دعا المشاركون في اللقاء الدراسي حول ”المسرح الجامعي واقع وآفاق والتزام” بجامعة باتنة، إلى ضرورة التأسيس لمهرجان وطني يعنى بالمسرح الجامعي في الجزائر، وأكّد المتدخلون في أشغال التظاهرة التي تحتضنها كلية الآداب واللغات، قسم اللغة العربية وآدابها، من أكاديميين، جامعيين ومهتمين بأب الفنون، بأن تجربة المسرح الجامعي في الجزائر جديرة بالاهتمام من خلال ما تقدمه في هذا الميدان منذ سنوات جامعات باتنة، سيدي بالعباس وبسكرة. فجامعة باتنة، حسب المدير الفرعي للنشاطات الثقافية، العلمية، الرياضية ورئيس جمعية ترقية النشاطات الثقافية بجامعة باتنة، السيد ياسين بوبشيش، كانت السباقة إلى تنظيم الطبعتين الأولى والثانية سنتي 2000 و2004 للمهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي وبحوزة فرقتها المسرحية إلى حد الآن 11 مسرحية، ولم تغفل التدخلات عن المستوى الذي وصلت إليه بعض الفرق المسرحية الجامعية الجزائرية، ومنها تلك التي تنشط بجامعة باتنة، حيث توجت بعدة جوائز مغاربية وعربية في السنوات القليلة الماضية. تميزت التظاهرة التي لاقت إقبالا كبيرا من طرف المهتمين بالمسرح الجامعي في يومها الأوّل، بتكريم خاص للدكتور صالح لمباركية من جامعة باتنة، وهو من الوجوه البارزة التي ساهمت في إرساء أسس المسرح الجامعي على الصعيدين الوطني والمحلي، حسب المشاركين. وروى الدكتور الذي تم تكريمه بالمناسبة ل”وأج”، كيف تم اختياره في نهاية السبعينيات ضمن أول فرقة للمسرح الجامعي في الجزائر من طرف المسرحي الجزائري المعروف الراحل مصطفى كاتب الذي كان - يضيف المتحدث - أول من اهتم وأسس بعد ذلك للمسرح بالجامعة الجزائرية. من جهته، ذكر الدكتور السعيد بن ابراهيم رئيس قسم اللغة العربية بجامعة باتنة، الذي كان ضمن أوّل فرقة مسرحية جامعية على المستوى الوطني التي قدمت سنة 1979 مسرحية ”الجنرال كليبار” التي كتب نصها المسرحي المصري ألفريد فرج وأخرجها مصطفى كاتب تحضيرا للمشاركة في تظاهرة المسرح الجامعي بنفس السنة، حسب المتحدث، بأن الدكتور صالح لمباركية، إلى جانب حضوره ميلاد المسرح الجامعي الجزائري على أيدي الفقيد مصطفى كاتب، قدم الكثير للمسرح على الصعيدين الوطني والمحلي. وأضاف الدكتور بن إبراهيم بأن الدكتور لمباركية كان له حضور مميز ومشاركات كباحث أكاديمي ومهتم بالمسرح في العديد من التظاهرات الدولية والوطنية داخل وخارج الجزائر، بالإضافة إلى إشرافه على دورتين في الماجستير؛ الأولى سنة 2005 والثانية سنة 2007، تخصص مسرح وأداء مسرحي لحوالي 30 طالبا كلهم اليوم أساتذة في جامعات بومرداس، البويرة، ميلة، جيجل، سطيف، قسنطينة، المسيلة، الوادي، ورقلةوباتنة، كما له العديد من المؤلفات حول أب الفنون. أمّا عميد كلية الآداب واللغات بجامعة باتنة، الدكتور ضيف عبد السلام، فأوضح أن هذه المبادرة التي تنظم بالتنسيق مع المديرية الفرعية للأنشطة العلمية، الثقافية والرياضية بجامعة الحاج لخضر تهدف إلى ترقية الممارسة المسرحية داخل الجامعة والاهتمام بهذا النوع من الفنون، مع العمل على التأسيس لمهرجان وطني، ودولي خاص بالمسرح الجامعي بباتنة. وكشف مدير جامعة باتنة الدكتور طاهر بن عبيد خلال تدخله بالمناسبة، عن انتظار السنة المقبلة، فتح مسار جديد خاص بالمسرح بباتنة لتتوفر بذلك جامعة الحاج لخضر على كل مسارات نظام الليسانس- ماستر- دكتوراه، بعد فتح السنة الحالية لمسار الأمازيغية، مؤكدا أن إدارة الجامعة محليا ستعمل على توفير كل الإمكانات اللازمة لتطوير هذا المسار الجديد الذي سيفتح آفاقا للتكوين الفني الأكاديمي في أب الفنون. ونظّم على هامش هذا اللقاء الذي دام يومين معرضان؛ الأول خاص بالكتاب المهتم بالمسرح والثاني للصور الفوتوغرافية التي تعكس مسيرة المسرح الجامعي على المستويين الوطني والمحلي، منها صور لأول فرقة مسرحية جامعية بالجزائر مع منشئها الراحل مصطفى كاتب.