عبر الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة، عن إعجابه الكبير بمشروع تهيئة مفرغة وادي السمار، التي ستتحول في القريب العاجل إلى حديقة عمومية. وقال السيد اكيم شتينار، أن المشروع يعد مثالا يحتذى في مجال القضاء على النفايات ورسكلتها وكذا استرجاع الغازات. مضيفا أن قارة إفريقيا تسجل نموذجين وحيدين لهذا المشروع أحدهما بنيروبي بكينيا والآخر بالجزائر وعلى دول القارة أن تستلهم من هذه التقنية مثلها مثل العديد من دول العالم. وفي لقاء صحفي أعقبت الزيارة التي قام بها أمس، السيد كيم شتينار، إلى المفرغة العمومية لوادي السمار، أكد أن الجزائر أثبتت أن اهتمامها بقضية البيئة والنفايات دخل مرحلة جادة. مشيرا إلى أن زيارته إلى مشروع تهيئة مفرغة وادي السمار كانت جد إيجابية تأكد من خلالها، أن الجزائر عازمة في المضي قدما في جهودها الرامية إلى القضاء على مشكل النفايات بدليل ما تم تحقيقه في المفرغة التي كانت منذ سنوات حديث العام والخاص بتهديدها الصحي والبيئي وهي التي كانت تعد من أكبر المفارغ في القارة. لكن الجزائر، يضيف المتحدث، تمكنت من تحويل الصورة السلبية للنفايات إلى لوحة جمالية ستنسي الجزائريين والعالم تلك البشاعة بالإضافة إلى ما ستجنيه الجزائر من طاقة جراء استرجاعها للغازات المنبعثة من النفايات الراكدة، وفي ظرف ثلاث سنوات سنشهد ميلاد أكبر حديقة في إفريقيا على أنقاض أكبر مفرغة بالقارة.. من جهتها تطرقت وزيرة التهيئة العمرانية والبيئة السيدة دليلة بوجمعة إلى مضمون اللقاء الذي جمعها بالأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير التنفيذي الذي يزور بلادنا لأول مرة منذ تعيينه سنة 2006 على رأس لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة، وذلك عشية التحضير للندوة الوزارية الإفريقية حول الاقتصاد الأخضر في إطار التنمية المستدامة ومحاربة الفقر المزمع انعقادها بوهران يومي 22 و23 فيفري القادم حيث أكد السيد شتينار حضوره بهذا الموعد. وتم التطرق إلى إمكانية تعزيز التعاون بين الطرفين قصد دعم المجهودات المبذولة من طرف الحكومة الجزائرية لتحسين الإطار المعيشي للمواطن الذي يقوم على أساس التنمية الاقتصادية المتوازنة والمحافظة على البيئة. كما تم التطرق إلى مسألة فتح مكتب فرعي جهوي يمثل شمال إفريقيا بالجزائر، وهذا بالنظر للدور الذي تلعبه الجزائر على المستوى الوطني والإقليمي والدولي في مختلف أطر المفاوضات المتعلقة بالبيئة المعدة من طرف برنامج الأممالمتحدة. وتحدثت الوزيرة بإسهاب عن جهود الجزائر في مجال تسيير النفايات وتعاونها مع الأممالمتحدة في هذا المجال وكذا تعزيز التعاون بين الطرفين حسب الفرص المتاحة من خلال إعادة تشكيل موارد الصندوق العالمي للبيئة للمرة السادسة خلال الفترة 2014 و2018. للإشارة استقبل الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة أكيم شتاينر، من قبل وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، حيث ثمن "التزام" الجزائر ضمن هذا البرنامج مضيفا أن "الالتزام والتعاون بين الجزائر وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة قائم منذ سنوات وتهدف زيارتي للجزائر إلى تعزيز هذا الجانب الثنائي وتطوير برامج أخرى مرتبطة بالبيئة". وأبرز في هذا الصدد الجهود التي تبذلها الجزائر لتطوير قطاع الطاقات المتجددة وكذا المجالات الأخرى المتعلقة بهذا القطاع معربا عن ارتياحه لدور الجزائر "الفعال جدا" ضمن الأممالمتحدة "سواء على المستوى متعدد الأطراف أو على مستوى بعثتها الدائمة بكينيا".