ليست العبرة في كثرة المساجد، ولكن العبرة في كثرة الفهم والوعي الذي يخرج من هذه المساجد، ربما هي حكمة نقولها قياسا على ما يخرج من مساجدنا كل جمعة من مواعظ، و مع الأسف أغلب المساجد لدينا صارت مجرد هياكل وجدران تؤدى فيها الصلوات الخمس، وصلاة الجمعة ليخرج المصلون كما دخلوا، والسبب ائمة دون المستوى لدرجة أن بعضهم يستقي مواضيع خطبه من الجرائد، و ما تأتي به هذه الجرائد والكل يعرف ما في طياة الجرائد لأن فيه الكثير من الكذب والتزييف، وبعضهم الآخر يعتمد على مواضيع من الانترنت، وأذكر في هذا المقام أن زميلا أخبرني أنه سمع خطبة إمام في جمعة ماضية، ولكن حين كان يصغي للإمام شعر وكأنه سمع هذا الكلام وحين شغل ذاكرته تذكر أنه قرأ الموضوع في جريدة وطنية في صفحة " إسلاميات" ، وربما كان على الإمام أن يطلب من المصلين قراءة الجريدة والركن الديني فيها بدلا من أن يحضروا ليوم الجمعة ما دام أنه سيستنسخ خطبه من الجرائد، إضافة إلى هذا فإن أئمتنا أو بعض منهم يعتمدون على الانترنت لاستنساخ خطب دعاة ومشايخ ظروف بلدانهم ليست كظروف بلدنا، ويوصلون إلى العامة من الناس مفاهيم لا تخصنا، ولا تتوقف الكوارث عند هذا الحد بل هناك من الأئمة من يتحدثون للناس بلغة عربية فصيحة كأنها مستوردة من لغة العرب في الجاهلية، فتجد حتى المثقف وأستاذ اللغة العربية يخرج من جيبه قاموسا لتفسير بعض الكلمات، أما الأميين والعامة من الناس فيخرجون، كما دخلوا، ونوع آخر من الأئمة يخرج من جيبه ورقة مكتوب عليها خطبة الجمعة، ولكنه يخطئ في قراءة الآيات وتركيب الكلمات، وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول الطريقة التي تخرج بها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف هذه النوعية من الأئمة وكيف يستعملون المنبر ليخاطبوا الناس بلغة غير لغتهم وبفهم غير فهمهم ؟