احتفلت روسيا في شتى أنحائها يوم 11 نوفمبر بالذكرى 192 لولادة الكاتب الروسي والعالمي الكبير فيودور دوستويفسكي، وقد بدأت الاحتفالات قبل حلول يوم ميلاده بكثير، فعلى سبيل المثال، شهدت مدينة نوفوكوزنيتسك الواقعة في جنوب شرق روسيا، تنظيم مهرجان مسرحي خرج فيه أبطال روايات دوستويفسكي من صفحاتها ليستقبلوا الضيوف ويصوروا مشاهد من تقاليد وعادات وحياة الناس في القرن التاسع عشر. كما شهد متحف الكاتب في بطرسبورغ، افتتاح مؤتمر علمي دولي تحت عنوان «دوستويفسكي والثقافة العالمية»، وشارك في المؤتمر علماء من شتى الأقاليم الروسية، ناهيك عن الخبراء المختصين بإبداع دوستويفسكي من فرنسا، الولاياتالمتحدة، ألمانيا، اليابان، بلغاريا، أوكرانياوبيلاروسيا. ووضع المشاركون في المؤتمر إكليلا من الزهور على قبر دوستويفسكي، وحضروا القداس الذي أقيم تكريما له في كاتدرائية فلاديمير لأيقونة مريم العذراء، كما أقيم في متحف دوستويفسكي الأدبي في بطرسبورغ معرض لأليكسي فاسيليف، الفنان الفرنسي من أصل روسي الذي يتبع أسلوبا خاصا في تصوير أبطال رواية «الأخوة كارامازوف» دميتري، إيفان، أليوشا، غروشا وغيرهم، يسمح بوضع رتوش على ملامح الإنسان كي تتجلى نفسه بوضوح تام. أما مدينة أومسك في غرب سيبيريا، حيث قضى الكاتب أصعب أعوام حياته في سجن الأعمال الشاقة، فشهدت إطلاق 100 بالون هوائي كتبت عليها مقتطفات من مؤلفات دوستويفسكي، وفي كل مكان قدم الفنانون أو الطلاب فيه أقوال دوستويفسكي سادت فكرة واحدة، هي ما طرحه الكاتب حول خلود نفس الإنسان.