تمنّى عبد القادر بصغير قائد مولودية الجزائر، إنهاء مشواره الكروي في بيت العميد الذي اعتبره عائلته الثانية، معترفا بأنه وزملاءه عاشوا على أعصابهم بسبب توالي الأزمات قبل أن تعود المياه إلى مجاريها في منتصف الطريق، وتكون النهاية مسكا بالتتويج بكأس الجمهورية. بداية، ما هو تحليلك لخرجتكم الأخيرة أمام شباب قسنطينة؟ كانت مباراة صعبة على جميع الأصعدة بالنسبة لنا، لاسيما أنها جرت في غياب الجمهور، وأنتم تعرفون مدى أهمية دعم الأنصار في مثل هذه المواجهات... الأمر لم يكن أبدا سهلا، خاصة أن في ذهن بعض اللاعبين الموسم انتهى، وهناك من بدأ يفكر في مستقبله في ظل ضبابية الوضع داخل بيت المولودية في الآونة الأخيرة، لكن رغم ذلك أدّينا ما علينا، وسيطرنا على مجريات اللعب. والحمد لله أن مجهوداتنا كُلّلت بتحقيق انتصار مستحَق.
ماذا تقصد بالضبابية؟ الأمور ليست واضحة سواء تعلّق الأمر بالطاقم الفني أو بالجانب الإداري. كما أن هناك حديثا عن قائمة الأسماء المراد تسريحها بعد إسدال الستار عن المنافسة.
لكن هذه الوضعية لم تمنعكم من تجديد العهد مع الانتصارات السبت الماضي؟ كنا بحاجة إلى انتصار نستعيد به ثقة أنصارنا بعد سلسلة إخفاقات أعقبت تتويجنا بكأس الجمهورية في الفاتح ماي الفارط. وأعتقد أن الفوز على شباب قسنطينة سيمنحنا دفعا معنويا قويا؛ تحسبا للمباراة الأخيرة التي ستجمعنا بمولودية العلمة.
أكيد أنكم تراهنون على الظفر بالمركز الرابع؟ بطبيعة الحال، وسيمر ذلك حتما عبر العودة بانتصار من العلمة... سنوظف كل طاقاتنا لبلوغ هذه الغاية بعدما ضيّعنا فرصة البقاء في سباق نيل مرتبة مؤهلة إلى المنافسة الأغلى إفريقيّا، وهي رابطة الأبطال، غير أن الفوز بمركز رابع مهمٌّ هو الآخر؛ لأنه سيفتح لنا باب المشاركة في منافسة خارجية.
المهمة تُعد لأول وهلة شاقة للغاية؛ لأن خصمكم هو فريق مولودية العلمة، الذي يوجد في أفضل أحواله؟ من دون شك أن مأموريتنا ستكون صعبة انطلاقا من عدة معطيات، أهمها قوة المنافس الذي حقق مشوارا رائعا يريد إنهاءه في مرتبة مشرفة، قد تمكّنه من المشاركة في رابطة أبطال العرب، وهو ما سيُعد إنجازا تاريخيا، يضاف إلى ذلك معطى الأرض والجمهور، لكنا سنتسلح بعامل الإرادة والرغبة الملحّة في إهداء جماهيرنا انتصارا، يكون ختام موسم جيد بالنسبة لنا.
قبل جولة واحدة عن ضربة النهاية، كيف يقيّم بصغير موسم المولودية؟ مهما تكن نتيجة المباراة الأخيرة في العلمة فإن الموسم كان صعبا، لاسيما على الصعيد النفسي في ظل الأزمات التي مرت على الفريق، والتي أدخلت الشك في نفوسنا، وكادت أن تعصف بنا، لكن، الحمد لله، استطعنا، بفضل إرادة الجميع، أن نستعيد عافيتنا في منتصف الطريق، وكان التتويج بكأس الجمهورية.
وما هو رأيك في التغييرات التي حدثت مؤخرا على مستوى المكتب المسيّر؟ الأمر المؤكد أن هناك رجالا مخلصين لهم دراية بمصلحة الفريق، وهم يعلمون ما يفعلون. وأنا واثق من إيجابية هذه التغييرات... وأتمنى أن يعيش بيت العميد أياما أفضل؛ لأن ناديا كبيرا وعريقا مثل المولودية، لا يمكن، بأية حال من الأحوال، سوى أن يبقى في القمة.
وماذا عن مستقبلك الشخصي؟ بصراحة، أريد إنهاء مسيرتي الكروية مع مولودية الجزائر، التي تُعد عائلتي الثانية، ولا يمكنني أن أتصور نفسي أدافع عن ألوان فريق آخر غير العميد.