وصف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس، الندوة الدولية التي تسعى روسيا والولايات المتحدة تنظيمها حول سوريا باسم "جنيف 2 "، والتي ينتظر أن تعقد شهر جويلية القادم، ستكون بمثابة الفرصة الأخيرة لإنهاء الأزمة الأمنية في هذا البلد. وفاجأ رئيس الدبلوماسية الفرنسي الجميع، عندما أكد أن الندوة ستعقد الشهر القادم مع أن نظيريه الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف ما انفكا يؤكدان أنها ستعقد الشهر الجاري. وبرر فابيوس تأخير موعد الندوة باستحالة عقدها الشهر الجاري لقصر مدة تحضيرها، وبداعي أن المعارضة السورية يجب أن تمنح لها الفرصة لاختيار ممثليها في هذه الندوة، وقال إن ذلك "يتطلب مزيدا من الوقت لتوصل أطياف المعارضة المناهضة لنظام الرئيس السوري إلى اتفاق بينها من أجل تشكيل وفد متجانس وتمثيلي للذهاب إلى ندوة جنيف الثانية. ولكنه شدد التأكيد من جهة ثانية، على ضرورة توصل القوى الكبرى إلى اتفاق مسبق بينها "حول نقاط التي يجب أن يتضمنها جدول أعمال الندوة"، بهدف الخروج بأرضية توافقية لإنهاء المعضلة السورية. ويؤكد مثل هذا الحرص، على أن جدول أعمال الندوة كان ومازال العائق الأكبر أمام كل الفرقاء المباشرين وغير المباشرين في هذه الأزمة، وخاصة ما تعلق بمستقبل النظام السوري ورئيسه بشار الأسد الذي بقي محل جدل حاد بين المطالبين بمشاركته في الندوة والرافضين له. وقال فابيوس لتبرير موقف باريس الرافض لمشاركة السلطات السورية، إن تصريحات الرئيس الأسد الأخيرة بالترشح للانتخابات الرئاسية شهر ماي من العام القادم، يمثل عقبة رئيسية في التئام هذه الندوة. وهو الموقف الذي أبدته أطياف المعارضة السورية التي بررت موقفها بعدم التوصل إلى اتفاق حول مسألة مشاركتها في ندوة جنيف الثانية من عدمه، بعدم اتضاح الموقف من مستقبل الرئيس بشار الأسد، إضافة إلى رفع قوات الجيش النظامي حصارها على مدينة القصير التي تشهد معارك ضارية بين الجانبين المتحاربين. وجاءت تصريحات فابيوس عشية الندوة الثلاثية التحضيرية المنتظر عقدها يوم الأربعاء القادم بمدينة جنيف، بمشاركة أممية وأمريكية وروسية لبحث الموقف لتحضير ندوة جنيف. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنه تباحث في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي جون كيري الوضع الراهن في سوريا، والاستعدادات المتعلقة بندوة "جنيف 2" حول الأزمة السورية.