أصدرت محكمة الجنايات بالقاهرة امس، حكما بالمؤبد في حقّ كل من الرئيس السابق حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي. وأعلنت المحكمة عن سقوط التّهم الموجّهة إلى جمال وعلاء مبارك، نجلي الرّئيس مبارك، بالتقادم، وبرّأت المحكمة كبار معاوني العادلي من التّهم الموجّهة ضدّهم بقتل المتظاهرين. وفور انتهاء النطق بالحكم، نشبت اشتباكات عنيفة في قاعة المحاكمة، وهتف محامون تعليقًا على الأحكام الصّادرة : "باطل". وكانت جلسة النّطق بالحكم في قضية الرّئيس السابق، حسني مبارك، قد بدأت صباح امس السّبت. وألقى رئيس المحكمة، المستشار أحمد رفعت، في بداية الجلسة كلمة مُطوّلة أشاد فيها ثورة جانفي، وانتقد النظام السابق نقدا مريرا، خاصّة فيما يتعلّق بتدنّي الخدمات الأساسية. وفي وقت سابق، هبطت الطائرة التي تقلّ الرئيس السابق، حسني مبارك، في مقرّ أكاديمية الشرطة بالقاهرةالجديدة. وتم نقل مبارك على سرير متحرّك من سيارة الإسعاف إلى الغرفة المجاورة لمقرّ قاعة المحكمة. والرئيس السابق محتجز حاليا في المركز الطبي العالمي بطريق القاهرة - الإسماعيلية الصحراوي. ووصل جمال وعلاء مبارك نجلا مبارك، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى ومساعدوه الستة إلى مقرّ أكاديمية الشرطة بالقاهرةالجديدة لحضور جلسة النّطق بالحكم فى القضايا التى يواجهونها بتُهم قتل أكثر من 800 متظاهر واستغلال النّفوذ وإهدار المال العام، والمتّهم فيها أيضا رجل الأعمال الهارب حسين سالم، فيما احتشد معارضون ومؤيّدون للرّئيس السابق أمام قاعة المحكمة. ووصل العادلى ومساعدوه أوّلا، ثم علاء وجمال وسط إجراءات أمنيّة مشدّدة، حيث تمّ نقلهم في سيارات مُدرّعة تحرسها بعض السيّارات المصفّحة من محبسهم بسجن المزرعة بمنطقة سجون طرّه إلى مقر الأكاديمية. وعُقدت الجلسة في أكاديمية الشرطة في ضاحية القاهرة، وكانت تحمل في السابق اسم مبارك، وبث التلفزيون الحكومي المصري الجلسة مباشرة. وطالب الادّعاء بإنزال عقوبة الإعدام في حق مبارك، 84 عاما، وهو أوّل زعيم أطاح به "الرّبيع العربي" يمثل شخصيًا أمام القضاة. ومن جانبه، أكّد الدكتور عثمان الحفناوي، رئيس هيئة الدفاع عن المدعين بالحق المدني، أن مبارك، يتحمّل المسؤولية عن قتل المتظاهرين لامتناعه عن القيام بواجباته لوقف القتل، مناديًا بتطبيق أقسى العقوبات في حقّه. وفي المقابل، توقّع يسري عبد الرازق، رئيس هيئة الدفاع عن مبارك، أن يَصدر حكم ببراءة مبارك، باعتبار أن الاتهامات الموجّهة ضدّه باطلة، على حدّ قوله.
نصّ منطوق الحكم على مبارك والعادلي
هذا نصّ منطوق الحكم الذي أصدره المستشار أحمد رفعت، في جلسة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي.. وفيما يلي نص كلمة المستشار رفعت:
بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الحق العدل،
بعد الاطّلاع على المواد: 15-1 و17 18 -304، و309-313و384 من قانون الإجراءات الجنائية والمواد 30 و40 ثالثة و45 1 و46 و234 و 235 من قانون العقوبات، حكمت المحكمة حضوريا لجميع المتهمين عدا المتّهم الثاني فهو غيابي. أوّلا: بمعاقبة محمّد حسني السيد مبارك بالسّجن المؤبد، عمّا أُسند إليه من الاتّهام بالاشتراك في جرائم القتل المُقترن بجنايات القتل والشّروع في قتل أخرى موضوع الاتّهام المُسند إليه في أمر الإحالة. ثانيا: بمعاقبة حبيب العادلي بالسجن المؤبد، عمّا أُسند اليه من الاتهام بالاشتراك في جرائم القتل والشّروع بالقتل في جرائم أخرى موضوع الاتّهام المُسند بأمر الإحالة. ثالثا: بإلزام المحكوم عليهما بالمصاريف الجنائية. رابعا: بمصادرة المضبوطات المقدّمة موضوع المحاكمة. خامسا: ببراءة كل من أحمد محمد رمزي عبد الرشيد وعدلي مصطفى فايد وحسن محمد عبد الرحمن يوسف إسماعيل وإسماعيل محمد عبد الجواد الشاعر وأسامة يوسف إسماعيل المراسي وعمر عبد العزيز فرماوي، مما أُسند إلى كل منهم من اتّهامات. سادسا: بانقضاء الدّعوى الجنائية المُقامة من قبل كل من محمد حسني السيد مبارك وحسين كمال الدين إبراهيم سالم وعلاء محمد حسني السيد مبارك وجمال محمد حسني السيد مبارك، عمّا نُسب إلى كل منهم في شأن جنايتي استعمال النفوذ وتقديم عطية وجنحة كل منهم بمُضي المدة المُسقطة لدعوة كل منهم. كما قضت المحكمة ببراءة حسني مبارك من جناية الاشتراك مع موظّف عمومي للحصول لغيره دون وجه حقّ عن منفعة من وظيفته وجناية الاشتراك مع موظّف عمومي في الإضرار بمصالح الجهة التي يعمل بها. ثامنا: بإحالة الدعوى المدنية المُقامة للمحكمة المدنية المختصة بلا مصاريف.
مبارك في العناية المركّزة في حالة حرجة
تدهورت الحالة الصحية للرئيس السابق "حسني مبارك" والمحكوم عليه بالمؤبّد في قضية قتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير. وقد ساءت الحالة الصحية لمبارك، فور وصوله إلى سجن مزرعة طرة، مما استدعى إدخال مبارك وحدة العناية المركزة بالمستشفى التابع لنفس سجن.
الرئيسية حركة 6 أفريل تعلن نزولها ميدان التحرير في القاهرة
أعلنت حركة شباب 6 أفريل "الجبهة الديمقراطية" النزول إلى ميدان التحرير امس اعتراضًا على الحكم الصادر بتبرئة معاوني حبيب العادلي، الذين أصدروا الأمر بقتل المتظاهرين. وأكدت الحركة على أن الحكم يعكس تخوّفات حصول مبارك على البراءة في النقض لغياب الفاعلين الأصليين.