تعد ولاية المدية من أقل ولايات الوطن استفادة من شبكة الغاز الطبيعي رغم موقعها الجغرافي، المتواجد بين أنبوب غليزان- الجزائر العاصمة جهة شمالها الغربي، وأنبوب حاسي الرمل- كاب جنات جهة الشرق، وأنبوب ثالث يمتد من حاسي الرمل إلى غاية منطقة أرزيو بجنوبها الغربي، ومع ذلك فإن شبكة إيصاله بقيت محصورة بعاصمة التيطري المدية والبرواقية منذ 1969، بنسبة تغطية لا تتعدى 18بالمائة. ليتم توصيله إلى المدن القريبة من أنبوب الضغط، كبلدية ذراع سمار ب 4 كلم غرب المدية وبن شيكاو ب12 كلم جنوبالمدية، ومدينة وزرة ب9 كلم عن مدينة المدية، التي دخلت حيز الاستغلال سنة 2004، لتصبح نسبة التغطية ب25 بالمائة، حسب تقرير نفس المديرية المقدم في دورة المجلس الشعبي الولائي في دورة ماي2005. وبالموازاة، تم برمجة ثلاث مدن بوغزول، عين بوسيف وقصر البخاري، لربطها بالشبكة من المحول سيدي عيسى وتحديدا من نقطة عين الحجل بسيدي عيسى بالنسبة لأنبوب حاسي الرمل - كاب جنات، في إطار برامج الثلاثية، أضاف تقرير المديرية. وفي إطار البرنامج التكميلي لرئيس الجمهورية عند زيارته لولاية المدية بداية 2004، خصص 120 مليار سنتيم لقطاع الطاقة والمناجم لربط عشر بلديات بالمادة، وهي وامري، حربيل، أولاد إبراهيم وتمزقيدة بشمال الولاية، وأم الجليل، بوغار، الشهبونية، شلالة العذاورة وسانق بالجنوب الغربي والشرقي للولاية. وبحكم تغذية محطة توليد الكهرباء بالبرواقية بالغاز الطبيعي، ابتداء من المحول في طور الإنجاز -آنذاك- لمدينة قصر البخاري من سيدي عيسى، وكذا مرور أنبوب الغاز الطبيعي، عبر بلديات الشهبونية، البواعيش، دراق وسي المحجوب نحو منطقة شرشال بشمال البلاد، اقترحت البلديات السالفة الذكر للربط بشبكة الغاز بمبلغ متوقع ب 2432547000د.ج عام 2005.
20 بلدية بشرق الولاية تعيش على أحلام الاستفادة من الغاز رغم مختلف صيغ البرنامج ”الوطني-التكميلي والهضاب العليا” فإن شرق الولاية ب20 بلدية لم يستفد لحد الآن بهذه المادة الضرورية، في حين تم تسجيله عدة مرات لكن على الورق فقط، وحسب مصادرنا فأن البلديات السالفة تم اقتراح ربطها بشبكة الغاز الطبيعي، في إطار برنامج سهل بني سليمان المتربع على 270 ألف هكتار، حيث قوبل الاقتراح بالإيجاب، وتم إيفاد لجنة تقنية تقويمية لسهل متيجة الثانية، التي اتصلت بالبلديات المعنية بالدراسة لربطها من نقطة بئر غبالو بولاية البويرة المتاخمة لحدود شرق المدية، وللتأكد من صحة المعلومات الخاصة، اتصلنا بخولاني أحمد رئيس بلدية بني سليمان 1985-1989، حيث أكد بدوره ”لقد تمت عملية دراسة المشروع سنة 1989”، وحسب اللجنة التقنية المؤقتة، كما أضاف، فإن أصل الأنبوب ينطلق من بئر غبالو ومن النقطة ”أ” مرورا ببلديات: السدراية، القلب الكبير مقر الدائرة ثم بني سليمان في مرحلته الأولى، ومن نفس النقطة يمد أنبوب نقال ثان إلى كل من العزيزية مقر الدائرة فمزغنة ثم تابلاط مقر الدائرة، وأن الدراسة حسب محدثنا استغرقت قرابة أربعة أشهر، وكان من المقرر انطلاق أشغال النقل ثم الربط في السنة الموالية، ويبدو أن المشروع قبر ولم ير النور، وهذا لعدم تخصيص غلاف مالي له، بمبرر الأزمة الاقتصادية التي تعرضت لها البلاد منذ 1986.
المدية ستشهد طفرة نوعية في رفع النسبة إلى 85 بالمائة وأوضح عبد الهادي بركات مدير الطاقة والمناجم بالمدية أن البلديات المتبقية ال34 سيتم ربطها خلال الشطر الثاني، بدءا من 2014 ولغاية 2019 على وجه التقريب، وفق برنامج الحكومة الذي استفادت منه الولاية، الشيء الذي يرفع نسبة التغطية من 42 إلى 85%، وعن الغلاف المالي المعتمد حصره ذات المسؤول في 890 مليار سنتيم، منها 100مليار سنتيم من البرنامج التكميلي الذي استفادت منه الولاية عند زيارة الوزير الأول في سبتمبر 2013، والمخصص للغاز الطبيعي. أما فيما يخص البلديات المبرمجة خلال 2014، فتتمثل في 15 بلدية، بينها 10 بلديات بشرق الولاية العمارية، خمسة جوامع، القلب الكبير، بني سلمان، الميهوب، بوسكن، السواقي، بئر بن عابد والسدراية من محول بئر غبالو والعزيزية بشرق الولاية، وهذا من أنبوب ضغط الغازبقطر 16 بوصة، يربط البرواقية- تابلاط ولغاية بلدية صوحان التابعة للبليدة شمال تابلاط، على طول 77.08كلم و1612.35كلم طول شبكة التوزيع، وأما رقم الوصلات المزمع إيصالها إلى المستفيدين فتبلغ نحو 24118 وصلة، حسب محدثنا، بما فيها البلديات الخمس الأخرى، بمناطق متفرقة من تراب ذات الولاية، بغلاف مالي يقدر ب8896 مليون سنتيم. أما بالنسبة للشطر الأول خلال2013، فأفاد رئيس مصلحة الدراسات وإنجاز مشاريع الغاز الطبيعي بمؤسسة توزيع الكهرباء والغاز بالمدية، السيد سعيد الميسوم، أن المدية استفادت في إطار المخطط الخماسي الثاني في شطره الأول 2013 على مستوى بلديتي سغوان ومجبر لقربهما من شبكة نقل الغاز للضغط المرتفع، بطول 56 كلم بالنسبة لشبكة إيصال المادة لأزيد من 877 منزل بتكلفة 81 مليون سنتيم. أما بالنسبة لبلدية مجبر المجاورة فقد استفادت 850 عائلة قاطنة، وحسب محدثنا، فإن الأشغال ستنتهي خلال هذا العام، إضافة إلى برنامج ربط الأحياء والتجزئة الاجتماعية، لربط أحياء ومجمعات سكنية بكل من المدية والبرواقية وبن شيكاو، وكذا توسيع شبكة التوزيع ببلدية أولاد أمعرف، وأن طول شبكة النقل بالنسبة للشطر الأول، بلغت 127كلم مقابل2551 وصلة بمبلغ مالي قدره محدثنا ب23.53 مليار سنتيم.