رفض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أمس، بمناسبة اليوم الوطني لقدماء محاربي شمال إفريقيا، الاعتذار عن جرائم فرنسا في الجزائر، واستغل المناسبة للإشادة بدور عملائها السابقين قائلا إنه يحيّي "بصدق ذاكرة العسكريين، وقدامى الحركي المكمّلين للجيش الفرنسي، وعناصر قوات حفظ النظام، والموظفين الذين ماتوا في خدمة فرنسا". وأشاد ساركوزي بمن أسماهم الأشخاص الذين فقدوا وللضحايا المدنيين، أيا كانت أصولهم أو دياناتهم، ممن سقطوا خلال هذه المرحلة المأساوية من تاريخنا، كما أكد تقديره ل "عائلات المفقودين"، وتعاطفهم معه، حسب ما افد بذلك الاليزيه في بيان له. وسبق لساركوزي أن أكد قبل سنة عقب زيارة مثيرة للجدل للجزائر أن "تكريم الحركى من قبل الأمة هو أمر شرعي وعادل"، كما قدم اعتذارا "باسم الأمة" للجزائريين الذين حاربوا في صف فرنسا خلال فترة الثورة التحريرية. ونقل الاليزيه عن ساركوزي قوله إن فرنسا ترى في الاعتذار للحركي "مسألة شرف"، وأنه "لا بد من إصلاح ما ارتكب من أخطاء في حقهم". وتميز ساركوزي منذ اعتلائه سدة الإليزيه بتعاطيه الإيجابي مع مطالب الحركى، خلافا لسابقه جاك شيراك الذي كان يتحفظ حيالها، حرصا منه على عدم إثارة تداعيات على العلاقات مع الجزائر. ولم يخرج ساكوزي في رسالته عن مواقفه التي عبر عنها خلال حملة الانتخابات الرئاسية، ثم توليه منصبه وعد الحركى بالاعتذار والاعتراف بالخدمات "التي أدوها لفرنسا"، وقال يومها أمام حوالي مائة حركي استقبلهم بمداومته الانتخابية، "إنني فخور لأن جمهوريتنا تعد رجالا ونساء في صلابتكم". وتابع مخاطبا الحركى "لقد حملتم السلاح من أجل الجمهورية، ومن أجل فرنسا، وللدفاع عن أراضيكم وحماية عائلاتكم". كما تعهد ساركوزي للحركى بأنه سيدافع عن مطلبهم بخصوص منح صفة أسير حرب، لمن وقعوا منهم في أيدي جيش التحرير الوطني الشعبي خلال الثورة الجزائرية. وأضاف أن "الأمة لها واجب أخلاقي تجاهكم".