يبقى الترقب يسود الشارع المصري، في ظل إصرار مئات الآلاف من مناصري الرئيس المعزول محمد مرسي على مواصلة احتجاجاتهم، رغم تهديدات السلطات الانتقالية بتدخل قوات الأمن لفض الاعتصامات. واندلعت أمس اشتباكات بين مناصري الرئيس المعزول عندما كانوا في طريقهم إلى مقر وزارة الشؤون الدينية وبين سكان وسط العاصمة القاهرة، حيث يوجد مقر الوزارة. وهو ما اضطر الشرطة إلى التدخل واستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق جموع المتظاهرين ومنع تطور الاشتباكات إلى الأسوأ. ودعا "التحالف من أجل الشرعية" الذي يضم حركة الإخوان وحركات وأحزاب داعمة لمرسي أمس، إلى مظاهرة مليونية تحت شعار :«سويا ضد الانقلاب والصهاينة"، في إشارة إلى الغارة الجوية على منطقة سيناء ضد المتطرفين الإسلاميين. وقد هدد قياديون في التحالف بإعلان خطة لتصعيد الاحتجاجات إلى "عصيان مدني شامل خلال ال48 ساعة القادمة"، لإجبار السلطة الجديدة على "الخروج من المشهد السياسي". ويأتي ذلك، في الوقت الذي لم يحسم فيه مجلس الأمن القومي المصري في اجتماعه ليلة الاثنين إلى الثلاثاء الموقف بشأن فض اعتصامات أنصار الرئيس السابق بالقاهرة ووقف المظاهرات الاحتجاجية، حيث تقرر مواصلة المشاورات بين جميع الأطراف الحكومية بشأن هذا الأمر. ولم يتوقف أنصار مرسي الذين يحتشدون بعشرات الآلاف في ميدان رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة منذ أكثر من شهر عن مواصلة التظاهر، بل وتصاعدت الدعوات لتنظيم المزيد منها في الأيام القادمة عبر كل أنحاء البلاد إلى غاية عودة الرئيس المعزول إلى منصبه، في تحد واضح لتهديدات السلطات الانتقالية التي كانت أمهلت هؤلاء مهلة انقضت الأحد الأخير، قبل الشروع في تنفيذ خطتها في فض الاعتصامات بالساحات والميادين العمومية. وإلى غاية أمس، لم تتمكن قوات الأمن من تنفيذ خطتها لتفريق المتظاهرين، خاصة وأنه يوجد من بين المعتصمين بميداني رابعة العدوية والنهضة الأطفال والنساء. واضطرت السلطات المصرية إلى تأجيل إجراءات فض الاعتصامات بسبب تزايد أعداد المعتصمين، بعد تسريب أنباء عن موعد وتفاصيل خطة إزاحة المعتصمين من ميداني رابعة العدوية والنهضة. وجاء قرار التأجيل، في وقت أكد فيه وزير الخارجية نبيل فهمي، أنّ الحكومة لا تزال ترغب في حل الأزمة من خلال الحوار، لكنه أكد بالمقابل أن حالة المواجهة التي تشهدها الساحة السياسية المصرية لا يمكن أن تستمر لأجل غير محدود. وأمام استمرار القبضة بين سلطة وجيش، عازمين على فض الاعتصامات إذا لم يكن اليوم فغدا، ومتظاهرين مصرّين على موقفهم في عودة رئيسهم المعزول. يبقى المشهد المصري يثير المزيد من المخاوف من احتمال حدوث صدامات دامية تضاف إلى تلك التي اندلعت الشهر الماضي، على إثر عزل مرسي وراح ضحيتها ما لا يقل عن 250 شخصا.