تعيش مدينة بشار على وقع إيقاعات والتعابير التقليدية والشعبية للمهرجان الوطني لموسيقى ورقص الديوان منذ امس و ا إلى غاية 29 ماي الجاري. ويسمح هذا المهرجان الممول من طرف وزارة الثقافة والذي يمثل التظاهرة الفنية الفريدة من نوعها من حيث بعدها الوطني لسكان هذه المنطقة بالتمتع بعروض فنية موسيقية جديدة تنشطها كوكبة من فنانين مشهورين في موسيقى ورقص الديوان حسب ما أوضح ملاحظون محليون. وتشكل هذه التظاهرة الثقافية التي سيقدم خلالها عروض فنية وموسيقية مجانا في رأي بعض المعلمين (أعلام الموسيقى) والموسيقيين والباحثين في موسيقى ورقص الديوان وسيلة لترقية بشار كمنطقة ذات طابع ثقافي وسياحي لإشراك بعض القطاعات ماليا وماديا لتنال هذه التظاهرة مكانة هامة ضمن الأحداث الفنية على الصعيدين الوطني والمغاربي كما أشار إليه مسؤولون بجمعيات محلية ثقافية وموسيقية وموسيقيون ضمن فرق الديوان. ويفترض أن تساهم كل من الشركتين العموميتين للطيران الخطوط الجوية الجزائرية والطاسيلي للطيران إلى جانب الفنادق والوحدات الإقتصادية الأخرى المتواجدة بالمنطقة في هذا المهرجان من خلال تقديم الرعاية الإشهارية و الدعم ليكون هذا المهرجان وسيلة لترقية وتنمية تراث غير مادي هام على غرار موسيقى الديوان و السياحة بالمنطقة كما يرى ذات المسؤولين. ويكمن الهدف من تقديم عروض مجانية في إطار هذه التظاهرة الفنية التي تجسد أصالة هذا الحدث الموسيقي السنوي في فسح المجال أمام الجمهور العريض لبشار والولايات المجاورة والنائية للإستمتاع بموسيقى ورقص الديوان. وسيسمح توافد الجمهور من مختلف الأنحاء على المهرجان بإيجاد ديناميكية اقتصادية بالمنطقة ولكن على شرط أن يقام في فترة العطلة الشتوية أو الربيعية وليس في شهر مايو كما هو عليه الآن منذ تأسيسيه كما أوضح من جهتهم مهنيون بقطاع السياحة الذين اعتبروا أن هذا المهرجان قد أوفى بوعوده بخصوص ترقية وتعميم فن موسيقى الديوان. وتكمن خصوصية هذا المهرجان في تقريب وتقاسم موسيقى ورقص الديوان بين الجمهور وهواة الموسيقى على العموم كما أشار عديد الموسيقيين من أعضاء فرق الديوان مضيفين في ذات الوقت أن العروض الفنية التي ستقدم على مستوى الملعب ستستقطب اهتمام عديد الشباب وغيرهم من الفئات المولعة بموسيقى ورقص الديوان التي تحقق نجاحا كبيرا في الوقت الحالي. ويشكل هذا المهرجان الذي يجمع سنويا أكثر من 200 موسيقي لفرق الديوان وطبوع أخرى من الموسيقى الوطنية فرصة هامة للفنانين من أجل التألق على الصعيدين الوطني والدولي بالنظر إلى أن هذا المهرجان يعرف توافد عديد المهنيين وعشاق هذا الصنف من الموسيقى والرقص التقليدي من مختلف أنحاء البلاد وأحيانا من خارجها لاكتشاف هذا الفن الأصيل كما أشاروا إليه. وقد بدأ بعض الفنانين و الفرق في جني ثمار هذا المهرجان على غرار الفنانة نورة غناوة و فرقة " قناوة الواحة "للمعلم الشاب حاكم من خلال التألق في العزف على آلة الغمبري التي جعلت منه أحد أفضل العازفين على هذه الآلة ذات الثلاثة أوتار التي تشكل أساس موسيقى الديوان. كما سطع نجم بعض الفرق الوطنية الأخرى خلال هذا المهرجان على غرار فرقة أولاد بامبارة من الجزائر العاصمة التي تختص في فن الأميركية تامارا تورنر وفرقة الدندون من غرداية و تراث غناوة من وهران التي يقودها بكل تألق المعلم هواري إلى جانب نجوم بلعباس الذي يظل المعلم يوسف أحد أهم الوجوه الوطنية لموسيقى ورقص الديوان. وحظي الموسيقيون الشباب لهذه الفرق الذين اكتشفت مواهبهم خلال هذا المهرجان باستحسان كبير في أوساط جمهور بشار الذواق لهذا الفن الأصيل الذي يستهوي البشاريين وغيرهم مثلما هو الحال للشعبي في الجزائر العاصمة و المالوف بقسنطينة. ويستحق هؤلاء الفنانون كل الثناء على الجهود التي يبذلونها يوميا من أجل المحافظة على الديوان وديمومته كما أشار عديد الباحثين و الجامعيين المهتمين بالبحث في موسيقى الديوان.