رحّبت جبهة البوليزاريو أمس بالتزام الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بضمان حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة من قبل المغرب. وقال محمد يسلم بيسط ممثل جبهة البوليزاريو بواشنطن في أول رد فعل صحراوي على البيان الذي أصدره البيت الأبيض، عقب اللقاء الذي جمع الرئيس أوباما والعاهل المغربي محمد السادس، إن "جبهة البوليزاريو تشيد بالالتزام الشخصي لرئيس أول قوة عالمية بترقية حقوق الشعب الصحراوي". وعبّر بيسط عن ارتياحه لكون البيان كرّس فصلا خاصا لمسألة الصحراء الغربية، على غرار الجوانب الأخرى المخصصة لإفريقيا والسلم في الشرق الأوسط، التي تطرّق لها النص، الذي يشير بوضوح إلى "شعب الصحراء الغربية" عندما يتطرق لمسألة حقوق الإنسان، وهو الموقف الذي جعله يتوقع اتخاذ إجراءات ووضع آليات "تطبيقية لمراقبة حقوق الإنسان؛ من أجل تطبيق هذا الالتزام النبيل للولايات المتحدة". ولاحظ بيسط بخصوص طريقة تسوية النزاع في الصحراء الغربية، أن الرئيس أوباما اعتبر أن مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب كتصور محتمل، يُدرج ضمن التصورات الأخرى المتضمنة في لوائح الأممالمتحدة منذ جويلية 2003. وذكر في هذا الإطار بأن استفتاء تقرير المصير للصحراء الغربية الذي تم قطع وعد بشأنه منذ سنوات عدة، يتضمن ثلاثة خيارات، تتمثل في استقلال الصحراء الغربية أو الضم إلى المغرب أو الحكم الذاتي. وأكد أن الشعب الصحراوي هو المطالَب بإبداء رأيه حول إحدى هذه الخيارات الثلاثة، "في إطار ممارسة حقه الثابت في تقرير المصير". ومن جهة أخرى، أعرب عن ارتياحه لكون الرئيس أوباما تطرق خلال اللقاء الذي جمعه بالملك محمد السادس، إلى محاكمات المدنيين التي تمثل أمام المحاكم العسكرية المغربية، والتي تعهّد بشأنها العاهل المغربي في البيان المشترك، "بوضع حد لهذه الممارسة". وعبّر الدبلوماسي الصحراوي عن أمله في أن يتم تطبيق هذا الالتزام بأثر رجعي، وأن يتم الإفراج عن المدنيين الصحراويين الذين أدانتهم المحاكم العسكرية المغربية. وأشار في ذلك إلى مجموعة أكديم إيزيك الأربعة والعشرين، الذين تمت إدانتهم من قبل المحكمة العسكرية بالرباط شهر فيفري الماضي. وجاء رد المسؤول الصحراوي على التزام الرئيس الأمريكي بمواصلة دعمه للجهود الرامية إلى إيجاد حل "سلمي ومستديم، ويقبله" كل من جبهة البوليزاريو والمغرب حول مسألة الصحراء الغربية، وكذا دعم جهود المبعوث الشخصي لمنظمة الأممالمتحدة كريستوفر روس. وأصدر البيت الأبيض بيانا مشتركا في ختام لقاء الرئيس أوباما والملك محمد السادس، تضمّن "التزام الرئيس أوباما بالاستمرار في دعم الجهود لإيجاد حل سلمي ومستديم يقبله الطرفان لمسألة الصحراء الغربية". وخصّص البيان فصلا خاصا لقضية الصحراء الغربية وحقوق الإنسان للشعب الصحراوي، وذلك على غرار المحاور الأخرى المتعلقة بالعلاقات الثنائية الأمريكية المغربية والأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب وإفريقيا والسلم في الشرق الأوسط. وركزت الرئاسة الأمريكية على دور منظمة الأممالمتحدة في تسوية النزاع الصحراوي، مع التأكيد في البيان على أن الولاياتالمتحدة "ستستمر في دعم المفاوضات التي تقودها منظمة الأممالمتحدة، خاصة الجهد المبذول من قبل المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي في الصحراء الغربية كريستوفر روس؛ حيث تدعو الطرفين (جبهة البوليزاريو والمغرب) إلى العمل على التوصل إلى حل". وفيما يخص مسألة حقوق الإنسان للشعب الصحراوي، أكد البيان المشترك أن الرئيس أوباما والملك محمد السادس "أكدا التزامهما المشترك بتحسين الظروف المعيشية للشعب الصحراوي، واتفقا على العمل سوية للاستمرار في حماية حقوق الإنسان وترقيتها في إقليم" الصحراء الغربية.