احتضنت ولاية بومرداس، أمس، الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى 52 لعيد النصر، تحت إشراف وزير المجاهدين، السيد محمد الشريف عباس، بحضور الأمين العام لمنظمة المجاهدين، السعيد عبادو. وفي كلمته في الندوة التاريخية التي أقيمت بالمناسبة، ذكر الوزير بأن هذه المحطة تعد حاسمة في تاريخ الجزائر خاصة وأنها حققت الهدف الكبير (الاستقلال) الذي انتظره الجزائريون جيلا بعد جيل وبذلوا من أجله بسخاء ما لا يمكن عده من الأرواح والصبر على المعاناة. أكدت هذه المحطة التاريخية المتمثلة في يوم النصر -يضيف السيد عباس- أن الجزائر عادت لأهلها وإلى حقيقتها الحضارية والتاريخية والوطنية. وسيبقى هذا النصر ويستمر مع الزمن في الإشعاع بقوته لكل الأجيال الحالية واللاحقة". ولم يتحقق ذلك النصر -يضيف الوزير- إلا بفضل الوعي الناضج والدراية الكاملة بنوعية الرهانات وطبيعة الخيارات والتطابق بين التصرف المطلوب والهدف المرغوب". وفي سياق كلامه عن الحاضر، أكد محمد الشريف عباس بأن الجزائر حققت بفضل سياسة المصالحة الوطنية وعودة السلم والسكينة العامة، نتائج معتبرة في مختلف المجالات التنموية وستشهد هذه الإنجازات -يضيف- مزيدا من الاتساع والتنوع في الآجال القريبة بفضل ما سطر من برامج تنموية. وتضمنت الاحتفالات بهذا اليوم التاريخي، بعد مراسم رفع العلم الوطني ووضع باقة من الزهور بالنصب التذكاري، معاينة مشروع إنجاز نصب تذكاري بساحة 5 جويلية بوسط المدينة أين استمع لعرض مفصل حول هذا المشروع المزمع تدشينه يوم 5 جويلية القادم. وبعد تفقد الوزير لمشروع إنجاز مقر جديد لمديرية المجاهدين، قام بتسمية كل من حي 574 مسكنا بالساحل بضواحي مدينة بومرداس باسم الشهيد قنطار علي وأبناؤه وتسمية حديقة 800 مسكن بواجهة البحر بنفس المدينة بحديقة النصر. وزار الوفد الوزاري بعد ذلك معرضا تاريخيا أقيم بالمناسبة ببهو دار الثقافة لمدينة بومرداس قبل حضور ندوة تاريخية عقدت بقاعة المحاضرات لمقر الولاية نشطها السيد جمال يحياوي بعنوان "الطريق إلى تحقيق اتفاقية وقف إطلاق النار" سلم الوزير لعميدة جامعة أمحمد بوقرة 500 عنوان حول تاريخ الجزائر. كما شهدت العديد من الولايات، تظاهرات مخلدة لنفس الذكرى حيث تم، بولاية الجزائر، تكريم عدد من المجاهدين من المحكوم عليهم بالإعدام إبان الثورة التحريرية بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين المخلدة لعيد لنصر. وكان انطلاق الاحتفال بهذه الذكرى انطلاقا من مقبرة الشهداء ببلدية الكاليتوس، حيث تم الاستماع للنشيد الوطني ووضع إكليل من الزهور ترحما على أرواح الشهداء الطاهرة. وبشرق البلاد، تميز إحياء عيد النصر بتنظيم عديد الأنشطة ذات الطابع التنموي الاجتماعي-الاقتصادي، بالإضافة إلى الترحم على أرواح الشهداء. وبقسنطينة توجهت سلطات الولاية رفقة وفد من المجاهدين وأبناء الشهداء وممثلي المجتمع المدني إلى بلدية عين سمارة، حيث تم ربط 100 سكن بالغاز بحي بوخالفة المسمى ب"الكلم 13" بالمكان المسمى "الماء البارد". كما تم بالمناسبة تدشين عدة مرافق وتوزيع الهدايا والجوائز على الفائزين في التظاهرات الثقافية الرياضية التي أقيمت بالمناسبة. أما بولايات الجنوب، فتميزت الاحتفالات بالمناسبة بإقامة مراسم الترحم على أرواح الشهداء الطاهرة وتنظيم معارض تاريخية ونشاطات إحتفالية متنوعة إلى جانب تدشين منجزات جديدة. وحضرت السلطات الولائية وجموع من المجاهدين وأبناء الشهداء والمواطنين بهذه الولايات مراسم رفع العلم الوطني ووضع باقات من الزهور بالنصب التذكارية وقراءة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء الزكية. وقد احتضنت الاحتفالات الولائية بورقلة هذه السنة دائرة البرمة الحدودية التي قامت بها السلطات الولائية بإطلاق أسماء الشهداء على عدد من المؤسسات التربوية ومعاينة عدة مشاريع تنموية التي استفادت منها هذه الجماعة المحلية. وتميزت الاحتفالات المخلدة لذكرى 19 مارس بولايات غرب الوطن، بتنظيم العديد من التظاهرات لاسيما تسمية هياكل تابعة للجيش الوطني الشعبي بأسماء شهداء ومجاهدي ثورة التحرير المجيدة. وبولاية تيارت أشرف اللواء سعيد بأي قائد الناحية العسكرية الثانية على تسمية مدرسة ضباط الصف للإشارة بتيارت باسم الشهيد حمايدية الطاهر المدعو "سي الزوبير". وفي تدخله خلال مراسم التسمية، ذكر اللواء بأن هذه العملية تأتي تطبيقا لتعليمات الفريق نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي لتسمية بعض الهياكل التابعة للجيش الوطني الشعبي بأسماء شهداء ومجاهدي الثورة التحريرية.