استأنفت، صبيحة أمس، تشكيلة جمعية وهران تدريباتها بملعب بوعقل بعد يوم راحة، أعقب اللقاء القوي الذي خاضته بنفس الملعب أمام اتحاد البليدة، وعرف نيل الفريقين زاده بالتساوي، وهو اقتسام لم يُرض الوهرانيين إطلاقا، وفي مقدمتهم المدرب كمال مواسة، الذي كان عبّر عن غضبه من الأداء غير المقبول لكتيبته في الشوط الثاني من تلك المباراة على وجه الخصوص، وهو وجه مغاير تماما للأول، الذي قدّمت فيه مردودا أكثر من مقنع وجيد رغم أن النتيجة لم تصحبه. وبرّر ذلك بنقص خبرة تشكيلته، التي لم تتعود بعد على لعب مباريات ذات ضغط شديد، وأكد بأنّ له متسعا من الوقت لمدّها بما تحتاجه في هذا الجانب، وتصحيح أخطاء أخرى ارتكبتها ضد فريق ”مدينة الورود”، لا ينبغي لها أن تكررها في المقابلات القادمة، التي لا تقل أهمية عن التي لُعبت في هذه الجولة، ومستهلها أمام شباب باتنة بملعب هذا الأخير.وكان مواسة قد تحدّث مطولا إلى أشباله قبل بداية تلك الحصة، حيث استعرض أمامهم سلبيات أدائهم، معاتبا إياهم على عدم تطبيقهم لنصائحه بالتزام الهدوء في بناء الهجمات، والابتعاد عن التسرع الذي عقّد من مهمتهم في صنع اللعب، وسهّل الأمور على ضيفهم البليدي، مبديا انزعاجه من افتقادهم للتركيز في بعض فترات المباراة، خاصة في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول، وهو ما كلّفهم تضييع نقطتين ثمينتين، كانتا ستمنحانهم الريادة بمفردهم. ونبّه التقني الوهراني لاعبيه عن صعوبة المقابلات المتبقية، والتي يُلغى فيها التعثر بتاتا، خاصة بعد اتساع قائمة الطموحين على الصعود بانضمام اتحاد الشاوية، الذي تسلّق سلّم الترتيب بهدوء، حتى أضحى على بعد ثلاث نقاط فقط عن الرائدين الجمعية واتحاد سيدي بلعباس، وفريقي جمعية الخروب ومولودية سعيدة، اللذين استهلا مرحلة الإياب بانتصار، وقد يلتحقا بكوكبة المقدمة في قادم المباريات. وكان مساعد المدرب مرين الحاج رفض أي تهمة من قبل الأنصار الغاضبين بخصوص عجز الطاقم الفني عن إيجاد الحلول اللازمة لهزم اتحاد البليدة؛ حيث قال: ”لقد شدّدنا طوال وقت الشوط الثاني على لاعبينا عدم التسرع، والابتعاد عن النرفزة قدر الإمكان، والتحلي بالصبر في بناء الهجمات، لكن ما عسانا نفعل أمام نقص خبرة لاعبينا الشباب، الذين نشكرهم رغم كل شيء، على المجهودات الكبيرة التي بذلوها في هذا اللقاء. كما بحثنا عن حل لدى الخبيرين بحاري وعيساوي، لكن يجب الاعتراف بأننا واجهنا فريقا منظما، وكان عازما على تعقيد مأموريتنا، ونجح في ذلك”. وتابع يقول: ”المهم في مثل هذه المباريات الصعبة هو تفادي الانهزام بأي ثمن. ونحن سنتعاطى مع المواجهات القادمة بهذه الذهنية، مع بذل أقصى الجهود للانتصار فيها؛ لأن ما يهمنا آنيا هو ضمان بقاء فريقنا، ونحن نقدّر تحقيق ذلك ببلوغ رصيد 37 نقطة، وبعدها يمكننا التفكير في الصعود”. واستبعد مرين أي علاقة لهذا التعثر بعدم خوض فريقه لمباريات ودية تحضيرية أثناء تربصه الشتوي: ”تربصنا الذي أجريناه بفندق ”الموحدين” كان ناجحا على جميع الأصعدة. وسبب رفضنا خوض أي لقاء تحضيري، هو تفادي إصابات محتمَلة قد تلحق لاعبينا؛ لأننا بحاجة للجميع في مرحلة الذهاب، كما منحنا الجدد المستقدَمين دفعا معنويا حتى يندمجوا مع المجموعة، وسنتيح لهم كامل الوقت لاستعادة جاهزيتهم البدنية، وهي عيبهم الوحيد في الوقت الحالي”. وسيتوفر زملاء الشاب المتألق بلعالم على كامل الوقت لتحضير خرجتهم الصعبة إلى ميدان شباب باتنة، ماداموا سيجبَرون على الراحة هذا الأسبوع؛ لأنهم غير معنيين بمنافسة الكأس؛ إذ سبق لهم وأن خرجوا من دورها الثاني والثلاثين على يد نادي حيدرة.