ينظّم الديوان الوطني للثقافة والإعلام أيام 29 و30 و31 جانفي الجاري، وقفة مع أعمال المخرج موسى حداد بالتعاون مع المركز الوطني للسينما الجزائرية، إذ سيتم عرض ثلاثة أفلام، تتمثّل في ”عطلة المفتش طاهر”، وهو أوّل عمل سينمائي أنجزه سنة 1973، وتقديم آخر إنجاز له عنوانه ”حراقة بلوز” المنتَج سنة 2013، بالإضافة إلى عرض الفيلم الثوري ”أبناء نوفمبر” المنتَج سنة 1976. يتجدّد الموعد السينمائي الذي يسطّره الديوان كلّ شهر بحضور المخرج المخضرم موسى حداد. وتمّ برمجة ثلاثة أفلام تُعرض بأربع حصص بقاعة ”الموقار” بالجزائر العاصمة، حيث يقدَّم الفيلم الأوّل ”عطلة المفتش طاهر” يوم 29 جانفي، ويوم 30 جانفي يتم عرض ”أبناء نوفمبر”، ويوم 31 جانفي سيُعرض الفيلم السينمائي ”حراقة بلوز”. المخرج موسى حداد من مواليد الجزائر العاصمة في 21 ديسمبر 1937، يُعدّ فنانا كبيرا. بدأ مسيرته السينمائية مساعدا للمخرج الإيطالي جيلو بونتيكورفو في فيلم ”معركة الجزائر” سنة 1966، و«نزهات الموت في لاريدو” في السنة التالية. وقد استطاع خلال سنتين من بداية التجربة، أن يخرج فيلمه الروائي الأوّل ”عطلة المفتش طاهر” بأجزائه المتعدّدة، الذي يُعد من الأعمال الكلاسيكية الكوميدية في الجزائر، وقد لاقت إعجابا جماهيريا كبيرا، ثم واصل إبداعه في إخراج عدة أفلام أخرى، منها ”أطفال نوفمبر”، ”حسان تيرو ”، ”التحرير” وغيرها. وقد عالج في آخر أعماله السينمائية الهامة، وهو ”حراقة بلوز”، مشكلة الهجرة غير الشرعية من الجزائر إلى أوربا. فيلمه الأوّل الذي أنتجه ”عطلة المفتش طاهر” ورغم مرور أربعة عقود على إنتاجه، فإنّ شهرته مازالت ملموسة في وسط الجمهور الجزائري، ومازال يتذكّر مغامرات المفتش طاهر المضحكة رفقة مساعده التي عاشاها في تونس. ويروي الفيلم قصة أم تراكي؛ سيدة تونسية تقوم بدعوة كل من المفتش الطاهر ومساعده لقضاء عطلتهما في تونس، وقبل مغادرة الجزائر، يركبان سفينة سياحية جزائرية، وفوقها يتم ارتكاب جريمة، وعليهما التحقيق فيها، تمتد الجريمة إلى تونس، وهناك يلتقيان أم تراكي وعائلتها، وتتوالى الأحداث. وبخصوص الفيلم الثوري ”أبناء نوفمبر” فعُرض لأوّل مرة في السينما عام 1976، وهو يصوّر فترة حرب التحرير الوطنية، ويحكي عن الولد مراد بن صافي (قام بدوره المرحوم حمدي عبد القادر)، يبيع الجرائد ليعيل أسرته، مع أب مريض وأم تعيسة، ليتحوّل في ومضة قصيرة، من فتى مغمور إلى المطلوب رقم واحد للشرطة السرية الفرنسية، بعد أن يطلب منه أحد الثوار ”عمي العربي” إيصال رسالة إلى أحد المجاهدين. أما فيلم ”حراقة بلوز” آخر أعمال حداد، فيتناول موضوع الهجرة غير الشرعية من خلال قصة صديقين شابين من العاصمة؛ زين وريان يحلمان بالهجرة إلى إسبانيا بالرغم من أوضاعهما الاجتماعية والعائلية الجيدة، إلاّ أنّ محاولة ”زين” للوصول سرا إلى أوروبا انطلاقا من شواطئ وهران، ستفشل، ورحلة ”ريان” من العاصمة إلى عنابة ستثنيه عن فكرة الهروب. الجمهور مدعو لاكتشاف مجددا أفلام الزمن الجميل وأيام المفتش طاهر، وإعادة مشاهدة الأفلام الثورية بحماسها العهود، وأن ينظر بعين واعية إلى خطورة الهجرة غير الشرعية وأسبابها، التي قد تكون واهية.