نظمت أمس، ولاية الجزائر، بالتنسيق مع بلدية الجزائر الوسطى، تظاهرة احتفالية مخلدة ليوم الطالب المصادف ل19 ماي من كل سنة، وقد أشرف الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لسيدي أمحمد كمال بلجود، على إطلاق تسمية "مصطفى كاتب" على مركز التسلية العلمية بساحة أودان تخليدا لهذه المناسبة. انتظمت أمس بساحة أودان، بالعاصمة الجزائر، عدة تظاهرات مختلفة تتقاسم كلها في تخليد الذكرى ال58 ليوم الطالب، فقد نظمت قسمة المجاهدين لبلدية الجزائر الوسطى معرضا للصور بالمناسبة، قال عنه محمد لعروسي أمين عام القسمة، إنه يأتي تخليدا لذكرى محطة من محطات الثورة التحريرية وهي يوم الطالب، "حينما خرج مئات الطلبة الجزائريين من جامعة الجزائر المركزية، التي تبقى معلما تاريخيا يستذكر ذلك اليوم الذي انتفض فيه طلاب الجزائر رافضين قمع المستعمر، وفضلوا رفع السلاح بدل القلم والتستر وراء أقسام الجامعة، رافعين خلال مسيرتهم السلمية يومها شعارات تندد بالاستعمار وتطالب بتحرير الجزائر، قابله جنود الاستعمار بالتقتيل والتنكيل"، يقول السيد لعروسي، الذي أضاف أن وضع أكاليل من الزهور بقلب الجامعة المركزية رفقة مشاركة مميزة من أشبال الكشافة الجزائرية الإسلامية، هو تجسيد لنهج التواصل بين الأجيال، حفاظا على أمانة تاريخ أمة وذكرى شعب. مشيرا إلى أن إحياء يوم الطالب، يُصادف إحياء ذكرى "موريس أودان" المثقف الفرنسي الشاب الذي وقف إلى صفّ الجزائريين في الدفاع عن قضيتهم. من جهتها، نظمت جمعية إحياء الثقافية لبلدية الجزائر الوسطى، معرضا آخر للصور تحت شعار :«مصير الطالب مصير شعبه" إحياء ليوم الطالب، يحتوي على 85 معلّقة تتناول موضوع الاستعمار الفرنسي للجزائر إلى تحقيق الاستقلال، مع عرض جزء خاص بالتواجد العثماني بالجزائر قبيل الاحتلال الفرنسي. وقد احتضنت ساحة مركز التسلية العلمية هذا المعرض، الذي يقول عنه السيد صادق رباعي، أستاذ تعليم ثانوي وعضو جمعية إحياء الثقافية، أنه قد قسم على مراحل ضمّت أهم المحطات من تاريخ الجزائر، ومنها مجازر 08 ماي 1945، النضال المسلح وثورة نوفمبر 1954، إضافة إلى إطلالة خاصة عن دور المرأة الجزائرية أثناء الكفاح المسلح وكلها محطات موثقة بالصور. ولقي هذا المعرض تحديدا تجاوبا كبيرا من طرف مواطنين تجمهروا بالمكان، للاطلاع على الجداريات وما كتب عليها من معلومات عن تاريخ الجزائر، كما لقيت الصور الفوتوغرافية لشهداء الثورة مثل البطل العربي بن مهيدي، وديدوش مراد وعبان رمضان ومجموعة ال22 وغيرهم، وحتى الجداريات المعلّقة التي تحوي موضوعات عن مسيرة طلاب الجزائر في 1956، صدى آخر لدى رواد ساحة أودان التي تمازجت معها أغاني وطنية أخذ البعض يردد مقاطع منها، فيما تعالت أصداء من هذا وذاك تقول "من لا يعرف رموز الثورة لا يعرف تاريخ بلاده".