بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، برقية تعزية إلى كافة أفراد أسرة العقيد أحمد بن شريف الذي انتقل إلى رحمة الله عن عمر ناهز 91 عاما، أكد فيها أن الجزائر فقدت برحيله "مجاهدا كبيرا ومناضلا فذا من رجالات نوفمبر". وكتب السيد بوتفليقة في برقيته، "فقدت الجزائر اليوم برحيل العقيد أحمد بن شريف طيب الله ثراه، مجاهدا كبيرا ومناضلا فذا من رجالات نوفمبر الذين سطروا في تاريخها صفحات عز ومجد وفخار، إذ كان الفقيد يمثل جيلا كاملا بما ينطوي عليه الجيل من حب وإخلاص للوطن، ومن إقدام وشجاعة في ميادين النزال، ومن عزم وتصميم على بناء مجتمع آمن". وأضاف رئيس الجمهورية "وبما كان يتسم به الراحل من فضائل الإقدام، وخبرة في إدارة الشؤون العسكرية، تصدى مع رفاقه للمستعمر ينازلونه في جبهات المعركة، حيث أبدى من صنوف القتال ما أهله لأن يرقى إلى رتبة عقيد، ولم يثنه ما أصيب به من جراح ولا ما وقع فيه من أسر عن مواصلة رسالته لتحرير الوطن، إلى أن انتصرت الثورة وأشرقت شمس الحرية ليكون في طليعة الذين هبوا لبناء الدولة الوطنية الحديثة يؤسسون لها بعد أن خربها الاستعمار معنويا وماديا ومؤسساتيا، ويكون على رأس العديد من المؤسسات خاصة الدرك الوطني". وختم رئيس الدولة رسالته بالقول "لقد فقدت فيه الجزائر اليوم وطنيا مخلصا، وفقد فيه جيل نوفمبر مجاهدا شجاعا، أسأل المولى جل جلاله أن يكرم وفادته، ويغمر روحه بجزيل مغفرته وثوابه، و يتغمده بواسع رحمته، وينزله مكانا يرتضيه في جنات النعيم مع الأخيار من عباده الأبرار، وأن يلهم أهله وذويه ورفاقه في السلاح صبرا جميلا و سلوانا عظيما، ولا أملك أمام هذا الخطب الأليم إلا أن أعرب لهم عن عزائي الخالص ودعائي الصادق بأن يوفيهم الله أجر الصابرين. إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" . "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون".