حجزت مصالح الشرطة القضائية التابعة لأمن ولاية الجزائر خلال الثلاثي الأول من العام الجاري 226 كغ من الكيف المعالج و من الأقراص المهلوسة، و9 غرامات من الهروين و11 غرام من الكوكايين وأقل من غرام واحد منه الكراك (مستخرج من الكوكايي)، فضلا عن 51 غراما من مزيج الكوكايين والهروين . و قد تم في هذا الإطار معالجة 495 قضية بمحاكم العاصمة بعد القاء القبض على 651 متهما في قضايا متعلقة بالمخدرات، من بينهم 471 وضعوا الحبس المؤقت و 58 آخرين استفادوا من الإفراج المؤقت في انتظار محاكمتهم، تم استدعاء 142 شخصا متورطا في المخدرات وشخصين آخرين لا يزالان تحت الرقابة القضائية. وفي سنة 2009 حجزت المصالح ذاتها 804 كغ من القنب الهندي وكمية معتبرة من المؤثرات العقلية االمقدرة ب15705 قرص، أما فيما يخص المخدرات الصلبة التي تشكل خطرا كبيرا على صحة مستهلكيها وتتسبب في وقوعهم مباشرة في الإدمان، فقد تم حجز كميات ضئيلة على مستوى العاصمة منها 26 غراما من الهروين وغرام واحد من الكراك وأقل من 500 غرام من مادة الكوكايين المخدرة، وهي تقريبا الكمية ذاتها من المخدرات المحجوزة سواء الخفيفة أو الصلبة المحجوزة في عام .2008وقد بلغ عدد القضايا المعالجة المتعلقة بحيازة او استهلاك أو الإتجار غير الشرعي بالمخدرات على مستوى المحاكم ، حسب احصائيات السنة الماضية المستقاة من أمن ولاية الجزائر، 2078 قضية في حين قدر عدد المتورطين ب 2797 شخصا، منهم 2043 متهما وضعوا رهن الحبس المؤقت، و204 آخرين استفادوا من الإفراج المؤقت، و استدعاء 687 آخرين مقابل 36 متهما وضعوا تحت الرقابة القضائية. باب الوادي و عين البنيان ''مراكز الإدمان الرئيسية'' تعتبر بلديتا باب الوادي و عين البنيان من أكثر الأماكن التي ينتشر فيها الإدمان على المخدرات بالعاصمة التي تصنف في المرتبة الأولى فيما يخص استهلاك هذه السموم مقارنة بولايات أخرى من الوطن بالنظر الى الكثافة السكانية العالية التي تتميز بها، تليها في الترتيب مدينة وهران، مشيرا إلى أن أنواع المخدرات المستهلكة في العاصمة هي الكيف المعالج والأقراص المهلوسة بالدرجة الأولى لأن أسعارها في متناول الجميع وتأثيرها خفيف، مما يفسر أن الكميات المحجوزة من هذه المواد تفوق دائما كميات المخدرات الصلبة على غرار الكوكايين الذي تباع جرعة صغيرة منه ب 15000 دج (ما يعادل أجرة عامل بسيط)، لذلك يبقى عدد مستهلكي الهروين و الكراك والكوكايين يعد على أصابع اليد نظرا لغلائها، كما أن متعاطي المخدرات يتفادون هذه الأنواع بسبب تأثيراتها السلبية و خطورتها الكبيرة على الصحة ، حيث يكفي استهلاك مرة أو مرتين المخدرات الصلبة للوقوع في دائرة الإدمان غير أن ذلك لا يعني أن العاصمة في خطر، مثلما اوضحه عز الدين العزوني رئيس فرقة الشرطة القضائية لمكافحة الإتجار غير الشرععي للمخدرات والمؤثرات العقلية بالمقاطعة الوسطى، مؤكدا أن الجزائر بصفة عامة لا تزال منطقة عبور رغم أنها لا تخلو من مستهلكي المخدرات ، لأن الجزائر لا تجلب اهتمام مروجي هذه المواد المخدرة الذين يفضلون المخاطرة ببيعها في البلدان الأوروبية و الأمريكية لتحقيق أرباح بالعملة الصعبة. "حسب خبرتنا في الميدان خرجنا بقاعدة أساسية مفادها أن جميع مروجي المخدرات يعودون لنشاطهم بعد عقوبة السجن و إطلاق سراحهم لأنهم تعودوا على جني أموال معتبرة بطريقة سهلة''. السيد العزوني. تفكيك أخطر شبكة إجرامية متورطة في زراعة 4 هكتارات من القنب الهندي بغابة توجا تمكنت مصالح الشرطة القضائية من الإطاحة برؤوس وبارونات كثيرة، كان أخطرها تفكيك شبكة متكونة من 7 أفراد تروج المخدرات بالعاصمة في سنة ,2008 حيث أوضح عز الدين العزوني رئيس فرقة الشرطة القضائية للمقاطعة الوسطى، أنه بعد إلقاء القبض على مروج صغير لهذه السموم من طرف أعوان الشرطة، أسفرت التحريات عن القبض على مجموعة أخرى كانت تنشط بالعاصمة من بينهم 3 أشخاص من القليعة وشخص رفقة امرأة بزرالدة و متورطون آخرون من عين البنيان، و بعد ستجوابهم اعترفوا بوجود 4 هكتارات من القنب الهندي مزروعة بغابة توجة بولاية بجاية، مما استدعى تنقل مصالح الشرطة القضائية إلى عين المكان لحرق هذه الغابة و إتلاف هذه النبتة التي تستعمل في استخراج الكيف المعالج ومن تم بيعها.و قد تم محاكمة المتهمين الذين سلطت على ثلاثة منهم عقوبة 20 سنة سجنا أو أكثر. وأشار العميد الأول للشرطة القضائية بلعسل أن ترويج المخدرات يحقق لأصحابه أموالا طائلة رغم وعيهم بحجم الخطورة واحتمال القاء القبض عليهم، وهذا ما يفسر ظهور تجار ومروجين جدد في كل مرة. وبالنظر إلى أن الجزائر تعتبر منطقة عبور، فإن هناك شبكات إجرامية ببلادنا تسهل عمل ونشاط شبكات أخرى تنشط بالخارج، مثلما هناك أفراد من هذه الشبكات بالعاصمة تمتد إلى ولايات أخرى بالوطن. من جهة أخرى أكد المتحدث أن المناخ الذي تتميز به الجزائر لا يلائم زراعة المخدرات، بدليل أن غابة العفيون التي تم اكتشافها في السنوات الأخيرة بأدرار كانت عبارة عن نبتات صغيرة لم تتطور في النمو . هدف الشرطة القضائية الإطاحة بالرؤوس الكبيرة لشبكات الإتجار بالمخدرات أوضح بوعلام بلعسل العميد الأول للشرطة القضائية لولاية الجزائر أن مجهودات أعوان الشرطة القضائية متواصلة للتصدي للشبكات الإجرامية الناشطة على مختلف محاور العاصمة وإحباط كل مخططات مروجي المخدرات بأنواعها، مؤكدا أن ولايةالجزائرتحظى بتغطية أمنية كاملة ورجال الشرطة يعملون على مدار 24 ساعة للحد من الإتجار غير الشرعي لهذه السموم. وطمأن المتحدث أن تجارة المخدرات ليست منتشرة على مستوى العاصمة بالشكل الذي ينذر بالخطر، غير أنه في بعض الأحيان تدخل كميات من هذه السموم إلى العاصمة من غرب الوطن، والقانون الجزائري يعاقب المستهلكين بغض النظر عن الكمية و يبقى الهدف الأساسي للشرطة القضائية هو القضاء على بارونات المخدرات والرؤوس الكبيرة التي تدير هذه الشبكات وليس محاربة المستهلكين باعتبارهم ضحايا يتوجب علاجهم. حيث بعد دراسة معمقة لهذه الظاهرة تم تنصيب ثلاث فرق بشرق وغرب ووسط العاصمة دعمت بمختلف الوسائل البشرية والمادية فضلا عن أحدث التقنيات والتكنولوجيا، كما تم إنشاء فرقة أخرى حديثا، ليتم بذلك تحصين كل الداوائر الإدارية البالغ عددها 13 مقاطعة بالعاصمة بفرق من الشرطة القضائية تساهم بشكل فعال من الحد من الجرائم بمختلف أصنافها. من جهة أخرى تم إنشاء خلايا إصغاء على مستوى أمن الدوائر تتكفل بعلاج متعاطي المخدرات الذين لم يصلوا إلى درجة الإدمان باعتبارهم ضحايا يتوجب مساعدتهم للإبتعاد عن استهلاك هذه السموم التي تذهب الصحة و العقول ، حيث أثبتت الدراسات حسبما أوضحه العزوني رئيس فرقة الشرطة القضائية للمقاطعة الوسطى، أن ظهور الإجرام مرتبط بعوامل كثيرة، منها المشاكل النفسية والاقتصادية والإجتماعية على غرار الفقر والبطالة مما يدفع الكثير من الشباب للجوء إلى الإنحراف وتعاطي المخدرات للهروب من الواقع ونسيان مشاكلهم ومعاناتهم و لو لفترة قصيرة.