اختارت سعاد شيخي يوم 16 أفريل الموافق ليوم العلم كمناسبة احتفالية لتكريم 50 مسنا ومسنة من الذين يباشرون بعض الأنشطة الحرفية، مثل الخياطة، الطرز وصنع الحلويات، ودعت بالمناسبة كل الأبناء إلى العناية والاهتمام بآبائهم، خاصة أن قانون المسن لسنة 2010 أورد بعض الامتيازات التشجيعية التي تخفف على الأبناء جزءا من العبء المالي. في جو احتفالي بهيج سادته الكثير من العواطف الصادقة والدفء العائلي والتراحم الأسري، انطلق الحفل التكريمي الذي اختارت رئيسة الجمعية سعاد شيخي أن تحييه في قاعة للحفلات شعر فيها المسنون بالكثير من الاهتمام... بدأ الحفل بآيات من القرآن الكريم، تلته بعض الأناشيد الترحيبية التي أداها أطفال وقدموها هدية للمسنين، بعدها تم تقديم كلمة حول يوم العلم تم فيها التأكيد على أهمية العلم والتعلم للصغار والكبار على حد سواء، وهي الرسالة التي حملها العلامة عبد الحميد بن باديس ودافع عنها، لتباشر بعدها مراسم التكريم، حيث وزعت على المسنين هدايا قيمة، من بينهم إطارات قدموا خدمات جليلة للجزائر، على غرار بعض المجاهدين والوزراء السابقين، وكذا بعض المخترعين باعتبار أن المناسبة الاحتفالية هي يوم العلم، يتم فيها تذكر علماء الجزائر من المبدعين. قالت سعاد شيخي بأن الجمعية تسعى في كل مناسبة إلى إشعار المسنين بأنهم غير منسين، وهناك دائما من يهتم بهم، لأن يوم العلم مناسبة مهمة في أجندتنا الوطنية ارتأينا أن نبرز ما يمكن لهؤلاء المسنين القيام به، حيث اخترنا بعضهم من ثلاثة مراكز هي؛ باب الزوار، سيدي موسى ومركز دار الحسنة بالعاصمة، وقمنا بتنظيم معرض صغير أظهرنا فيه أهم ما يمكن لهؤلاء القيام به، مشيرة إلى أن أهم انشغال لايزال يشكل عقبة عند الحديث عن التكفل بالأشخاص المسنين، هو غياب المساعدة الاجتماعية على مستوى البلديات، لأن المساعدة الاجتماعية تتكفل بخدمة هؤلاء المسنين وهي الوحيدة التي يحق لها اقتحام خصوصية الأسر الجزائرية. من جهتها، ثمنت السيدة جغال مسؤولة مركز ”دار الحسنة” المبادرة التي أقدمت عليها جمعية الإحسان، قائلة بأن المسنين في مجتمعنا في أمس الحاجة إلى من يتذكرهم أو يجلس إلى جوارهم لتفقد أحوالهم حتى لا يشعروا بالتهميش. اقتربت ”المساء”من بعض المسنات المكرمات، فكان لنا حديث مع السيدة ويزة عبيد مجاهدة، بدت علامات الفرحة والسرور على محياها، وعندما سألناها عن شعورها بالتكريم، كررت عبارة واحدة مفادها أنها تفرح كثيرا عندما يتم تذكرها، واغتنمت المناسبة لتوجيه نداء إلى كل الأبناء قائلة: ”خلال الحقبة الاستعمارية لم نتخل عن أوليائنا، بل كنا نحرص عليهم كل الحرص رغم الجوع، الفقر وظلم المستعمر، واليوم الحمد لله ننعم بالحرية ونعيش في الأمن والسلم، لذا أعتقد أنه ما من سبب يبرر ترك الأبوين في دور العجزة، ومهما كانت الخدمات التي تقدمها هذه الدور إلا أنها لا تعوضهم دفء الجو الأسري”.