احتضنت قرية آث وعبان التابعة لبلدية أقبيل الواقعة على بعد حوالي 70 كلم جنوب شرق ولاية تيزي وزو، سوق المرأة المزارعة في طبعته الثالثة، التظاهرة احتضنتها المدرسة الابتدائية للقرية، وكانت فرصة للمرأة الريفية، خاصة المزارعة، لعرض منتجاتها الفلاحية التي تعتبر مصدر رزقها، مع تأكيد ذاتها وإمكانياتها في المساهمة في تطوير الاقتصاد. حيث عرضت نحو 20 امرأة مزارعة منتجاتهن من حشائش مستعملة في الطهي، منتجات زراعية كالخس، البصل، الثوم وغيرها، إضافة إلى نباتات تستعمل كأدوية منها؛ “تثذميمت”،”امزير” وغيرها للمصابين بأمراض، منها ضغط الدم، السكري، جروح، أحجار الكلى، آلام في المعدة وعدة أمراض أخرى، إلى جانب عرض التين اليابس، زيت الزيتون وأطباق تقليدية مختلفة لقيت رواجا كبيرا، خاصة أنها بيعت بأثمان معقولة وفي متناول الجميع. كما شاركت المرأة الماكثة بالبيت في هذه الطبعة بعرض منتجات أخرى تتفنن المرأة في إبداعها، لاسيما فن الخياطة، الطرز، والحياكة التي عرفت بدورها إقبال الزوار الذين اقتنوا مختلف المعروضات. كما تم عرض فاكهة الكرز، أو كما تعرف “حبة الملوك” التي تذوقها كل زائر للمعرض، وقد عرضت للبيع بسعر 500 دج للكيلوغرام الواحد. وحسب المنظمين للتظاهرة، فإن هذه الأخيرة تشهد منذ تنظيم الطبعة الأولى، إقبالا متزايدا للزوار والضيوف الذين يتملكهم الفضول لاكتشاف منتجات “نساء آث وعبان المزارعات”، اللائي لا يزلن يخدمن الأرض ويعتمدن على ما هو طبيعي لضمان حماية الفرد من الأمراض من خلال أطباقهن التقليدية المرتكزة بالدرجة الأولى على النباتات، القمح، الشعير، طحين البلوط وغيرها، والتي تم إعداد أطباق تقليدية مختلفة منها كمأدبة غذاء للزوار. وتميزت التظاهرة بالتنظيم المحكم، وهو ما أكدته النساء المزارعات في حديثهن ل«المساء”، حيث أكدن أنها فرصة لتسويق منتوجاتهن، تقديرا لما تبذله هذه الفئة من جهد للحفاظ على المنتجات التقليدية الطبيعية المصدر، وكذا مواصلة خدمة الأرض.