أكد الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أن “الجزائر بخير”، من حيث الإمكانيات والموارد التي تمتلكها “رغم بعض النقائص المسجلة في التسيير خصوصا”، و«بفضل قوات الجيش ومصالح الأمن التي تحفظ أمنها”. وقال إن للجزائر القدرات التي تسمح لها بالتطور في كل الميادين، وأن الحكومة تبذل قصارى جهدها وهي ساهرة لمواجهة كل الظروف. وكشف في هذا السياق عن إعداد مخطط خماسي جديد ابتداء من 2014، كما أعلن عن أول اكتشاف للغاز الصخري بعين صالح بقدرات هامة. طمأن الوزير الأول خلال لقائه مع أعيان وممثلي المجتمع المدني بالبيض، عن الوضع في البلاد من الناحيتين الأمنية والاقتصادية. ففي المجال الأمني، خاطب ممثلي سكان الولاية السهبية قائلا “إن الجزائر بخير بفضل قوات الجيش ومصالح الأمن المجندة للحفاظ على أمن البلاد وسلامة المواطنين”. ورغم اعترافه بأن المنطقة تعيش مشاكل أمنية ذات علاقة بالخصوص بالوضع في منطقة الساحل ومايحدث في بعض دول الجوار من عمليات على علاقة بالارهاب، فقد شدد وبقوة على أن للجزائر “كل الإمكانيات التي تسمح لها بالتصدي لأي تهديد أمني”، وأضاف موضحا “نحن لسنا بلد عنف ولا نحب التعدي على أي طرف... نحن دعاة سلم... ولن يذهب أي جندي خارج حدود الوطن كما ينص على ذلك دستور البلاد... أما داخل حدودنا الوطنية، فإن قوات الجيش ومصالح الأمن مجندة ليل نهار من أجل الحفاظ على أمن البلاد، فأي مساس بأرض الشهداء وأمن المواطنين أمر غير مقبول تماما”. وذكر باعتراف معظم الدول والقوى الكبرى بموقف الجزائر “الواضح” في مجال مكافحة الإرهاب، في إشارة إلى الاعتداء على المنشأة الغازية بتيقنتورين الذي تصدت له قوات الجيش “بكل صرامة وشجاعة”. وفي هذا السياق، اعتبر الوزير الأول أنه من الضروري انتهاج لغة الحوار بين الجزائريين لحل ومعالجة المشاكل المطروحة وقال إن “العنف لايحل أي مشكل وأن الوقت حان لتجاوز ثقافة العنف نهائيا”، مخاطبا بالخصوص فئة الشباب. وفي الجانب الاقتصادي، نفى السيد سلال كل ماقيل حول خطر زوال النفط في الجزائر في ال25 سنة القادمة. وأكد أن للجزائر احتياطات هامة في مجال المحروقات، مستدلا باكتشاف جديد للغاز الصخري بأدرار، إذ قال أول أمس “سجلنا أول اكتشاف لغاز الشيست في عين صالح وتبين أنه اكتشاف هام”، وواصل مخاطبا سكان البيض “لاتخافوا من المستقبل... لكن يجب العمل وتطوير البلاد”. مشيرا في سياق متصل إلى أنه لايمكن مواصلة الاعتماد على مداخيل المحروقات فقط، وأن تنويع الاقتصاد لابد منه لحل مشكلة البطالة التي اعتبر أنها المشكل الأكبر الذي تواجهه الجزائر على غرار كل بلدان العالم، لاسيما تلك التي تمس المتخرجين من الجامعات. وقال “إن الحكومة أعطت توجيهات صارمة من أجل استرجاع كل المؤسسات العمومية التي أغلقت أبوابها، وذلك عبر البحث عن شركاء وطنيين أو أجانب”، مشيرا إلى الاتفاق الذي تم مؤخرا مع إحدى أكبر الشركات التركية للنسيج من أجل إعادة تشغيل مصنع بغليزان. وقال إن مثل هذه العمليات “هي الحل الوحيد لتوفير مناصب الشغل”، بالنظر إلى محدودية قدرة الوظيف العمومي في امتصاص الشباب البطالين. وطمأن سلال، من جهة أخرى، بأن شهر رمضان المقبل “لن يشهد نقصا في التموين بالمواد الغذائية ولا تذبذبا في توزيع الكهرباء”، وقال إن مابذلته مؤسسة سونلغاز لتدارك التذبذب الذي تعرفه الكثير من المناطق في التزود بالكهرباء خلال الستة أشهر الماضية يعادل ماتم إنجازه خلال أربع أو خمس سنوات.
30 مليار دج إضافية لولاية البيض ورد الوزير الأول، بالمناسبة، على الانشغالات المعبر عنها من طرف ممثلي المجتمع المدني بالبيض بكل بلدياتها، والتي تمحورت حول مشاكل الشغل والبيروقراطية -إذ وصف البعض البيض بالولاية الملحقة بولايات أخرى- والممارسات السلبية لبعض المسؤولين المحليين وعدم كفاءتهم، أحدهم قال إن المدير الذي يعاقب يعين بالبيض، فضلا عن المطالبة بإلحاق البيض بولايات الجنوب للاستفادة من بعض المزايا كأسعار الكهرباء والتحفيزات الاستثمارية والضريبية، والمطالبة بتحويل الابيض سيدي الشيخ إلى ولاية وهي انشغالات تعبر عن “قضايا جوهرية تمس معيشة المواطن” كما علق سلال الذي قال إنه على البيض أن تلعب دورا أكبر من الناحية الاقتصادية بالنظر إلى الامكانيات الكبيرة التي تمتلكها لاسيما في الصناعات التحويلية. وأعلن عن تخصيص مبلغ إضافي للولاية يقارب ال30 مليار دج يوجه لانجاز العديد من المشاريع منها بناء مستشفى جديد بالابيض سيدي الشيخ واستكمال طريق البيض-سعيدة وبناء سكنات اجتماعية وتدعيم الكهرباء الريفية وعمليات لتجنيب المدينة خطر الفيضانات ومشروع ضخم لتحويل مياه الوادي. وعن المطالبة ببناء مستشفى لمعالجة السرطان، اعتبر انه ليس ممكنا القيام بذلك في كل الولايات بسبب “نقص الاخصائيين”، مذكرا بان مستشفى باتنة يعاني حاليا من هذا النقص وان الحكومة تتفاوض مع الكوبيين لارسال فرق مختصة. وبخصوص مصنع الاسمنت، وعد بإيفاد مسؤولين للبحث في إمكانية إيجاد شركاء لانجاز مصنع بهذه الولاية التي لها قدرات هامة في هذا المجال. وبالمقابل، قال إنه من غير الممكن إلحاق البيض بولايات الجنوب لأنها ولاية سهبية، إلا أنه وعد بالنظر في مطالبة البعض بإلحاق بعض دوائرها الجنوبية فقط، وأشار إلى ضرورة دراسة المسألة، واعدا في هذا السياق بدراسة إمكانية إضافة بعض التدابير التحفيزية للاستثمار في منطقة الهضاب العليا. وبالمقابل، طالب سكان الولاية بالعمل أكثر لتطويرها عبر الاستثمار، مشيرا إلى أن التحفيزات الممنوحة جعلت بعض المستثمرين من ولايات أخرى كسطيف وبجاية يتوجهون إليها لإنجاز مشاريعهم. مبعوثة “المساء” إلى البيض: حنان حيمر