جدد والي ولاية الجزائر، السيد عبد القادر زوخ، رفضه لمظاهر انتشار القمامة في كل مكان وعبر محاور طرقات المقاطعة الإدارية لزرالدة التي زارها أول أمس، داعيا رؤساء البلديات إلى التكفل بملف النظافة والقضاء على النقاط السوداء قائلا “ما لاحظته عبر مختلف بلديات المقاطعة غير مقبول، فالأكياس والقارورات والنفايات في كل مكان” ومن العار ترك الأمور على هذا الحال. وقد أبدى السيد زوخ خلال اجتماع عقد عقب زيارة تفقدية قام بها للمقاطعة الإدارية لزرالدة، امتعاضه الشديد من وضعية المحيط ونقص النظافة التي تقع على عاتق رؤساء البلديات لأن “المسؤولية تبدأ من هنا”، خاصة أن تجهيزات وإمكانيات ضخمة وضعت في متناول البلديات بهدف ضمان محيط نظيف، فضلا عن فتح 6000 منصب مالي في مجال النظافة ابتداء من الفاتح جانفي القادم. وفي هذا الصدد، أوضح المتحدث أن تسهيلات أخرى استفادت منها البلديات لتحقيق محيط نظيف، منها اقتناء التجهيزات الخاصة بالنظافة عن طريق التراضي، عوضا من الاعتماد على مختلف الإجراءات الخاصة بالصفقات التي تستغرق وقتا طويلا، حيث خصص لهذه العملية مبلغ 600 مليار سنتيم، مرجعا مشكل انتشار القمامة إلى غياب خطة لنظافة المحيط ومحاور الطرقات وغياب الرقابة وبرنامج عمل واضح. وقال في هذا الشأن، إنه سيقاطع رئيس البلدية الذي لا ينظف بلديته “أريد أن أجد محيطا نظيفا عند عودتي، وسوف لن أكلم رئيس البلدية الذي لا ينظف بلديته لأن لدي حساسية تجاه الأوساخ”، مؤكدا على ضرورة تكليف أعوان وإعداد برامج ومتابعة ومراقبة عمليات جمع النفايات لتحسين الإطار المعيشي للمواطن. وحسب المسؤول الأول عن ولاية الجزائر، فإن تحقيق محيط نظيف يتطلب من رؤساء البلديات الخروج من المكاتب لمتابعة الوضع في الميدان، لان انتشار النفايات أصبح مشهدا مثيرا للاشمئزاز في العاصمة بسبب لامبالاة السلطات المحلية. من جهة أخرى، أكد الوالي عقب زيارته، أول أمس، لبلديات المقاطعة الإدارية لزرالدة وهي سطاوالي، زرالدة، السويدانية، الرحمانية، المحالمة، على ضرورة تكفل رئيس البلدية بانشغالات كافة مواطني البلدية دون استثناء “لأنه منتخب لكل السكان”، مشيرا في هذا الصدد إلى أن “رئيس البلدية الذي يحسن السياسة هو الذي يبدأ أولا بالسكان الذين لم يصوتوا لصالحه حتى يكسبهم لأن لهم الحق في ذلك”. وجاء تعقيب الوالي بعدما حاصره بعض سكان بلدية سطاوالي الذين اشتكوا رفض رئيس بلديتهم الجديد التعامل معهم وحرمانهم من حقهم في الشغل انتقاما منهم لعدم التصويت لصالحه، حيث تم توقيف عقود عملهم-حسبما ذكروا- ضمن الشبكة الاجتماعية بعد ثلاثة أشهر فقط، بينما عبر آخرون للوالي عن قلقهم من تأخر استفادتهم من برنامج 80 سكنا تساهميا منذ2007 وذلك بنفس البلدية التي أشرف خلال هذه الزيارة على إطلاق أشغال تهيئة وسط مدينتها وكذا وسط مدينة زرالدة، التي تنقل إليها بعد زيارة بلدية الرحمانية التي اشتكى بعض سكانها للوالي مما وصفوه ب"التهميش الذي تعاني منه بلديتهم” التي تنعدم بها المشاريع وكأنها لا تنتمي لولاية الجزائر، عكس البلديات المجاورة على غرار زرالدة التي تفقد زوخ مقرات مصالح الحالة المدنية بها واستمع لانشغالات أخرى، تتعلق بالتهيئة العمرانية ببعض الأحياء، منها حي التجزئة الذي طالب سكانه بربطه بشبكة الصرف الصحي، تهيئة الطرق والأرصفة وهو المشكل الذي وعد السيد زوخ بحله قريبا. على صعيد آخر، رفض الوالي مجددا إعطاء تاريخ محدد لانطلاق عملية الترحيل المقبلة، مشيرا في رده على سؤال حول احتجاجات سكان البيوت الهشة ببراقي للمطالبة بسكنات لائقة، أنه لا توجد أية قائمة جاهزة للمستفيدين من السكنات وأن اللجان المكلفة بدراسة الملفات تواصل عملها بهدوء، موضحا على هامش زيارته أن المهم في الوقت الحالي هو ترك لجان دراسة الملفات تقوم بعملها، داعيا المواطنين للتعبير عن انشغالاتهم في هدوء.
مواطنون يشكون ورؤساء البلديات يبررون من جهتهم، حاول بعض رؤساء البلديات المذكورة تقديم مبررات تخص تأخر المشاريع المحلية بمناطقهم والرد على الانشغالات التي استغل المواطنون الفرصة لإيصالها مباشرة إلى الوالي الذي فضل الاستماع لبعضهم، الأمر الذي استحسنه المشتكون خاصة سكان الحي القديم ببلدية الرحمانية الذين فاجأهم السيد زوخ بزيارة بيوتهم والتعرف عن قرب على الوضع الذي يعيشونه في سكنات أنجزت سنة 1958 والتي لا يزال أصحابها ينتظرون تسوية وضعيتهم وتحسين ظروف معيشتهم، بينما أشار رؤساء البلديات إلى العراقيل التي تحول دون تجسيدهم مختلف البرامج على غرار ضعف الميزانية، ونقص العقار ومشكل السكنات القصديرية التي تزايد عددها. وفي هذا الصدد، أشار رئيس بلدية زرالدة إلى أن بعض العراقيل تعيق التسيير المحلي بالبلدية، منها نقص العقار الذي حال دون تجسيد مشروع إنجاز سكنات تساهمية مبرمجة منذ2004، والمقبرة التي أصبحت غير قادرة على استيعاب مزيدا من المقابر، فضلا عن ارتفاع عدد البيوت القصديرية من814 بيتا سنة 2007 إلى أكثر من ألف بيت تم إحصاؤه مؤخرا، ما جعل الوالي يشدد على تهديم أي بيت قصديري جديد ينجز. أما رئيس بلدية اسطاوالي فذكر بنقص المرافق الرياضية، منها الملعب البلدي الذي لم ينجز لحد الآن رغم أنه برمج في 2004 بمبلغ يفوق 28 مليار سنتيم، كما تفتقد أحياء بلوطة، كايتي والبريجة لمرافق رياضية، بينما تواجه البلدية مشكل السكن، حيث تنتظر عملية الترحيل القادمة لتلبية الطلبات الكثيرة منهم سكان 165 بيتا هشا يقع على حافة واد، وكذا سكان يقطنون في مطعم مدرسي منذ 15 سنة في انتظار ترحيلهم لاستغلال هذا المرفق. من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى قدم مقر البلدية الذي قد ينهار في أية لحظة، ولا يستوعب كل المصالح، حيث تم في هذا الإطار تسجيل ملحق إداري بثلاثة طوابق وبمبلغ 8 ملايير سنتيم، كما لم تعد المقبرة تتسع لدفن الموتى مما جعل السلطات المحلية تقترح قطعة أرض تابعة لمصالح الغابات بجوار المقبرة الحالية، غير أنها لم تتلق الرد لحد الآن. وعلى العكس من البلديتين السابقتين، فإن بلديتي الرحمانية والمعالمة تواجهان مشاكل أخرى، حيث تفتقر بلدية المحالمة لمقر لائق ومختلف المرافق، فضلا عن مدارس قديمة أنشئت سنة1871 ونقص كابير في المطاعم المدرسية، حيث تضم مطعمين مدرسيين فقط مقابل ثماني مدارس، بينما تواجه الرحمانية عجزا في المؤسسات التربوية إذ حال مشكل العقار دون إنجاز مجمعين مدرسيين، وملاعب جوارية، كما يبقى مشروع 50 سكنا تساهميا بالمدينة الجديدة متوقفا منذ2004، حسب رئيس البلدية الذي كان آخر المتدخلين بعد رئيس بلدية سويدانية الذي أشار إلى ضعف الميزانية التي لا تتجاوز 12 مليار سنتيم، مفضلا تقديم باقي الانشغالات والاقتراحات كتابيا.