ارتفع عدد الجزائريين ليبلغ 38.7 مليون نسمة، بالرغم من انخفاض معدل النمو الديموغرافي الذي تراجع إلى 2.07 بالمائة، بسبب تراجع عدد المواليد، حتى وإن كان عدد الزيجات قد عرف ارتفاعا معتبرا. وتميزت السنة المنصرمة بارتفاع معدل الحياة بالجزائر إلى 77 سنة وطغيان عدد المواليد الذكور على عدد المواليد الاناث، فلكل 105 ذكور تولد 100 أنثى. تلك هي أهم المؤشرات التي تضمنتها النشرية الأخيرة للديوان الوطني للاحصائيات حول وضعية النمو الديموغرافي بالجزائر، إذ أشارت إلى أن عدد السكان المقيمين بالجزائر في جانفي 2014 بلغ حوالي 38.7 مليون نسمة، بزيادة طبيعية قدرت ب795 ألف نسمة، خلال 2013، وهي أقل من الزيادة المسجلة في 2012 ب14 ألف نسمة، وبذلك انتقل معدل النمو الديموغرافي الطبيعي من 2.16 بالمائة إلى 2.07 بالمائة. ويتوقع أن يصل عدد الجزائريين في جانفي 2015 إلى حوالي 39.5 مليون نسمة. وأوضحت النشرية أن السنة المنقضية عرفت تسجيل 963 ألف ولادة حية و168 ألف حالة وفاة و388 ألف زواج. وأهم ماميز الحالة الديموغرافية للجزائر، خلال نفس السنة، هو انخفاض عدد الولادات الحية -الذي تسبب في انخفاض معدل النمو الديموغرافي الطبيعي- وانخفاض الوفيات وكذا انخفاض طفيف لوفيات الأطفال، مقابل ارتفاع معتبر لعدد الزيجات. وبالنسبة للولادات، عرفت سنة 2013 تسجيل 963 ألف ولادة جديدة بمعدل 2600 ولادة يوميا. وتتوزع الولادات حسب الجنس بنسبة 105 ذكور لكل 100 أنثى، وهو مايعني أن عدد الذكور أكبر من عدد الاناث. وأشار الديوان الوطني للاحصاء إلى أن عدد الولادات عرف انخفاضا ب15 ألف ولادة حية مقارنة بسنة 2012 أي بنسبة 1.6 بالمائة، مشيرا إلى أنه أول تراجع تعرفه الولادات منذ 2003، وهو ما أدى إلى انخفاض المعدل الخام للولادات الذي انتقل من 26.08 في الألف في 2012 إلى 25.14 في الألف سنة 2013. وكذلك عرف المعدل العام للخصوبة انخفاضا منتقلا من 3.02 إلى 2.93 طفل لكل امرأة في نفس الفترة. كما لوحظ استمرار انخفاض متوسط السن عند الانجاب بنفس وتيرة السنوات الماضية بتراجع 0.1 نقطة في السنة، إذ وصل إلى 31.4 سنة. وعرفت سنة 2013 انخفاضا في عدد المواليد المتوفين، إذ انتقل من 15795 في 2012 إلى 15009 في 2013 أي انتقل من نسبة 15.9 في الألف إلى 15.4 في الألف. وفيما يخص الوفيات، بينت أرقام الديوان أن حجمها بلغ 168 ألف في 2013 بانخفاض نسبته 1.1 بالمائة مقارنة ب2012 وهو مايفسر انخفاض المعدل الخام للوفيات الذي انتقل من 4.53 في الألف إلى 4.39 في الألف بين 2012 و2013. وهو الانخفاض الذي أدى إلى ارتفاع في معدلات الحياة التي انتقلت من 76.4 سنة إلى 77 سنة، أي زيادة ب7 أشهر عموما، وتختلف الزيادة حسب الجنس، إذ تبلغ 8 أشهر لدى الذكور و6 أشهر لدى الاناث. وبالنسبة لوفيات الرضع، تشير الأرقام إلى أن حجمها قدر ب21586 في 2013 بانخفاض طفيف مقارنة ب2012، إذ بلغ 0.2 نقطة مسجلا نسبة 22.4 في الألف. وحسب النشرية، فإن أهم انخفاض في وفيات الرضع سجل بين 2002 و2007 ب1.7 نقطة، في حين تراجعت الوتيرة بين 2008 و2013 لتدور في حدود 0.6 نقطة، مع العلم أنه بين 2002 و2013 سجل انخفاض ب12.3 نقطة في وفيات الأطفال الرضع. بالمقابل، فإن سمة الاستقرار طبعت احتمال الوفاة لدى الأطفال الأقل من 5 سنوات بين 2012 و2013، وهو ما أرجعه الديوان إلى الانخفاض الطفيف في وفيات الرضع المتزامن والزيادة في احتمال الوفاة لدى الأطفال بين سنة و4 سنوات والذي انتقل من 3.5 في الألف إلى 26.1 في الألف. ويظهر تطور هذا المؤشر -حسب احصاءات الديوان- بين 1990و2013 انخفاضا في مستوى وفيات الأطفال الأقل من 5 سنوات والذي تقلص بأكثر من النصف، حيث انتقل من 55.7 في الألف إلى 26.1 في الألف. وعرفت سنة 2013 “زيادة جد معتبرة” على حد تعبير النشرية في الزيجات بالجزائر، حيث سجلت مصالح الحالة المدنية 387 974 عقد قران بارتفاع نسبته 4.6 بالمائة مقارنة بسنة 2012. إذ ارتفع المعدل الخام للزيجات من 9.90 في الألف إلى 10.13 في الألف بين السنتين. وبخصوص التركيبة السكانية، فإن جداول الديوان الوطني للاحصائيات توضح “تواصل الارتفاع في فئة السكان الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات التي انتقلت من 11.2 بالمائة إلى 11.4 بالمائة بين 2012 و2013”، «تواصل ارتفاع فئة السكان الأقل من 15 سنة التي انتقلت 27.9 بالمائة إلى 28.1 بالمائة”، “تواصل انخفاض الفئة السكانية في سن النشاط الاقتصادي (بين 15و59 سنة) منتقلة من 64 بالمائة إلى 63.6 بالمائة بين 2012 و2013”، “تواصل ارتفاع نسبة الفئة التي تتجاوز ال60 سنة منتقلة من 8.1 بالمائة الى 8.3 بالمائة، أي مايعادل 3.188 مليون نسمة” و«ارتفاع نسبة فئة النساء في سن الانجاب ب100 ألف امرأة في 2013 مقارنة ب2012 ليبلغ 10.6 ملايين امرأة.