قال خبراء اقتصاديون إن الاقتصاديات الناشئة عليها أن تجد طرقا أخرى لحماية أنفسها من الأزمات العالمية غير تكديس أدوات الدين الحكومية الأمريكية.وقال الاقتصاديون إن أذون وسندات الخزانة الأمريكية وديون البلاد المتقدمة الأخرى ربما تتميز بالسيولة، لكنها أبعد ما تكون عن الأمان.وقالوا إن الاقتصاديات الناشئة التي تسعى لحماية أنفسها من الصدمات العالمية عن طريق شراء الديون الأمريكية بشكل فردي ستكون أفضل حالا إذا اتحدت معا لإنشاء صناديق مالية يمكن اللجوء إليها في الأزمات. وذكر الخبراء الاقتصاديون أن هذا سيمنح الاقتصاديات الناشئة دعما عند الحاجة دون إرهاق محافظ الاستثمارات الوطنية بديون قد تواجه تعثرا.وأضافوا أن مستويات الاقتراض العام المرتفعة بشكل حاد وآفاق النمو الضعيفة في الولاياتالمتحدة تعنى أنه بمرور الوقت سيواصل الدولار تراجعه مقابل عملات الأسواق الناشئة التي تسجل معدلات نمو أعلى وهو ما يؤدى إلى تآكل قيمة الاستثمارات الأجنبية للبلاد الناشئة، وهذه المخاطر ليست على المدى الطويل فحسب. فوقوف الولاياتالمتحدة على شفا التخلف عن السداد في وقت سابق هذا الشهر- بعد رفض المشرعين رفع سقف الاقتراض العام قبل التوصل إلى اتفاق لخفض العجز- جعل المخاطر المحتملة التي تنطوي عليها حيازة الدين الأمريكي واضحة للغاية وقال الخبراء الاقتصاديون "كما ظهر في الأحداث الأخيرة في منطقة اليورو فإن المستثمرين المحليين والأجانب في السندات يمكن أن ينقلبوا على دولة تواجه صعوبات ولها مستويات دين مرتفعة، وهذا لا يترك للدولة سوى مساحة ضيقة جدا لخفض الإنفاق ويتسبب في كارثة." وأضافوا: "الولاياتالمتحدة (دولة) كبيرة ولها مكانة خاصة ومركزية في التمويل العالمي، لكن تسامح مستثمري السندات قد يكون له حدود".ولا يزال الدولار عملة الاحتياطي الرئيسية للعالم منذ فترة طويلة، ويقول الخبراء إنه منذ الأزمة المالية بنت الاقتصاديات الناشئة احتياطياتها عن طريق شراء أذون وسندات الخزانة الأمريكية وديون حفنة من الاقتصاديات المتقدمة الأخرى.وأي تغير قد يضر بقدرة الولاياتالمتحدة على الاقتراض بأسعار فائدة منخفضة رغم ارتفاع مستويات الدين.مضيفين إن هذا قد يقلب الطاولة في عالم كانت الدول المتقدمة فيه عادة هي التي تمارس الضغوط على الدول النامية لكي تسيطر على أوضاعها المالية.وأضافوا "حان الوقت للاقتصاديات المتقدمة لتتجرع دواء الإصلاحات الاقتصادية الكلية والهيكلية التي طالما وصفته للأسواق الناشئة".