اعتبر الخبير الاقتصادي نيكولا ساركيس مدير المركز العربي للدراسات النفطية الكائن مقره في باريس، أن مطالبة الاوبك برفع إنتاجها لاحتواء "ارتفاع أسعار النفط يعد مطلبا لا مسؤولا" . وتطرق الخبير في افتتاحية مجلة المركز العربي للدراسات النفطية "البترول والغاز العربيان" في عددها الذي سيصدر في الفاتح من جويلية إلى اجتماع 22 جوان المنعقد في جدة بين أهم المستهلكين والمصدرين، معتبرا أنه "ليس من الغريب أن تسجل الأسعار ارتفاعا آخرا عوض توجهها نحو الانخفاض غداة لقاء دولي عقد لتهدئة السوق وكسر دوامة الارتفاع التي تتواصل منذ خمس سنوات بفعل التوترات الجيو سياسية المختلفة لا سيما التهديدات ضد إيران". واستنتج أن "هذا الواقع ينبغي أن يزعزع أولائك الذين ما يزلون غارقين في حلم ماض كانت الأسعار فيه تنخفض بمجرد ممارسة ضغوط على البلدان الأعضاء في منظمة الأوبك لحثها على رفع الإنتاج". كما اعتبر من جهة أخرى أن "الوعد الذي التزمت به العربية السعودية بجدة والمتمثل في رفع إنتاجها ب 200000 برميل في اليوم في جويلية إضافة إلى القرار الذي اتخذ من قبل لرفع الإنتاج ب 300000 برميل في اليوم لا يكفيان حتى لتعويض انخفاض الإنتاج في نيجيريا" . وأضاف أن "أغلبية القدرات السعودية غير المستعملة تتكون من النفط الثقيل الذي يحتوي على كمية كبيرة من الكبريت الذي لا يكثر الطلب عليه إذ ببساطة لا يوجد مصانع تكرير كافية مجهزة لمعالجته". وخلص نيكولا ساركيس إلى القول أنه "في هذه الحال سيكون لا مسؤولا مطالبة البلدان المصدرة برفع إنتاجها وتقليص أكثر مجال الأمن الصغير الذي يتوفر عليه العلم اليوم لمواجهة الطوارئ والأوضاع الصعبة"، معتبرا أن "ذلك سيزيد من حدة الوضعية الصعبة التي نوجد فيها".