نجحت الجزائر أمس في إطلاق ثاني قمر اصطناعي جزائري، بعد تجربة ''ألسات ''1 الذي تم إطلاقه شهر نوفمبر عام 2002 بنجاح، ويتعلق الأمر بالقمر الاصطناعي ''ألسات ''2 الذي تم إطلاقه في حدود الساعة الرابعة و53 دقيقة بتوقيت الجزائر، إنطلاقا من منصة سريهاريكوتا بمقاطعة شيناي الهندية حسب بيان الوكالة الفضائية الجزائرية. جاء في بيان للوكالة الفضائية الجزائرية، أن القمر الجديد ''ألسات ,''2 الذي يندرج ضمن تفعيل البرنامج الفضائي الوطني آفاق ,2020 يتميز بقدرة تصوير عالية الدقة تصل إلى 5,2 م، وهو ثمرة جهود وطنية في المجال التكنولوجي الذي دخلته الجزائر من بابه الواسع منذ تجربة القمر الاصطناعي ''ألسات ''1 قبل نحو ثماني سنوات. وكان وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام السابق عبد الحميد بصالح، قد أعلن في شهر ماي المنصرم عن اعتزام الجزائر إطلاق ''ألسات ''2 مع استلام مركز تطوير الأقمار الاصطناعية الذي سيدمج فيه ''ألسات ''2 خلال هذا العام، إضافة إلى مباشرة مشاريع عدة من خلال استعمال الأقمار الاصطناعية وأنظمة التمركز عبر 20 ولاية جزائرية، ومن ذلك نظام نموذجي للوقاية من حرائق الغابات وتعميمه على كامل الفضاء الغابي، ونظام للوقاية من الكوارث الطبيعية وإدارتها باستعمال صور الأقمار الاصطناعية وأنظمة الإعلام الجغرافية، والتنقيب عن المياه الجوفية باستعمال صور الأقمار البصرية والرادار. ومعلوم أن البرنامج الفضائي الوطني ,2020 يعمل حاليا على تصنيع كوكبة من الأقمار لمراقبة الأرض بدقة عالية انطلاقا من ''ألسات ''1 الذي وضع في المدار بتاريخ 28 نوفمبر 2002 إلى جانب ساتل لمراقبة الأرض بدقة متوسطة، ''ألسات 1 ب''، حيث أتاح هذا القمر مجموعة تطبيقات منها التقاط حوالي 1800 صورة تم تحميلها على محطة الاستقبال والمراقبة بأرزيو ''وهران''، استخدم جزء منها في الوقاية من الكوارث الطبيعية وإدارة آثارها، كما سمح بتغطية مساحة 20 مليون هكتار في مجال مكافحة التصحر، حيث أنجزت خرائط للمناطق المعرضة للتصحر بواسطة الاستشعار عن بعد. وكانت الجزائر قد التحقت بنادي مصنعي الأقمار الاصطناعية عام ,2002 بمناسبة إطلاق ''ألسات ''1 من المحطة الفضائية ''بليستسك'' بروسيا، بوزن يصل إلى 100 كلغ، حيث أرسل في المدار على علو يصل إلى 700 كلم، ومن خصوصياته أنه أنجز من طرف فريق باحثين من المركز الوطني للتقنيات الفضائية بمساعدة مركز البحوث الفضائية البريطاني ''سيري''، وكانت أولى صور التقطها ''ألسات ''1 قد وصلت إلى المركز الوطني للتقنيات الفضائية بعد ثلاثة أسابيع من وضعه في المدار، وهي صور عن أستراليا ومنطقة تكساس بالولايات المتحدةالأمريكية وجنوب إفريقيا وشرق أرزيو بوهرانوالجزائر العاصمة. ويترقب ملاحظون أن تكون الجزائر من ضمن مجموعة الدول المتقدمة في مجال الفضاء خلال العام ,2015 بفضل الترسانة العلمية التي توفرها جامعات جزائرية متخصصة في كل من وهران، سطيف، تلمسان وقسنطينة.