أعدت مصالح مديرية الثقافة والفنون بالشلف أزيد من 100 بطاقة فنية خاصة بالتراث اللامادي الذي تزخر به منطقة حوض الشلف في مبادرة تهدف لتثمين والحفاظ على هذا الموروث وذاكرة وهوية المنطقة، حسب مديرية القطاع. وكشف المدير المحلي للثقافة، محمود جمال حسناوي، في تصريح أن مصالحه، وسعيا منها لتثمين التراث اللامادي الذي يميز ولاية الشلف خاصة ومنطقة حوض الشلف بصفة عامة، أعدت 112 بطاقة فنية تتعلق بالعادات والتقاليد التي تجمع سكان المنطقة لاسيما فيما يتعلق باللباس والطبخ والحلي التقليدية. كما يتعلق الأمر، استنادا لحسناوي، بالألعاب التقليدية (المبارزة بالعصي) وما يعرف ب "الركب" والوعدات، داعيا أيضا إلى تنسيق وتضافر جميع الجهود في سبيل حفظ وتوثيق وجرد جميع الأنشطة ذات الصلة بالتراث اللامادي وهذا بمشاركة الباحثين والفنانين والجمعيات والمختصين في علم الآثار والتاريخ. وتمس عملية جرد التراث اللامادي بصفة عامة أصناف الإحتفالات والطقوس، علم الموسيقى العرفية، الممارسات الاجتماعية، الطقوس الدينية، المهارات التقليدية والتعابير الجسدية والمسرح وفنون الرقص. ووفقا للقائمين على مصلحة التراث، تتميز ولاية الشلف بعدة أنشطة ذات الصلة بالتراث اللامادي والتي تبقى بحاجة للتوثيق والجرد كالخيالة والفروسية، "الوعدات الشعبية والركب"، "العرس التقليدي المعمري"، رياضة العصا التقليدية، النقش على النحاس والخشب وإحتفالات فلكلورية محلية. وبخصوص البرنامج المسطر من قبل مصالح الثقافة والفنون بالمناسبة، أبرز مدير القطاع أن شعار الاحتفال بشهر التراث لهذه السنة جاء تحت عوان "التراث اللامادي.. أصالة وهوية" إذ تم تخصيص معظم الأنشطة وبرنامج هذه التظاهرة لتسليط الضوء على هذا الجانب. واحتضن المتحف الوطني العمومي "عبد المجيد مزيان"، معرضا خاصا لإبراز اللباس التقليدي والحلي وأنواع الكسكسي وبعض المأكولات التقليدية وحياكة الصوف وصناعة السلال والدوم والأواني النحاسية بالإضافة إلى أجنحة حاصة بالمواقع الأثرية والمعالم التاريخية. وينتظر أن يحط هذا المعرض رحاله خلال الأيام القادمة بعدد من البلديات بغية التقرب من مختلف شرائح المجتمع عبر كافة ربوع الولاية وتنشيط المشهد الثقافي بها وتعريف الجمهور الواسع على مكونات التراث اللامادي الذي تزخر به المنطقة. كما يتخلل برنامج هذه التظاهرة الثقافية محاضرات وأيام دراسية ينشطها باحثون حول التواجد الحضاري بمنطقة بحوض الشلف ومختلف العادات والتقاليد التي كانت سائدة آنذاك وتندرج ضمن الموروث الثقافي اللامادي للمنطقة، بالإضافة إلى نشاطات متنوعة بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ودار الثقافة. أما بالنسبة لشريحة الأطفال، فهي الأخرى معنية بإحياء هذه المناسبة الثقافية من خلال المشاركة في الورشات البيداغوجية التي ستنظم بالمتحف الوطني العمومي ومختلف المؤسسات الثقافية المنتشرة عبر الولاية، مضمونها الخط العربي والفن التشكيلي وصناعة التحف الفنية ورسم وتلوين والتعرف على الأزياء التقليدية للمنطقة. الوسوم الشلف بطاقة فنية