أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، في برقية تعزية بعث بها إلى أسرة الفقيدة فطيمة باجي المدعوة نورة، التي وافتها المنية الأحد الفارط، عن عمر يناهز 72 سنة، أن الراحلة ستظل ”أيقونة للأغنية الجزائرية داخل الوطن وخارجه”. وجاء في برقية الرئيس بوتفليقة ”ودعت الجزائر والوسط الفني نجمة من رواد الطرب الأصيل، المغفور لها بإذنه تعالى، الفنانة فطيمة باجي المدعوة نورة، هذه السيدة التي وقفت حياتها منذ أكثر من نصف قرن على خدمة الأغنية الجزائرية في مجمل طبوعها و أنواعها”. وأضاف رئيس الجمهورية، أن مسار الراحلة ”قد أكسبها الاحترام والتقدير بالنظر إلى التزامها بأداء الأغنية الأصيلة في اختيار الكلمات وانتقاء الألحان والأداء الجيد بما حباها الله به من صوت عذب شجي”، وأردف قائلا: ”إذا كان المرء يذكر بمآثره وأعماله القيمة فإن هذه الفنانة ستظل بلا ريب أيقونة للأغنية الجزائرية داخل الوطن و خارجه، إلى جانب كل اللائي والذين اضطلعوا بواجب الحفاظ على التراث من خلال التجديد والالتزام والإضافة الإيجابية”. كما أعرب رئيس الجمهورية، عن أمله في أن ”تقتدي أجيالنا الصاعدة في هذا المجال الحيوي الذي يصنع الذوق الرفيع بهذا الرعيل في كفاحه المستميت إبان حقبة الظلام الاستعماري، من أجل مقاومة النسيان والممارسات الشنيعة للاحتلال البغيض الذي كان يرهبه كل شيء أصيل في الجزائر بما في ذلك الفن والغناء”. واعتبر ”رحيل هذه القامة خسارة ورزء ابتليت به الساحة الفنية الوطنية” لكن-كما أضاف- ما حيلة الإنسان أمام قضاء الله وقدره إلا أن يمتثل مؤمنا خاشعا لما قدر الله جل وعلا”. ليخلص إلى القول: ”لا نملك حيال هذا الرزء الجلل إلا أن نعرب لعائلة الفقيدة و لأهلها ولكل الأسرة الفنية عن تعازينا الحارة، داعين الله أن ينزل في قلوبهم جميعا الصبر والسلوان، وأن يتغمّد الفقيدة بواسع رحمته وينزلها مقاما يرتضيه لها في جنات الخلد والنعيم”. إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الفقيدة بباريسوقد ألقى المئات من الأشخاص وأغلبهم من عالم الفن أمس، بباريس، النظرة الأخيرة على جثمان المطربة الشعبية الجزائرية نورة، التي وافتها المنية يوم الأحد الماضي، إثر مرض عضال. وأمام نعش الفقيدة المسجى بالعلم الوطني والمعروض في غرفة الوفيات بمستشفى ”لاريبوازيير” القريب من الحي الشعبي ”بارباس”، وقف أقاربها وفنانون وممثلون ومنتجون في المجال السمعي البصري، ووجوه أخرى غير معروفة بوجوه شاحبة وباكية. وكان ازدحام كبير مدة أزيد من ساعة في القاعة لإلقاء آخر نظرة على وجهها الملائكي الذي كان يخرج صوتا حنونا ميّز شباب آلاف الجزائريين. وقد حرص سفير الجزائر بفرنسا، عمار بن جامع، وشخصيات دبلوماسية وقنصلية أخرى وكذا العديد من الفنانين الجزائريين من جيلها على إلقاء آخر نظرة عليها، وحضور مراسيم رفع جثمانها.ولم يتمكن المطرب الشهير ايدير، من إخفاء تأثره حيث قال ”لقد كانت امرأة قوية الشخصية، اضطرت للهجرة بإعاقة ثقيلة جدا، حيث كانت لا تتقن سوى العربية وكان يجب عليها أن تبذل جهدا وأن تمد يدها نحو الغير وهذا لم يكن دائما سهلا”، قبل أن يضيف ”كان لها الحظ في أن يكون إلى جانبها زوجها (كمال حمادي)، الذي أطرها جيدا، وهو الذي جعل منها نجمة الأغنية الجزائرية وسيحفظ ذكرى رائعة عنها”. وفيما اعتبر مؤلف الكلمات بن محمد، أن الجزائر خسرت بفقدان نورة ”مثلا يقتدي به الفنانون”، أعرب صافي بوتلة، عن تأثره العميق ”بهذا الاختفاء المأساوي”. وينقل جثمان المطربة نورة، اليوم إلى الجزائر، ليوارى الثرى بين ذويها بمقبرة سيدي يحيى بأعالي الجزائر.