصحراوية والتقى بالعديد من إطارات جبهة البوليزاريو، وأنه رجع إلى روسيا ب«استنتاج راسخ أن استقلال الصحراء الغربية هو مسألة وقت فقط ...، المهم أنه أكيد".