انطلقت، أمس، أكبر حملة لتنظيف العاصمة من النفايات والمفرغات العشوائية، أشرف عليها والي العاصمة الجديد، وستستمر الحملة شهرا كاملا يتم من خلالها القضاء على قرابة 400 نقطة سوداء وستتكفل بالعملية 72 مؤسسة عمومية وخاصة. وفي أول خرجة ميدانية له، هدد السيد عبد القادر زوخ أصحاب الشاحنات التي تنقل خفية أكواما من النفايات والردوم وتلقي بها بشكل عشوائي بعقوبات صارمة تكون بدايتها بحجز المركبة لمدة ثلاثة أشهر كاملة كما حمل سكان الولاية مسؤولية تردي الوضع البيئي للعاصمة الذي أصبح لا يطاق، داعيا الجميع إلى التحلي بروح المسؤولية والتحضر لإعادة النضارة للجزائر البيضاء. وخلال جولة ميدانية قادته إلى عدد من بلديات ودوائر العاصمة، لم يخف عبد القادر زوخ دهشته للوضع البيئي للعاصمة التي وصفها بأوسخ ولاية وبأنها لا تمت بصلة لمفهوم العواصم والمدن، معتبرا أن هذا الوضع لا يطاق وحان الوقت لتغييره وإعادة الاعتبار للجزائر البيضاء من خلال البدء بأكبر حملة لتنظيف الأحياء والقضاء على المفرغات العشوائية التي أصبحت تهدد صحة وسلامة سكان العاصمة على اعتبار أن 95 بالمائة من الأمراض المسجلة بالولاية ناجمة عن الأوساخ يضيف السيد الوالي. وتطبيقا لتعليمات وزير الداخلية، السيد الطيب بلعيز، الذي شدد خلال إشرافه الأسبوع الماضي على تنصيب والي العاصمة الجديد، على ضرورة إعادة الاعتبار للوضع البيئي للعاصمة من خلال إعطاء أهمية بالغة للنظافة التي أصبحت الشغل الشاغل للمواطنين دون إغفال الجانب المتعلق بتهيئة المحيط، فضل السيد عبد القادر زوخ تخصيص أول خرجة ميدانية له للوقوف على الوضع البيئي للولاية وإعطاء إشارة انطلاق أكبر حملة نظافة. وعلى مدار شهر كامل، ستعكف أكثر من 72 مؤسسة عمومية وخاصة مختصة في النظافة والأشغال بالولاية بعملية تنظيف ستمس جميع البلديات ال57 التابعة لإقليم ولاية الجزائر، تكون متبوعة مباشرة بأشغال تجميل وتهيئة واسعة تخص الأماكن والمساحات المسترجعة والتي ستحول إلى أماكن للترفيه وممارسة الرياضة، وقد جاءت العملية التي رصد لها مبلغ مالي يفوق العشرة ملايير دينار لتصحيح الاختلال الكبير الملاحظ في مجال نظافة المحيط بالعاصمة التي بلغت كمية النفايات المفرزة بها قرابة ال4200 طن في اليوم الواحد. وتتم هذه العملية في إطار تنظيمي محكم، حيث تم تجنيد جميع الوسائل البشرية والمادية التابعة لمختلف البلديات والمديريات القطاعية والمؤسسات العمومية المحلية لولاية الجزائر تضاف إليها 72 مؤسسة عمومية وخاصة ستعمل طيلة شهر كامل على القضاء على 369 نقطة سوداء تم إحصاؤها على مستوى كامل بلديات الولاية، وقد سخر للعملية أزيد من 12 ألف عون وإطار، بالإضافة إلى أزيد من 898 وسيلة نقل من مختلف الأنواع والأحجام من بينها 284 عربة تكويم و284 شاحنة مدككة. وخلال وقوفه عند بعض النقاط السوداء "النموذجية" بكل من بلدية باب الزوار بالدار البيضاء والكاليتوس ببراقي وعدد من بلديات الرويبة قبل العودة إلى قلب العاصمة وتحديدا إلى القصبة، شدد الوالي على ضرورة الاهتمام بالجانب البيئي الذي يعد من أولوياته إلى جانب تعزيز الجانب الأمني قبل التكفل بالملف السكني الذي قال بشأنه الوالي انه سيكون في الموعد، حيث سيتم احترام برنامج الترحيل المسطر والذي رصد له أزيد من 20 ألف وحدة سكنية سيتم الشروع في توزيعها قبل نهاية العام الجاري.