وصف الرئيس المدير العام لمخابر نوفونورديسك بالجزائر السيد جون بول ديجي عقد الشراكة بين هذه المؤسسة و مخابر جزائرية بالشراكة "الاستراتيجة" بمنطقة الوطن العربي والقارة الافريقية. واعتبر السيد ديجي ما قامت به المخابر بالجزائر من "أكبر" الاستثمارات بمنطقة الوطن العربي والقارة الافريقية. وفي نفس الاطار أكد الرئيس المدير العام لمخابر نوفونورديسك أن مؤسسته الرائدة عالميا في انتاج مادة الانسولين تولي "أهمية خاصة" للسوق الجزائرية حيث بدأت الشراكة بفتح مصنع واد عيسي بتيزي وزو ثم توسعت الى شراكة مع مجمع صيدال تلبية للاحتياجات الوطنية من هذه المادة. وأوضح في نفس السياق أن مصنع واد عيسي بولاية تيزي وزو الذي ينتج مادة "مادفورمين" الخاصة بعلاج النوع الثاني من داء السكري فان مخابر نوفونور ديسك تغطي نسبة تتراوح بين 60 الى 70 بالمائة من السوق الوطنية من ناحية الحجم وتنوي رفع الانتاج بنسبة 40 بالمائة بالاضافة الى انتاج نوع آخر من العقاقير الموجهة للتكفل بالمصابين بهذا الداء. وأضاف السيد ديجي أن خضوع المرضى الى العلاج بمادة "مادفورمين" التي يتم تناولها عن طريق الفم يمكن أن تحمي هؤلاء من بعض أنواع السرطان المرتبط بداء السكري. وذكر بأن مصنع واد عيسي الذي تسيره اطارات جزائرية بنسبة 99 بالمائة يشغل 100 شخص في الوقت الراهن وسيتم توسيعه بنسبة 50 بالمائة مما سيساهم في خلق مناصب شغل بهذه المنطقة . وأوضح بالمناسبة بأن هدف المخابر ليس بيع منتوجاتها بالسوق الجزائرية فقط بل تعمل على تطوير الانتاج المحلي وتحويل التكنولوجيا بجانب تكوين التقنيين مع المحافظة في نفس الوقت على استيراد الجزيئات المبتكرة. وتوقع السيد ديجي ان تحتل المخابر "الصدارة "من ناحية انتاج الادوية الموجهة لعلاج داء السكري بالسوق الجزائرية بالاضافة الى انتاج أدوية لعلاج بعض الامراض غير المتنقلة الاخرى. وقد اعتمدت المخابر حسب رئيسها المدير العام- منذ ثلاثة سنوات على التحسيس الواسع والكشف المبكر لداء السكري من خلال عيادتها المتنقلة التي شرعت في هذه العملية في سنة 2010 بولاية البليدة وفي سنة 2011 بولاية الوادي والمناطق المجاورة لها وفي سنة 2012 بولاية وهران حيث تلقى الاشخاص الذين أقبلوا على العيادة كل الفحوصات الضرورية المرتبطة بالداء وقد تم توجيه العديد من المرضى الذين يجهلون المرض الذي تم الكشف عنه بالمناسبة نحو الهياكل الصحية القريبة منهم. كما سهرت المخابر منذ تواجدها بالجزائر على تنمية الموارد البشرية وتحويل المعارف من خلال استفادة هذه الموارد من خبرة الدول المتطورة وتعزيز التبادل مع هذه الدول للمحافظة على بقاء هذه الخبرة داخل الوطن. وفيما يتعلق بتطوير البحث داخل الجزائر أكد السيد ديجي أن المخابر انطلقت في هذا العمل منذ مدة ولاسيما اجراء التجارب العيادية من الدرجة الرابعة تتعلق خاصة بالجزئيات غير المعروفة بالجزائر وقد توصلت الى تحقيق نتائج "مرضية" في هذا المجال بالاضافة الى تكوين أطباء حول النوعية والممارسة الجيدة التي تقوم بها 3 أو 4 مخابر أخرى بالجزائر. ولم يقتصر دور مخابر نوفونورديسك حسب السيد ديجي على التكفل بداء السكري فحسب بل وسعت اهتماماتها الى علاج أمراض مثل التأخر في النمو لدى الاطفال الذين يعانون من قصر القامة من أجل مساعدة هؤلاء على تحسين النوعية والامل في الحياة. كما عملت -يضيف نفس المتحدث -على وضع عقار جديد بالسوق الجزائرية موجه لعلاج العجز في العامل 13 وهو مرض نادر يتسبب في عدم تخثر الدم بصفة عادية مشيرا الى أعراضه المتمثلة في النزيف العضلي الذي يؤثر على المخ. وأكد بأن المخابر استثمرت في اطار الشراكة مع وزارة الصحة الجزائرية والفيدرالية الدولية للهموفيليا من أجل انشاء سجل وطني في هذا المجال وتحسين التكفل بتشخيص المرض وتطوير العناية بالمرضى بالمنزل وهو مشروع انطلق في سنة 2005 ثم توقف في سنة 2009 حسبه - متوقعا استئنافه قريبا بطريقة أفضل. وفيما يتعلق بالاهداف المستقبلية للمخابر ودائما في اطار الشراكة مع وزارة الصحة يرى السيد ديجي ان هذه الاخيرة سطرت برنامج عمل يهدف الى الممارسة الجيدة واحترام قواعدها لضمان فعالية العلاج وتحسيس المريضى على استقلالية التكفل بأنفسهم بعد تلقيهم تربية صحية بجانب العلاج الموصوف. وفي هذا السياق يرى نفس المتحدث بأن تعويض حصص التربية الصحية من طرف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي "هاما جدا" وذلك على غرار ما هو معمول به ببعض البلدان الاوروبية لان الوقاية كما أضاف "خير من العلاج". للاشارة استثمرت مخابر نوفونورديسك بالجزائر أكثر من 25 مليون أورو بمصنع واد عيسي المنتج للادوية الموجهة لعلاج داء السكري في شكل أقراص وما يقارب 7 ملايين أورو في الجوانب الاجتماعية التحسيسية المتمثلة في العيادة المتنقلة للكشف المبكر للداء ومشروع الباروميتر لاعداد معطيات الكترونية لمتاعبة ملف المصاب بهذا الداء.