تشهد عديد مكاتب الاقتراع المتنقلة التي انطلقت بها، أمس الإثنين، عملية التصويت في إطار الانتخابات الرئاسية ليوم 17 أبريل، توافدا معتبرا للناخبين من البدو الرحل. ويسجل في هذا الصدد بالمكتب المتنقل فضنون-إيفني-تاغسا (170 كلم عن مقر ولاية إيليزي )، والذي يحصي 351 ناخبا، منذ الساعات الأولى من افتتاحه إقبالا واسعا من قبل المواطنين المسجلين في القوائم الانتخابية بمنطقة "فضنون" النائية كما لوحظ بعين المكان. وبالمناسبة، أوضح رئيس المكتب، السيد بن عاشوراء محمود، أن العملية الانتخابية "التي انطلقت في ظروف حسنة تتواصل بشكل عادي"، مؤكدا في نفس الوقت أن كل الإمكانيات المادية والبشرية قد سخرت من أجل إنجاح هذا الاستحقاق، من بينها توفير 11 سيارة رباعية الدفع و7 مؤطرين وبحضور أجهزة الأمن. ومن جانبه، أشار همة بن حمدي، ممثل المترشح الحر علي بن فليس على مستوى هذا المكتب المتنقل، إلى أن عملية الاقتراع "تجري في أجواء عادية ولم تسجل أي تجاوزات إلى حد هذه الساعة". وعبر عدد من المواطنين بعد الإدلاء بأصواتهم في هذا المكتب المتنقل بمنطقة "فضنون" عن "ارتياحهم" للقيام بواجبهم في ظروف "جيدة" واختيار المترشح الذي سيقود البلاد خلال العهدة الرئاسية المقبلة. وفي هذا السياق، ذكر أحد الشباب (30 سنة) بأن الانتخابات واجب وطني، متمنيا في الوقت ذاته من المترشح الذي سيحظى بثقة الشعب الجزائري أن "يواصل جهود تنمية المناطق النائية ويعمل على تحسين الإطار المعيشي لقاطنيها". نفس الأجواء تشهدها المكاتب المتنقلة بولاية تندوف التي تعرف توافدا للناخبين من البدو الرحل الذين شكلوا طوابير من أجل الإدلاء بأصواتهم واختيار المترشح الذي سيقود المرحلة القادمة للبلاد. ولم تثن المسالك الوعرة وكذا الحرارة المرتفعة التي ميزت هذا اليوم منطقة "وادي الخرب" بإقليم بلدية أم العسل المواطنين عن الحضور إلى المكتب المتنقل الذي خصص لسكان هذه المنطقة لأداء واجبهم الانتخابي الذي "اعتبروه أكثر من ضروري في هذا الظرف بالذات". وكان من بين الناخبين الشيخ أبا السيد السالك (72 سنة) أحد سكان منطقة "وادي الخرب" الذي دعا بعد الإدلاء بصوته بهذا المكتب المتنقل كافة المواطنين إلى عدم التأخر في أداء واجبهم و«عدم ترك الفرصة للمتربصين بالبلاد". وسجل بهذا المكتب المتنقل قيام أكثر من 50 بالمائة من عدد المسجلين بواجبهم الانتخابي وهو يحصي ما مجموعه 774 مسجلا، فيما تجاوزت نسبة المشاركة في بعض المكاتب المتنقلة الأخرى 55 بالمائة من عدد المصوتين، كما ذكرت مديرية التنظيم والشؤون العامة لولاية تندوف. للتذكير، فإن عملية الاقتراع للرئاسيات القادمة قد انطلقت ب72 ساعة قبل الموعد، وذلك عبر 46 مكتب تصويت متنقل بولايات ورقلة وتندوف وإيليزي وتمنراست، وتتواصل إلى غاية يوم الخميس المقبل. وستجوب هذه القوافل الانتخابية المتنقلة مختلف المناطق والقرى النائية والتجمعات المعزولة المنتشرة عبر أقاليم هذه الولايات بما يسمح للمواطنين القاطنين بها بانتخاب المترشح الذي اختاروه بكل حرية ليقود البلاد في العهدة الرئاسية القادمة. أما بولاية ورقلة، فقد انطلقت عملية التصويت في إطار هذه الرئاسيات عبر مكتبين متنقلين بكل من منطقتي بركايز وغرد الباقل ببلدية البرمة الحدودية والتي تحصي ما مجموعه 1.243 مسجلا في القوائم الانتخابية حسب مسؤولي الولاية. ونفس الأجواء تعيشها المكاتب المتنقلة المخصصة للانتخابات الرئاسية لسنة 2014 بولاية تمنراست، بأقصى الجنوب الكبير، حيث بدأت عملية التصويت في ظروف تنظيمية محكمة على مستوى 22 مكتب اقتراع متنقل التي تم فيها تقديم الانتخابات بمدة 72 ساعة من الموعد، وذلك من بين 34 مكتب تصويت متنقل خصص لهذا الموعد الانتخابي بهذه الولاية. وشرع السكان من البدو الرحل والقاطنين في القرى المعزولة من بلدية تمنراست، التي خصصت لها 7 مكاتب متنقلة، في الإدلاء بأصواتهم لصالح المترشح الذي اختاروه لرئاسة البلاد في العهدة الجديدة. وستجوب هذه المكاتب المتنقلة عديد القرى الواقعة بإقليم بلدية عاصمة الولاية على غرار أمسل وتيقاناوين وإيفق وإغريمبيت وتهفت وإندلاغ وتهاوهوت، كما أوضح مدير التنظيم والشؤون العامة مصطفى بوصوار. أما المكاتب المتنقلة الأخرى فتتوزع بين 2 بتاظروك و4 بإدلس و2 بتيت و4 بعين أمقل و1 بتين زواتين الحدودية ومكتبين متنقلين بعين صالح وفق المصدر. وطبقا للمادة 30 من القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات، انطلقت العملية الانتخابية للرئاسيات الخاصة بالبدو الرحل في المناطق الصحراوية والمعزولة، أمس الاثنين، عبر 167 مكتب تصويت متنقل لتستمر على مدار أربعة ايام. وسيتواصل التصويت، اليوم الثلاثاء، عبر 47 مكتبا متنقلا لصالح 33.000 ناخب في مناطق تابعة لولايات ادرار وبشار وتمنراست والوادي والنعامة على أن تستمر يوم غد الاربعاء عبر 70 مكتبا متنقلا لصالح 32.000 ناخب بمناطق تابعة لأدرار والأغواط وباتنة وبشار والوادي في حين سيتم التصويت في باقي المناطق يوم الخميس 17 أفريل. وكان مدير الحريات العامة والشؤون القانونية بوزارة الداخلية والجماعات المحلية، محمد طالبي، قد ذكر أول أمس الأحد، أن الجهاز التنظيمي والتقني واللوجيستيكي للانتخابات قد "تعزز بآليات وضمانات جديدة تجعل من الانتخابات الرئاسية الجزائرية اقتراع في مستوى المعايير الدولية".