عقدت التنسيقية الدولية للوفاق الدولي للعمال و الشعوب امس بمقر حزب العمال بالجزائر العاصمة إجتماعا عاديا مخصصا أساسا لموضوع تهديد التدخل العسكري في شمال مالي و بحث السبل الكفيلة لإطلاق حملة دولية ضد هذا التدخل. و في كلمة لها في إفتتاح أشغال هذا اللقاء الذي يختتم اليوم أكدت الأمينة العامة لحزب العمال و منسقة الوفاق الدولي للعمال و الشعوب لويزة حنون أن هذا الإجتماع يأتي في "ظرف مفصلي" بالنسبة للعمال و لشعوب المعمورة يطبعه تفاقم أزمة النظام الرأسمالي. و أشارت إلى أن هذه الأزمة "خلفت حروبا عكسرية إحتلالية متزايدة" الهدف منها نهب ثروات الدول المستهدفة. و بعد أن ذكرت بمؤتمر الطوارئ الذي إحتضنته الجزائر في ديسمبر 2011 ضد حروب الاحتلال و ضد التدخل الاجنبي في الشؤون الداخلية للدول أبرزت حنون أن سنة من بعد هذا المؤتمر "تدق طبول الحرب في منطقة الساحل و يتم التحضير للعدوان المسلح الخارجي على دولة مالي من قبل الدول الإمبريالية". و ذكرت الأمينة العامة لحزب العمال أن تشكيلتها السياسية تناهض الحرب و الإستغلال و سخرت كل طاقاتها النضالية و إستخدمت كل المنابر في سنة 2012 للتحذير من التدخل العسكري في مالي و للدفاع عن سيادة و وحدة الجزائر. بالمناسبة حيت المتدخلة موقف الدولة الجزائرية بخصوص الأزمة في مالي من خلال سعيها لإيجاد حل سياسي سلمي ما بين الفرقاء الماليين "لتجنيب مالي حربا تفكيكية قبلية". و قالت حنون أن حزبا ماليا إتصل بتشكيلتها السياسية و طلب منها العمل على تحضير دورة ثانية لمؤتمر الطوارئ حول حروب الاحتلال للتطرق إلى "التداعيات الخطيرة" للتدخل العسكري في شمال مالي على هذا البلد و على كل المنطقة. و أوضحت أن إجتماع اليوم سيسمح بعرض هذا المشروع على التنسيقية الدولية لتساهم في إنجاحه من خلال العمل على إشراك أكبر عدد ممكن من التنظيمات النقابية و العمالية و السياسية. من جهة أخرى أوضحت حنون أن التنسيقية ستناقش التحضير للندوة الدولية التي سينظمها الوفاق الدولي للعمال و الشعوب في جوان 2013 بجنيف على هامش الجمعية العامة لمنظمة العمل الدولية. من جانبه أكد دانيال غلوكستاين الأمين الوطني للحزب الفرنسي العمالي المستقل و المنسق الثاني للوفاق الدولي للعمال و الشعوب أن تهديد التدخل العسكري في مالي سيكون في صلب اجتماع التنسيقية الدولية للوفاق. و إستطرد في نفس الموضوع قائلا :"نحن واعون ان التدخل العسكري في مالي يهدد مصالح شعب هذا البلد و يهدف أساسا إلى خدمة المصالح الإقتصادية للدول العظمي و في مقدمتها الولاياتالمتحدةالامريكية و فرنسا". و أشار إلى أن التنسيقية الدولية ستبحث خلال هذا الإجتماع السبل الكفيلة باطلاق حملة دولية ضد التدخل العسكري في مالي "من منطلق أن الحقوق العمالية مرتبطة بشكل وثيق بصون سيادة الدول". و في ختام هذا الإجتماع سيتم تنظيم ندوة صحفية لعرض أهم النتائج التي خلص إليها هذا اللقاء.