نوه وزير الفلاحة والتنمية الريفية، السيد عبد الوهاب نوري، أول أمس، بالعلاقات التي تربط الجزائر بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، بعد أن تم إنجاز 17 مشروعا من طرف المنظمة للنهوض بالإنتاج الفلاحي. وعلى هامش حفل التوقيع على رسالة النوايا بحضور المدير العام لمنظمة "الفاو"، السيد جوزيه غرازيانو داسيلفا، وجه له الوزير دعوة لمرافقة الجزائر في إعداد البرامج التنموية الخاصة بالقطاع بين 2015 /2019 بغرض الاستفادة من المعارف والخبرات لتطوير الإنتاج الفلاحي. وقد جدد الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أول أمس، لدى استقباله المدير العام لمنظمة "الفاو"، جوزيه غرازيانو داسيلفا، التزام الجزائر بالمساهمة في ضمان الأمن الغذائي، داعيا إلى ضرورة مكافحة كافة أشكال الإقصاء لاسيما في مجال الحصول على الماء والغذاء، كما استقبل السيد سلال الوزير الفرنسي للفلاحة، السيد ستيفان لوفول، حيث تم التطرق إلى سبل تطوير التعاون الفلاحي وترقيته إلى مستوى طموحات الطرفين، وأكد الوزير الأول أن رهانات التنمية الفلاحية مرتبطة بضرورة توفير الأمن الغذائي على المستوى العالمي كمصدر وحيد للسلم والاستقرار المستدامين. من جهته، وصف وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، المحادثات التي جمعته مع المدير العام لمنظمة "فاو"، "بالمفيدة جدا" بعد أن تمحورت حول تعزيز العلاقات في كل ما له علاقة بالمساعدة الغذائية التي ينبغي تقديمها لبلدان الجوار لاسيما بلدان الساحل التي "يجب أن تستفيد من خبرة وتجربة الجزائر". وأكد داسيلفا من جهته أنه لا يمكن أن يكون هناك أمن بصفة عامة من دون تحقيق أمن غذائي كونهما مرتبطين ارتباطا وثيقا، مشيرا إلى أنه من "الضروري" مساعدة البلدان على "تعزيز أمنها في المنطقة" مع "ضرورة تشجيع تربية المائيات وإنتاج الموارد الصيدية التي تساهم في ضمان الأمن الغذائي وتوفير مناصب الشغل للشباب". وبمناسبة التوقيع على رسالة النوايا على هامش الاجتماع العاشر لوزراء الفلاحة للدول الأعضاء في المركز الدولي للدراسات الفلاحية العليا لحوض البحر المتوسط "سيام"، أكد وزير الفلاحة، عبد الوهاب نوري، أن الجزائر في حاجة إلى تطوير علاقاتها مع منظمة "الفاو" بغرض اكتساب الخبرة وتنويع مجالات الزراعة لضمان الأمن الغذائي، وعليه تم اقتراح تحويل مكتب الجزائر بالمنظمة إلى مكتب إقليمي ليمس كل المغرب العربي ومنطقة الساحل في المستقبل لتعميم الخبرات والتجارب ما بين الدول الإفريقية لتدعيم التبادل "جنوب- جنوب". كما ذكر الوزير باتفاق الشراكة الذي تم توقيعه خلال الأسابيع الماضية مع ممثل منظمة "الفاو" بالجزائر لتحديد المشاريع المستقبلية وتنظيم زيارات لخبراء من المنظمة لمرافقة وزارة الفلاحة في برامج التنمية ليوجه الوزير، في نهاية اللقاء، دعوة لمدير المنظمة لزيارة الجزائر مرة أخرى للوقوف على المشاريع المنجزة بالتنسيق مع "الفاو". ومن جانبه، أكد السيد جوزيه غرازيانو داسيلفا أن المحادثات التي جمعته مع عدد من الوزراء الجزائريين تؤكد القدرة والقابلية التي تتحلي بها الحكومة الجزائرية لمرافقة دول الساحل في توفير الأمن الغذائي من خلال النهوض بالمجال الزراعي، كما رحب بفكرة تحويل مكتب الجزائر إلى مكتب إقليمي متوسطي لتعميم المشاريع التنموية ومرافقة الدول السائرة في طريق النمو لمكافحة الفقر والمجاعة. ولدى استقبال وزير الموارد المائية للمدير العام لمنظمة «الفاو"، أكد أن اللقاء كان مثمرا بعد أن تم التطرق إلى عدة مجالات منها الري الفلاحي وطرق دعم التجربة الجزائرية على ضوء التجارب المشابهة عبر دول العالم، مشيرا إلى عزم وزارته على عصرنة تقنيات السقي من خلال عقلنة استغلال الموارد المائية، وفي هذا الإطار يقول السيد نسيب انه سيتم تكوين إطارات من الديوان الوطني للسقي للتحكم في التقنيات الحديثة واختيار أحسن الطرق لاقتصاد المياه خاصة وأن الوزارة عازمة على تخصيص كميات إضافية من مياه السدود لتلبية طلبات القطاع الفلاحي، على أن لا يتم التأثير على طلبات المواطنين في مجال مياه الشرب. موضحا أن وزارة الموارد المائية ستلجأ إلى خبراء "الفاو" للتحكم في تقنيات تسيير المحيطات الفلاحية الكبرى، مع عصرنة تقنيات استغلال المياه المطهرة في سقي بعض المحاصيل الزراعية وهي التجربة التي استقطبت اهتمام مدير "الفاو" الذي أبدى عزمه على مرافقة الجزائر حتى تكون تجربتها رائدة. كما استغل وزير الصيد البحري والموارد الصيدية، السيد سيد أحمد فروخي، فرصة لقائه مع مدير "الفاو" لاستعراض مجالات الشراكة ما بين الوزارة والمنظمة فيما يخص تطوير مجال الصيد الحرفي للسمك وإعداد دليل خاص به يسمح بحماية الثروة السمكية وحماية حقوق الصيادين الحرفيين، مع استغلال معارف المنظمة لإنجاح مشاريع تربية المائيات سواء في الأقفاص العائمة بالبحر أو داخل الأحواض المائية الخاصة بالفلاحين، على أن يتم اللجوء إلى "الفاو" لاختيار مناطق استزراع السمك ونوعية التجهيزات التقنية التي يجب توفيرها لتطوير هذا المجال الذي تعول عليه الوزارة لاستدارك العجز المسجل في الصيد البحري، من جهة أخرى تطمح الوزارة حسب تصريح السيد فروخي إلى إشراك منظمة "الفاو" في عملية عصرنة المسامك لتحسين مسالك تسويق المنتوج السمكي بالنظر إلى التجربة التي تكتسبها المنظمة.