أجمع المشاركون في الملتقى الوطني الثاني حول السيرة النبوية الشريفة وقضايا الساعة، على أنّ السيرة النبوية تشكّل مثالا يتعيّن على الإنسانية جمعاء الاقتداء به، حيث أكّد مدير الشؤون الدينية والأوقاف بقسنطينة خلال أشغال الملتقى الذي دام يومين بجامعة ”الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية”، أنّ سكان المعمورة بإمكانهم استلهام الكثير من العبر والدروس والقيم من السنة النبوية الشريفة قصد تصحيح الأخطاء وتقويم الخطايا وإيجاد طريق السعادة والرفاه. الملتقى الوطني الثاني حول السيرة النبوية الشريفة وقضايا الساعة الذي جاء تحت شعار ”هو الذي أيّدك بنصره وبالمؤمنين”، تمحورت المناقشات فيه على وجه الخصوص حول ”حقوق الإنسان في السيرة النبوية”، ”منهج السيرة النبوية في تزكية النفس البشرية وتقويمها في ظل التحديات الآنية والضغوطات المعاصرة”، ”حق المواطنة لغير المسلمين في المجتمع الإسلامي”، ”المنهج النبوي في الحوار” و”قيم المواطنة في السنة النبوية”، إضافة إلى ”ظاهرة الانحراف النفسي والعاطفي” و«طريقة التعامل مع الثقافات الأجنبية الدخيلة”، دعا فيه المحاضرون وأساتذة الفقة من مختلف ولايات الوطن إلى ضرورة مراعاة حق الآخرين في طلب الحق الشخصي وتجنيبهم الضرر بالمغالاة في تطبيق الحق، إضافة إلى التطرّق لسبق النبي صلى الله عليه وسلم لنص كثير من الحقوق التي سبق فيها الإسلام المواثيق والمعاهدات العالمية حول الحرب، السلم، معاملة الأسرى وغيرها من القضايا المطروحة على الساحة العالمية اليوم. كما حذّر أساتذة وباحثون متخصّصون في الشريعة الإسلامية من دعاوى حقوق المرأة في الإعلانات والمواثيق العالمية الهادفة لمسخ الشخصية الإسلامية للمرأة وتحريف سلوكها، داعين إلى اقتباس الحقوق الصحيحة للمرأة من السيرة النبوية، حيث أكّد الأستاذ حسين بن يحيى من جامعة ”الحاج لخضر” بباتنة في مداخلة حول ”حقوق المرأة والطفل في السيرة النبوية” أنّ حقوق المرأة، على غرارها حقوق الطفل، يجب أن يراعى في نصها موافقة قصد الشارع الحكيم وعدم مخالفة السيرة النبوية الشريفة التي أتت بالحقوق الكاملة المستوفاة للمرأة. للإشارة، يندرج هذا اللقاء الذي تمت المبادرة به من مديرية الشؤون الدينية والأوقاف للولاية ضمن توصيات رئيس الجمهورية بجعل ربيع الأول من الشهر الذي ولد فيه النبي محمد عليه الصلاة والسلام، شهرا للنور ولمناصرة آخر الأنبياء والرسل.