يتواصل المشهد الثقافي في حركيته الدؤوبة والبارزة هذه الأيام، بتظاهرة “قراءة في احتفال”، إذ تعيش مختلف جهات الوطن أجواء استثنائية من الترفيه والاستفادة، يصنعها الصغار إلى غاية منتصف الشهر الجاري. سطّرت مختلف مديريات الثقافة برامج متنوعة وكثيفة لإنعاش الحدث. فبعاصمة الهضاب العليا سطيف، تشهد التظاهرة استمرارية حيوية ببرنامج ثري جدا موجه للأطفال، حيث عرف اليوم الثاني انتقال العروض المسرحية لتعاونية عامر إلى مدينة جميلة، لإمتاع أطفال المدينة وإعطائهم حقهم في الترفيه والتسلية، إضافة إلى استفادتهم من عدة ورشات، أهمها الرسم والإملاء والحكواتي. دار الثقافة هواري بومدين وسط مدينة سطيف، عرفت توافدا كبيرا للأطفال من مختلف الفئات العمرية، حيث استمتع الأطفال كثيرا بألعاب الخفة التي قدّمها لهم الساحر عمار بوصوف من مدينة جيجل، والتي لاقت استحسان الحضور، وعرفت مشاركة أكبر عدد من الأطفال. وتم تكريم الفائزين في هذه الورشات، ليختتم اليوم الثاني بتقديم عرض ونشاط ترفيهي مع “بلبول وعبدو” من مدينة البليدة، اللذين أمتعا الأطفال برقصاتهم البهلوانية وغنائهم الذي ردّده الأطفال معهم. وبالموازاة مع هذه النشاطات، تم برمجة مكتبة متنقلة تجوب بعض بلديات الولاية، تضم عدة عناوين في شتى التخصصات، كانت مصحوبة ببعض النشاطات الترفيهية والألعاب السحرية لفائدة البراءة، وهي فرصة لسكان الولاية للاحتكاك بمثل هذه المناسبات الفكرية التي تنظَّم لثالث مرة على التوالي بولاية سطيف، بهدف غرس ثقافة حب المطالعة وتشجيع الجيل الجديد على جعل الكتاب أفضل رفيق، وتقريب مختلف العناوين الأدبية التي صدرت داخل الوطن وخارجه من المهتمين. ويتضمن البرنامج المسطَّر لولاية سكيكدة، تنظيم عدة أنشطة متنوعة بساحة أول نوفمبر داخل خيمة ضخمة تم إقامتها بالمناسبة، حيث سينظَّم بداخلها الصالون الوطني للكتاب وورشات في الفن التشكيلي وفي المسرح وفي الكتابة الأدبية وفي قواعد اللغة العربية بأسلوب الإثارة، وورشات أخرى في تعلّم مهارات الكتابة والإملاء والخط وورشة المسابقات والمطويات. كما يتضمن البرنامج تنظيم معرض للفن التشكيلي وآخر للصور الفوتوغرافية واستعراض إنشادي حول أهمية القراءة والكتاب من قبل الأطفال، زيادة على عروض بهلوانية وأخرى فلكلورية وقراءات قصصية للأطفال مع الحكواتي، من تقديم كل من آمال دلهوم وبلال شرفة من العلمة. ومن جهته، سيحتضن المسرح الجهوي لسكيكدة عرضا مسرحيا للأطفال بعنوان “عمي منصور وقزوم”، للتعاونية الثقافية “أفكار وفنون” للعلمة. وبوهران، تمكنت الطبعة الثالثة لمهرجان “القراءة في احتفال”، من خلق جو بهيج، تميّز بأداء رقصات فلكلورية واستعراضات فرقة “القرقابو” بساحة “الكهينة” المحاذية لدار الثقافة، وذلك في يوم الافتتاح. ويشتمل البرنامج الذي يدوم إلى غاية 15 سبتمبر الجاري، على معرض للكتاب وآخر لرسومات الأطفال بساحة مديرية الثقافة، وتنظيم مسابقات القصة الصغيرة والخط العربي والرسم والمطالعة؛ من أجل التلخيص والأشغال اليدوية، بالإضافة إلى عرض أفلام للأطفال ومسرحية بعنوان “قصة ساحر”. كما أُعدت برامج تربوية مماثلة لفائدة بلديات “حسيان طوال” و«بئر الجير” و«حاسي مفسوخ” و«حاسي بن عقبة”، من قبل عدة جمعيات محلية ذات طابع ثقافي. وبباتنة، فقد انطلقت تظاهرة “القراءة في احتفال” وسط إقبال ملفت للشباب على النشاطات التربوية المنظَّمة، بحيث توافد الجمهور بكثرة على الطبعة الثالثة بداية من اليوم الأول من عمر التظاهرة، الذي كان مستهَلا باستعراض للأطفال من عدة جمعيات وهم يرتدون أقنعة، إلى جانب فرق موسيقية نشّطت الأجواء. وفي البرنامج كذلك تنظيم قافلتين عبارة عن منصة متنقلة للمسرح والسهرات الموسيقية، وكذا حافلة مكتبة تعرض عناوين من الكتب في مختلف المعارف والفنون. وتجوب القافلتان 14 بلدية بالولاية، التي لا تتوفر بها منشآت استقبال لتحتضن عدة تظاهرات ثقافية. وفي تيزي وزو، تعرض ست دور نشر 6 آلاف كتاب علمي وأدبي وثقافي خاص بالأطفال الصغار بدار الثقافة مولود معمري بمدينة تيزي وزو، إذ يؤكد المنظمون تواجدا بارزا لمنتجات ثقافية ميسّرة لتعلّم القراءة واكتساب الأطفال لمهارة الخط وملَكة الحساب، استقدمتها بالمناسبة مؤسسة الفنون المطبعية العمومية للرغاية، والتي نفدت بسرعة فائقة، إلى جانب مئات العناوين من مختلف المناحي العلمية والتكنولوجية والأدبية والفنية المحرَّرة بلغات عالمية أربع، بما فيها مبادئ وقواعد تعلم اللغات الصينية والتركية والروسية؛ تشجيعا للنشء على الاغتراف منها. وفي تلمسان، احتضن قصر الثقافة “عبد الكريم دالي” فعاليات الطبعة الثالثة لمهرجان “القراءة في احتفال”، بحضور جمع غفير من الزوار ومسؤولي قطاع الثقافة بالولاية. ولدى افتتاح هذه التظاهرة التي تحظى باهتمام متزايد من قبل الأطفال والأولياء الذين يتوافدون بأعداد كبيرة على مختلف الأنشطة المنظمة، صرح محافظ المهرجان بأن الأهداف المتوخاة هي تشجيع الأطفال على المطالعة وغرس حب الكتاب في قلوبهم. كما يتضمن البرنامج تنظيم جولات خاصة بالمكتبة المتنقلة تقودها إلى عدة دوائر، منها مغنية، ندرومة، الغزوات والرمشي. وتتميز هذه الطبعة من المهرجان بعرض أفلام وثائقية مخصصة للأطفال على مستوى قاعة السينما “جمال شندرلي”، إضافة إلى ورشة خاصة بالمكفوفين وأخرى تهتم بصناعة الكتاب وملتقى سيخصَّص لموضوع “القراءة والمقروئية”، وكذا تنظيم جولات سياحية إلى أهم المعالم الأثرية لولاية تلمسان. وسُطّر بمدينة البليدة برنامج تنشيطي ثري لفائدة الأطفال عبر مختلف بلديات الولاية ال25. واستقطبت التظاهرة التي احتضنها قصر الرياضات بباب السبت وسط المدينة، أطفالا من مختلف الأعمار الذين استمتعوا بمختلف الأجنحة المنصَّبة لدور النشر المشاركة، والعارضة لمختلف الكتب العلمية والدينية والصحية والتربوية منها وكذا ورشات القراءة والأشغال اليدوية. كما سيستفيد هؤلاء في إطار هذا البرنامج، من عملية توزيع زهاء 10 آلاف كتاب وقصة، إلى جانب ألعاب وهدايا أخرى لتحفيزهم على المطالعة والاهتمام بالكتاب أكثر، في عصر عُرف بالاستعمال المفرط للإعلام الآلي ومختلف الوسائط الإعلامية. أما بعين تيموشنت فقد تَقرر توزيع حصة حوالي 8.297 كتابا تمثل 6.884 عنوانا على المكتبات، وسينتفع من هذه الكتب الموجَّهة لتعزيز مخزون المكتبات البلدية والولائية عامة، القراء بمن فيهم الطلبة والباحثون في مختلف التخصصات. وستتميز هذه الطبعة بمكتبة “مالك بن نبي” بعين تموشنت، التي تنظم ثلاث دورات تكوينية لفائدة مسيّري المكتبات، كما بُرمج للمرة الأولى “راديو القراءة في احتفال” لمرافقة الأطفال طوال مدة المهرجان.