منحت جامعة سعد دحلب بالبليدة، أول أمس، شهادة الدكتوراه الفخرية في الحقوق والعلوم السياسية لصديق الجزائر الكاتب والصحفي الفرنسي، جون دانيال، وذلك عرفانا له بموقفه المساند للثورة التحريرية الجزائرية، وأشرف عميد الجامعة السيد محمد طاهر عبادلية، على تسليم شهادة الدكتوراه إلى السيد دانيال، في حفل حضره وزير التعليم العالي و البحث العلمي، السيد محمد مباركي، وسفير فرنسابالجزائر السيد اندري بارو، وعدد من الشخصيات الوطنية. وأعرب السيد دانيال، عن سعادته البالغة بمنحه هذه الشهادة، مخاطبا الحضور الذين ناداهم ب«أبناء بلدي” قائلا إنه كان منذ نعومة أظفاره ”عاشقا” للجزائر، وكان دائما ”مؤمنا بعدالة القضية الجزائرية ولهذا ساندها بقلمه”. واستذكر مؤسس الصحيفة الفرنسية ”نوفال أوبسيرفاتور”، طفولته بالبليدة ورائحة أزهار البرتقال التي كانت تفوح في شوارع مدينة الورود آنذاك، و حديقة باتريس لومومبا ”بيزو سابقا”، التي كان يتجول فيها و الحدائق الغنّاء التي كانت منتشرة في المدينة وهو ما اعتبره مصدر إلهامه في كتاباته. وفي ختام كلمته تذكّر دانيال، مقولة للبروفيسور جاك بيرك، غداة الاستقلال حول عمق العلاقات المغاربية - الفرنسية التي ”تجاوزت كما قال تأثير فرنسا الاستعمارية، مشيرا إلى أن الحل لا يكمن في التبادل التجاري ولكن في الإصلاح من الجانبين”. وكان عميد الجامعة السيد عبادلية، قد أشاد في بداية الحفل بمواقف السيد دانيال، الداعمة لثورة التحرير، معتبرا إيّاه من ”نخبة صانعي السياسة والفكر الذي يملك مشوارا مهنيا مميزا وقيما إنسانية عالية”، وكان «مصدر إلهام للجميع”، ولهذا ارتأت جامعة البليدة، أن تمنح له أعلى درجات التكريم لديها و المتمثلة في منحه الدكتوراه الفخرية، مع تقديم مجموعة من الهدايا الرمزية من بينها لوحات تمثل ساحة 1 نوفمبر بالبليدة (ساحة التوت). ويذكر أن الكاتب والصحفي الفرنسي جون دانيال، ولد في 21 جويلية 1920 بالبليدة، التي زاول بها دراسته الثانوية، اسمه الكامل جون دانيال بن سعيد، عرف بكتاباته المتعاطفة مع الجزائر إلى غاية الاستقلال، كما يعد من بين مؤسسي صحيفة ”نوفال أوبسيرفاتور” الفرنسية عام 1964. وقد تحصل جون دانيال على العديد من التكريمات والجوائز خلال مشواره المهني، من بينها دكتوراه فخرية من جامعة الجزائر سنة 2004، من بين مؤلفاته: ”ديغول والجزائر”، ”تراجيديا الأبطال والشهود” سنة 1986، ”رسائل فرنسا بعد 11 سبتمبر” سنة 2002، ”هذا الأجنبي الذي يشبهني” سنة 2004، و«غدا الأمة” سنة 2012.