كشف دواغي حبيب رئيس مصلحة قسم الأمراض التنفسية بمستشفى بني مسوس عن جملة من الجهود الرامية إلى مكافحة التدخين بالجزائر، مرجعا ذلك لعدة أسباب أهمها تضاعف عدد المصابين بالأمراض التنفسية وتأكيد المنظمة الدولية للصحة العالمية على المخاطر الناجمة عن التدخين. حيث قدرت ذات الهيئة وجود 600 مليون إصابة بالتهاب الأنف يقابلها 100 مليون حالة التهاب للقصبات الهوائية و 400 مليون شخص يعاني من الربو، علاوة على 50 مليون آخر يعانون من انقطاع للتنفس أثناء النوم، حيث تبنت الجزائر برنامج الهيئة الدولية لمكافحة التدخين أمام حجم المعطيات المتوفرة عن تدهور الحالة الصحية للأشخاص المدخنين، فضلا عن هذا قال دواغي أمس خلال إشرافه على انطلاق المؤتمر الدولي للأمراض التنفسية المنعقد بالجزائر أن نسبة المصابين بالربو بالبلد قد بلغت 04 بالمائة من حجم عدد السكان وهو ما يقارب مليون مصاب في حين بلغ عدد المصابين بإلتهاب الأنف ما يقارب 10 بالمائة من حجم السكان وبلغ عدد المصابين بالحساسية 03 ملايين شخص. وتأسف البروفيسور دواغي لعدم توفر أرقام دقيقة بالجزائر حول عدد حالات الإصابة بإلتهاب القصبات الهوائية وحالات انقطاع التنفس أثناء النوم. وقال في هذا الشأن إن ما تتوفر عليه الجزائر من إمكانات هائلة كان بإمكانه أن يعطي لها دورا رياديا في مجال الكشف والتكفل بالحالات المرضية للتمكين من ضمان التغطية الصحية لكل المواطنين عبر كل المناطق في البلد. وسجل البروفيسور تركيز الرعاية الصحية في مناطق الشمال ومحدوديتها في المناطق الجنوبية. وأضاف أنه لا يمكن ضمان المتابعة الصحية والوقاية في حين نسجل نقصا وغيابا للأطباء بالمناطق الجنوبية، كما سجل غياب إستراتيجية في هذا الإطار. وأضاف أن واقع الحال جعل من 7 ألاف طبيب يختار بلدانا أخرى للعمل في حين بلغ عدد الأطباء بالجزائر من المختصين وغيرهم 40 ألف طبيب. وفي السياق ذاته حذر دواغي من الانعكاسات الصحية الناجمة عن انقطاع التنفس أثناء النوم، مشيرا أنه تم اكتشاف مؤخرا علاقة هذه الحالات بارتفاع ضغط الدم وحالات حوادث المرور حيث أن المريض الذي يعاني من حالات انقطاع التنفس في النوم لا يمكنه النوم بشكل طبيعي وهو ما يخل بنظامه النومي وقد ينام أثناء قيادة السيارة وهو ما يقف وراء حوادث السير. وقال دواغي إنه كشف مؤخرا أن حالات انقطاع التنفس أثناء النوم يمكن أن تؤدي إلى مرض الضعف الجنسي لمن يعاني منها، مشيرا إلى أن غلاء المعدات التي تجاوزت 130 ألف دينار حال دون المتابعة الصحية، وأن الثقافة السائدة في المجتمع تعتبر هذا المرض أو ما يعرف محليا "بالشخير" أثناء النوم أمرا عاديا وهو ما نفاه البروفيسور ودعا بالمناسبة كل من وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات ووزارة التضامن إلى مساعدة المرضى محدودي الدخل والبطالين من المصابين بسوء التنفس ليتم التكفل بهم وفقا لما ينصح به المختصون لتفادي تداعيات صحية أخرى.